“سُوبر مَامَا”

بقلم/ ولاء عادل

كتير بيتقال لبنات حوا “أنتي بتعملي إيه في يومك؟ أنتي بتصحي تاكلي، تطبخي، تتفرجي علي التليفزيون، موبايلك في إيدك طول اليوم، مبتعمليش حاجة وفاضية!”

فعلاً دي نظرة المجتمع لستات البيوت! طيب ما تيجي نآخد الموضوع من أوله واحدة واحدة..
جربت تحط نفسك مكانها؟

بمعني جربت تصحي من النوم بتنطيط حواليك وصوت بيناديك “ماما..ماماااا”، صحيت دخلت جري علي المطبخ وفي دماغك ألف سؤال: هحضر أكل إيه النهاردة، هاغسل دلوقتي ولا أستني اما يناموا، طيب أيه اللي ناقص في البيت، كل دا وأنت واقف بتحضر الفطار! كل دا وجنبك أصوات بتنادي “ماما انا عايز أفطر.. ماما أنا عايز أغير.. ماما فين حرفيا أي حاجه في الكوكب وغيره كتير.. المهم ماما لا بتعرف تفطر ولا تشرب قهوتها.

 

خلصت الجوله الأولي وبدأت التانية وما بينهم شوية تنطيط ما بين هنا وهنا عشان الشقة تنضف.
دخلنا في التانية: “ماما الأكل خلص، ماما ألحقي أخويا بينط من البلكونه، ماما أختي قاعده في الغساله، كل كوارث الدنيا بتحصل بمجرد دخولها المطبخ”
خلصنا الجوله التانيه وأتغدينا وخلصنا تل المواعين الي مبيخلصش، تيجي تريح شويه عشان تتفرج علي أي حاجه تفصل بيها دماغها، بمجرد ما التليفزيون يشتغل تبدأ تسمع “ماما صباعي بياكلني، ماما عايز أغير، ماما أي حاجه في الكوكب” المهم أن ماما متتفرجش أصلاً علي اللي هي مش متبعاه بس بتحاول تفصل عشان بس تقدر تكمل يومها!

 

وهكذا دي دايرة حياة ستات البيوت كل يوم .. لسه شايف إنها مبتعملش حاجة!
نيجي بقي للجانب التاني: الستات اللي بتشتغل اللي أغلب المجتمع شايف انها حشو في النص وملهاش أي دور!
طيب أنت تعرف إن 70% من الأسر في المجتمع بيكون العائل الأساسي ليها هي الأم أو علي الأقل بتشارك مع الأب في مصاريف البيت و زيادة عليه مسئولية البيت والعيال.
و يوم ما عيل يغلط أو يعمل مصيبة، أول كلمة بتتقال لها “شايفه تربيتك يا ست هانم؟”.
عارفين أيه هي أوحش حاجة وسط كل دا؟

 

لما يتقالك الكلام دا من ست زيك مش بغرض الحقيقة لا، بغرض إنها تغلطِك وخلاص!
يا جماعة أحنا نسينا حاجة مُهمة “من لا يَرحم.. لا يُرحم”
يعني اللي بتشتغل دي مش نازلة تضيع وقت وبتعمل زحمة وخلاص، لا دي نازلة عشان وراها مسئوليات زيك بالظبط وحتي لو علشان مسئولية وكانت نازلة عشان تثبت نفسها فهي المفروض يكون ليها كل الأحترام والدعم منك، لأن حقها إنها تعمل أكتر من دورها كأم أو كزوجة.
الخلاصة متحكمش علي حد أنت معشتش ظروفه، عشان تحكم عليه أنه بيتدلع ولا لا! دي مقدره وربنا إداها لكل واحد علي قد اللي يقدر يشيله. فمتكنش أنت القاضي علي الناس من غير ما تعرف ظروفهم أو تعيش تجربتهم.

و لكل أم و خصوصًا لو كانت أم جديدة: متسمحيش لأي حد يقلل من دورك ويستهين برحلتك من أول يوم في حملك لحد ما سمعتي كلمه ماما، وحتي لحد ما تسمعي كلمه تيتا!
حبي نفسك وأقبليها زي ما هي من أول كل تجعيدة صغيرة في وشك، لحد كل خط في بطنك لإنها رحلة شقى ميعرفهاش إلا اللي جربها وميحسهاش إلا اللي عاشها. أنتي بطلة حياتك.. سوبر هيرو لولادك!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى