” إثنان علي الأرجح من كل ثلاثه من المصريين يسبُّون المصريين  “

بقلم / حذيفه  عرفات

أستاذنا في السُخريه والكاتب الكبير (جلال عامر) يقول: مشكلة المصريين الكُبري أنهم يعيشون في مكان واحد ولكن لا يعيشون في زمان واحد.

ومن داخل تلك الجمله تستطيع بأريحيه أن تُفنّد أسباب عنصَرة المصريين وسبّهم  لبعضهم البعض وإطلاقهم الأحكام المُطلقه بلا هواده ، تستطيع أيضاً أن تُسقِط الأمر علي محيطك الصغير ودوائرك الشخصيه وحتي علي ذاتك إن أردنا الصدق ..

فعلي سبيل المثال :

– مديري في عمل قديم رغم كونه من أب مصري وأم مصريّه كان لا يتخلي عن أي فرصه تتاح له في أي نقاش ليذكر مساوئ المصريين ويسُّب خصالهم ، علماً بأنه كان يتحلي بكل سمات المصريين بدايةً من ازدواجية المعايير وحتي الاستنطاع مروراً بحب الذات والتحيز لها …

– أحد أصدقائي المقربين ، لا يكُّف عن وصم المصريين بالصفات السيئه بكل نرجسيه كما لو كان قادم من المطار لتوّه ، تتناقض أرائه السياسيه والعلميه والاجتماعيه ويظل الثابت الوحيد وصقه للمصريين بالجهل …

– فنانو الدوله واعلام السلطه يطُّلون علينا من خلف شاشات التفاز وعلي السنتهم سب المصريين المتطلعين لهجره خارجيه او لفيزا اجنبيه ، مع العلم ان جميعهم يستثمرون أموالهم في الخارج و علي الاقل يضمنون لأولادهم تعليم وجنسيه اجنبيه ..

– سائق الميكروباص بدلاً من البحث عن يوتيرن يأخذ الطريق عكسي ، فيكسر عليه أحدهم ، فيسبّه كما لو كان علي حق ، ويسب المصريين زعماً منه ان ” اللي علّم المصريين السواقه ظلمهم “..

– سكان العاصمه يصفون سكان السواحل بكونهم ميّه مالحه ووشوش كالحه ، والسواحليه يصفون سكان الأقاليم بكونهم فلاحين ، وبطبيعة الحال فساكني الأقاليم يصفون سكان العاصمه والسواحليه بكونهم عشوائين منعدمي الأصل ولفّي بينا يا دنيا …

– أترجل علي قدمي بمحازاة الكورنيش وصولاً لميدان التحرير وفي اعماق افكاري اسُّب المصريين وخضوعهم غير المبرر لذلك الإجحاف ، فلا تمُر دقائق حتي يُعرّيني القدر امام ذاتي عندما قال لي أحدهم بأن هناك احتجاجات ومناوشات من الشعب داخل احدي المحطات ، فأفعل كما المصريين الذين كنت أسب خضوعهم منذ قليل وأتغاضي عن الأمر برمته بحجة ” انه مفيش فايد ” وأستمر في طريقي ….

المفاجأه التي لا أستطيع مواراتها عنك أكثر من ذلك عزيزي القارئ كوننا نحن المصريين الذين لا نكُف عن سبُّهم ، والجحيم ليس الآخرين ، الجحيم متأصل بداخلنا ، الطفل المتشرد والمُراهق المتحرش والشاب المتمرد ، الشرطي الفاسد والموظف المُرتشي وحتي الحاكم الديكتاتور الظالم ، كل هؤلاء نتاجنا نحن  نتاج تكاثرنا وتربيتنا وتعاملتنا اليوميه ، كل ما تراه عينك هو رد فعل لأفعالك حصاد ما زرعته إنعكاس حياتك في المرآه.

أخيراً في النهايه ومع الأسف إليك هذا السر ” لا يوجد وطن فاسد ، فقط هناك مواطنون فاسدون “

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى