جينيًا.. معظم الأمازيغ أحفاد “الملك أغليد ماسينيسا”
كتب/ سالم الشمري
لا يكاد الجدل يتوقف عن أصول ونسَب الأمازيغ في كتب الأنساب منذ ابن خلدون إلى اليوم، حتى جاء علم الجينات ليطلق جدلا جديدا عن أصول هذا الشعب الضارب في العراقة، المتميز بصفات استثنائية أضفت عليه خصوصية وجعلته مغايرا في منطقته التي تعاقبت عليها غزوات وثقافات لم تستطع نزع شخصيته عنه.
وانطلق مؤخرا نقاش طويل في وسائل التواصل الاجتماعي وفي عدد من المنتديات المفتوحة والمتخصصة، يخوض فيها باحثون ومتابعون نقاشا لا يكاد يتوقف عن جينات الأمازيغ وأصولهم، ومنذ متى ظهر هذا الشعب في منطقته؟ وهل هو وارد إليها عبر هجرات، أم أصيل وقديم فيها؟
وحسب المعطيات الأولية، ينتمي الأمازيغ لسلف إفريقي قديم ربما انطلق من شرق إفريقيا ويقدر عمره بنحو 35 ألف سنة مضت، ويرمز له بـE-M35 وهو جد يشتركون فيه مع معظم شرق إفريقيا والمصريين القدماء كما في جداول شركة “فاميلي تري”.
غير أن هذا السلف ليس هو مثار الجدل من حيث كونُه أبا لشعوب عدة، أو حتى كونه نُوحًا آخرَ، بل انصب الجدل في اتجاه تحديد جد آخر عمره أقرب بكثير، ويقدر بقرابة 14 ألف سنة، ويرمز له بـE-M81، وهو عمر متناسب مع الحفريات التي حددت قبل عقود أصول المغاربة ونسبتهم إلى القفصيين وقدّرتهم بالعمر نفسه.
هذا الجد مثار الجدل، حيث ظهر له أحفاد كثر في منطقة الشرق الأوسط، ينتسبون إلى قبائل وبيوت عربية معروفة، مما تسبب في خلاف لا ينتهي، إذ قال عنه البعض إنه عربي، وأن أحفاده هاجروا إلى شمال إفريقيا وأنجبوا المغاربة، وهي نظرية رفضها وفندها كثيرون لكون المغاربة وُجدوا منذ الأزل في منطقتهم وربما قبل أبي العرب إسماعيل عليه السلام.
وفي السنوات الأخيرة، يرى خبراءُ أن القضية تجاوزت هذا بكثير وأصبحت أكثر تحديدا بعد ظهور نتائجَ حاسمةٍ حول أصول الأمازيغ، وذلك بظهور جد حديث نسبيا تتطابق معظم نتائج الأمازيغ وتلتقي عنده.