“كانسر فايترز” تدعم محاربي السرطان وأسرهم داخل قلعة 57357
إيمان أبوالعلا: زيارتنا تهدف لرسم الفرحة على الوجوه وفي قلوب الأطفال
كتب/ عاطف طلب
استقبل مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، فريقا من جمعية “كانسر فايترز” لدعم محاربي السرطان، برئاسة محمد فؤاد رئيس الجمعية، وأعضاء مجلس الإدارة، وذلك لتقديم الدعم النفسي للأطفال مرضى السرطان وأسرهم بالمستشفى، حيث قدموا عروضا فنية ومسابقات داخل مسرح المستشفى، بحضور العشرات من الأطفال وذويهم، وقضوا عدة ساعات من المرح والبهجة معهم، وزعوا خلالها الهدايا والتقطوا الصور التذكارية مع الأطفال.
إيمان أبو العلا، أمين صندوق جمعية كانسر فايترز، وهي محاربة سرطان غدد ليمفاوية، منذ عام 2018، قالت أنها تعافت من المرض تماما في عام 2020، ولكنه ارتد إليها بعد بضعة أشهر، وعادت للعلاج ثم زرع النخاع في 2021، وهو ما ضاعف من شعورها بإحساس الأطفال مرضى السرطان وأسرهم، ودفعها للعمل ليل نهار على تقديم يد العون لهم، بهدف رسم الفرحة على وجوه الأطفال، فهي تشعر بكل معاناتهم، وما يمرون به من التعب وألم العلاج، وكذلك معاناة الأمهات أيضا مع أطفالهم.
“خطفة القلب” كان هذا هو وصف حالتها – حسب تعبيرها – عند دخولها مستشفى سرطان الأطفال 57357، وهو مزيج بين فرحتها بالأطفال المحاربين لمرضهم، وحزنها على تألمهم مع صغر عمرهم، متمنية زرع الأمل والقوة فيهم، ومسح دموعهم، ورسم الفرحة ليس على وجهوهم فقط بل وفي قلوبهم.
وقالت، كان دوري في الحفل هو إعداد مسابقة للأطفال، عبارة عن معلومات عامة، منها التعرف على أصوات الحيوانات أو أشكالها، وعرض صور بها اختلافات، وطلب إعلانها من قبل الأطفال وذلك لتدريبهم على التركيز وقوة الملاحظة، وتنشيط الذاكرة، واختبارهم في المعلومات العامة، ومكافأتهم بالهدايا، مع مراعاة المنافسة بين الأطفال وخلق جو من البهجة، والمساعدة لحصول كل الأطفال على هدايا، وأشادت بدور المستشفى، ووجهت رسالة للمجتمع بشكل عام، قائلة أن أطفال السرطان يحتاجون للدعم سواء كان ماديا أو معنويا، طالبة من أسر المرضى عدم اليأس، والتمسك بالأمل والتحدي والصمود أمام هذا المرض.
هاجر حبيشة: الإصابة بالسرطان ليست نهاية الدنيا.. ولكنها بداية “حياة”
د. هاجر حبيشة، عضو مجلس إدارة جمعية كانسر فايترز، المتحدث الإعلامي، قالت أن الجمعية تقدم كافة أنواع الدعم لمرضى السرطان وأسرهم، حيث أن 10 من بين 14 عضوا بمجلس إدارتها من محاربي السرطان، ومنه سرطان الدم “اللوكيميا”، والقولون، والغدد الليمفاوية، وغيرها، وكانوا يحاربون ضد العجز والمرض، وكذا نظرة المجتمع إليهم من الوصم والتمييز، مؤكدين على السرطان ليس مرضا معديا، ويشاركون في مؤتمرات السرطان والفعاليات العامة، ووجدوا أن تقديم الدعم لغيرهم هو خطوتهم الأولى في التعافي.
وكان أولاد هاجر الثلاث، سبب الصبر والأمل والصمود والنشاط لديها رغم أنها مريضة سرطان دم، فلم تيأس وواجهت المرض بكل شجاعة، وهي الآن تمنح الأمل وتغذي القدرة على هزم المرض لدى أطفال 57357، وتستمد منهم القوة بأضعاف ما تمنحهم، ولذلك فإن الدعم المعنوي هنا متبادل مع الأطفال، الذين يمنحونها وجميع ممثلي الجمعية الدافع والفرحة والابتسامة البريئة من القلب، فالإصابة بالمرض ليست نهاية الدنيا، ولكنها بداية حياة.
“اترك أثر” نصيحة لكل إنسان يريد أن يشعر بقيمة الحياة
“اترك أثر” هي نصيحتها لكل إنسان يريد أن يشعر بقيمة الحياة، مشيرة إلى أن عروضهم للأطفال شملت عرض للعرائس أشهرهم “توم أند جيري” وهو ما يحبه كل الأطفال، وفقرات من تراث الفن الأصيل، وأغاني منها مثل أبريق الشاي، وسوسة كف عروسة، وبيبي شرق، ومحاكاة لأوبريت “الليلة الكبيرة”، وغيرها، وكل ذلك ساهم في تقديم الدعم النفسي للأسر أيضا، وخاصة الأمهات، وقالت أن مستشفى سرطان الأطفال 57357 تعد محرابا ومثالا للإنسانية والرحمة، ويجب على المجتمع مؤازرته.
محمد فؤاد: مريض السرطان شخص منتج وشديد الحساسية تجاه المعاملات الطبيعية
محمد فؤاد، رئيس جمعية كانسر فايترز لدعم محاربي السرطان، أكد على هذه ليست المرة الأولى لزيارة مستشفى سرطان الأطفال 57357، حيث بدأ نشاط الجمعية منذ 15 عاما، كما أن القائمين عليها هم مرضى سرطان في الأساس، ويستهدفون دعم أسر المرضى بالتوازي مع إسعاد أطفالهم، وبث روح الأمل فيهم للتعافي مهما طالت مدة العلاج، فأعضاء الجمعية على دراية بما يفتقده المجتمع المصري تجاه هؤلاء المرضى لأنهم أصحاب تجربة، ونحاول سد هذه الثغرات من خلال الدعم النفسي والمعنوي، وبث روح القوة والأمل والصمود ضد هذا المرض، وتقديم رسالة للشعب المصري لدعم هذه الفئة من المرضى باعتبارها من أخطر الأمراض المنتشرة.
وقال، أن الحالة النفسية للمريض وأسرته، هي أكبر داعم لتخطي رحلة العلاج، بدءا من التشخيص، ومرورا بإجراء الفحوصات والعمليات، وانتهاء بالأدوية التي تحدث تغيرات كثيرة في الشكل والجسم، وضغوط وظروف قاسي، لافتا إلى أن هناك الكثير من العوامل التي تمثل تحديا نفسيا وجسديا على المريض، مثل انتظار نتائج تحاليل، أو أشعة، والعامل المادي، وتكلفة العلاج باهظة الثمن، وهو من أخطر العوامل النفسية، وأكد على أن هزيمة المرض تحتاج إلى 90% حالة نفسية قوية، و10% علاج سليم، وقال، أتحدث هنا بصفتي مريض سرطان دم منذ 15 عاما ومحارب للسرطان.
وواصل، كلما كانت الحالة النفسية جيدة كلما زادت مناعة الجسم وتقبل العلاج، وهي علاقة عكسية بين قوة المرض والحالة النفسية للمريض، ولتحقيق هذا الجانب يأتي دور المجتمع لدعم مرضى السرطان، فهم أشخاص غير قادرين على دعم أنفسهم، ولذلك فالأسرة والأصدقاء والمجتمع هم المنوط بهم تقديم هذا الدعم.
وأكد على أن مريض السرطان شخص منتج وشديد الحساسية تجاه المعاملات الطبيعية، ووجه الشكر لمستشفى سرطان الأطفال 57357 على جهدها الكبير والداعم، كما أكد على تعاون المجتمع لدعم هذه الفئة من المرضى.