الدكتور عادل اليماني يكتُب : عِيدي فِلَسْطِيني ..

وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي ..
وأتجرعُ مرارةَ العجزِ ، نيابةً عن أُمةٍ ضاعتْ ، أُمةٍ تاهتْ ، أُمةٍ نائمةٍ !!
كتبتْ رئيسةُ وزراءِ الكِيانِ الصهيونيِّ ، جولدا مائير ، في مذكراتِها : عندَما أحرقْنا المسجدَ الأقصى ، عام 1969 لم أنمْ ليلتَها ، وأنا أتخيلُ ، كيفَ أنَّ العربَ سيدخلون إسرائيلَ ، أفواجاً أفواجاً ، مِنْ كُلِّ حَدَبٍ وصَوْبٍ ! لكنْ عندما أشرقتْ شَمسُ اليومِ التالي ، ولم يحدثْ شَئٌّ ، أيُّ شَئٍّ ! أدركتُ أنَّ بمقدورِنا أنْ نفعلَ ما نشاءُ ، فهَذِهِ أُمَةٌ نائمةٌ !!
سلاماً لأرضِ السلامِ ، التي ما رأتْ يوماً سلاماً .
سلاماً لأرضٍ ، نصرتِ الحقَ ، وما نُصِرتْ .
بَوصَلةُ قلوبِنا دوماً ، تُشيرُ إليكِ ، يا فلسطينُ .

الصامدون الصابرون المرابطون ..
الأبرارُ الأحرارُ ، الأطهارُ الأخيارُ ، مَنْ قضي نحبَه ، و مَنْ ينتظرُ ..
عِزُ الأمةِ وشرفُها ، في زمانٍ ، ضاعَ فيه الضميرُ ، وقلَّ فيه النصيرُ ..
أيُّها المجاهدون : خذلتْكم أمتُكم ، وباعتْ عِرضها وكرامتَها لأعداءِ الإنسانيةِ من بني صهيون ..
لا تُراهنوا علي الخانعين الخاضعين ، المتنطعين ، المُطبعين ، الزاحفين علي بطونِهم ، نحوَ الهاويةِ ، الذين خانوا الأمانةَ ، واستطعموا الذُلَ ، واستعذبوا عصيرَه ..

وفتحوا بلادَهم وديارَهم وخزائنَهم ، لأحفادِ القردةِ والخنازيرِ ، وكانوا لهم عوناً ونصيراً ..
لعقوا نعالَهم ، لينالوا رضاهم ، وكانوا قوماً إذا مسَّ النعالُ وجوهَهم .. شكَتِ النِعالُ بأيِّ ذنبٍ تُصفع .
هؤلاءِ عدوٌ من بني جِلدتِنا ، هؤلاءِ رأسُ النفاقِ : هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ..
فقط استعينوا بربِكم ، الذي لا يَضِلُّ وَلا يَنْسَى ..

راهِنوا علي شبابِكم التقي النقي ، وإرادتِكم الصُلبةِ ، التي لا تنكسرُ ولا تلينُ ، وإيمانِكم الراسخِ ، النصرُ أو الشَهادةُ ..
شاءتْ إرادةُ ربِكم أنْ تدفعوا وحدَكم ثمنَ جهادِكم ، لكنَّه علي قسوتِه ومرارتِه ، ثمنٌ بخسٍ ، أمامَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ ..

كُلُّ الجريمةِ أنّي فلسطيني !!
لأنَّي أحملُ الإيمانَ والجُرحَ الفلسطيني ..
لأنَّ غمائمَ الأفيونِ لم تخمدْ براكيني ..
لأنَّي لم يكنْ إلا جهاداً دامياً ديني ..
أُشَرَدُ في منافي الأرضِ ، أُجلَدُ في الزنازينِ ..
وأصحو ليسَّ يسمعُني ، ويهزأُ بي بنو ديني ..
ويحظى بالمُنى والقربِ أعوانُ الشياطينِ ..
كأنَّ المسجدَ الأقصى ، بقايا معبدٍ صيني ،
كأنَّ المسلمين غدوا مطايا للصهايين ..
وكُلُّ جريمتي أني فلسطيني فلسطيني ..

أحرارَ فلسطينَ : كُلُّ عامٍ ، وأنتم أحرارُ الدُنيا كُلِّها ، أبطالُ الكونِ بما حوي ، رمزُ الصمودِ ، وأيقونةُ الكرامةِ العربيةِ ..
رسالةٌ من قلبٍ يعتصرُ ألماً وحزناً ، علي ضحايا وشهداءَ ، ونساءٍ ترملتْ ، وأطفالٍ تيتمتْ ، وبطونٍ تضورتْ ، وبيوتٍ تهدمتْ .
رسالةٌ من قلبٍ كانَ يتمني أنْ يُساندَهم بيدِه ، ليسَّ فقط بلسانِه وقلبِه ، لأنَّهما في النهايةِ ، أضعفُ الإيمانِ ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى