بـ”الأقمار الصناعية”.. كوريا الشمالية تشعل الحرب العالمية الثالثة

كتبت/ صفية الدمرداش

“تحت شعار حق الدفاع عن النفس”..أعلنت كوريا الشمالية حرب الأقمار الصناعية التي اندلعت أولي خطواتها في22نوفمبر المنصرم بإطلاق أحد أقمارها للتجسس علي مواقع عسكرية تابعة لكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة الأمريكية التي اعتبرتها صفعة قوية لابد من الرد عليها، مما دعا زعيم كوريا الشمالية قواته الجوية أن يكونوا في حالة تأهب تام للاستجابة الفورية للتهديدات العسكرية من الأطراف المعادية.

ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إطلاق أول قمر صناعي للتجسس العسكري محلي الصنع من قاعدة فاندنبرج لقوة الفضاء الأمريكية في كاليفورنيا على صاروخ فالكون 9، التابع لشركة سبيس إكس، وكان من المقرر إطلاق القمر أمس الخميس، ولكن تم تأجيله المهمة لمدة يومين بسبب سوء الأحوال الجوية.

وأفادت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء،أن أصبحت تملك أول قمر اصطناعي للتجسس بني محليا لمراقبة نشاطات كوريا الشمالية المسلحة نوويا، كما أن سيول سوف تطلق أربعة أقمار اصطناعية إضافية بحلول نهاية العام 2025 لتعزيز قدراتها الدفاعية من خلال القمر الاصطناعي الذي وضع في مدار يتراوح علوه بين 400 و600 كيلومتر لتكتشف اى جسم صغير بحجم 30 سنتيمترا فوق سطح الأرض لتُعد تكنولوجيا تلك الأقماربين الخمس الأولى على مستوى العالم.

وقررت الولايات المتحدة واليابان وأستراليا فرض عقوبات على كوريا الشمالية لاطلاق القمر الصناعي «مالليجيونج 1» على متن الصاروخ الحامل «تشولليما 1»، في 22 نوفمبر الماضي، وتعد المرة الأولى التي تفرض فيها الدول الـ4 عقوبات في نفس الوقت تقريباً ضد الشطر الشمالي من شبه الجزيرة الكورية ومن بينهم المشمولين بتلك العقوبات مدير مجمع ريونج سونج للآلات، كانج سون، إضافة إلى أحد الدبلوماسيين العاملين في سفارة كوريا الشمالية بالعاصمة الروسية موسكو، ورئيس معهد للأبحاث.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية،أن كوريا الشمالية تعد من الدول الداعمة للإرهاب الدولي وفق التقريرالدولي السنوي حول الإرهاب لعام 2022، وكشف التقرير أيضا تورط كوريا الشمالية في اغتيالات على أراض أجنبية، إضافة أن بيونج يانج مازالت تحمي 4 من أعضاء الجيش الأحمر الياباني المطلوبين من قبل طوكيو، لمشاركتهم في عملية اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية اليابانية في 1970.

وذكرت وسائل إعلام رسمية، أن زعيم كوريا الشمالية تفقد الصورالتي التقطها قمر التجسس الصناعي الجديد في البلاد لمناطق رئيسية مستهدفة، بما في ذلك العاصمة الكورية الجنوبية سول ومدن تستضيف قواعد عسكرية أمريكية، الأمر كوريا الجنوبية إلى تعليق بند رئيسي في الاتفاقية العسكرية بين الكوريتين لعام 2018 واستئناف المراقبة الجوية بالقرب من الحدود.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية عن وزارة الخارجية الشمالية ،أن إطلاق قمر اصطناعي للاستطلاع الأسبوع الماضي كان بدافع الحاجة إلى مراقبة الولايات المتحدة وحلفائها،واعتبرت هذه الطريقة قانونية وعادلة في ممارسة حقها في الدفاع عن نفسها والرد الشامل والمراقبة الدقيقة للنشاط العسكري الخطير الذي تقوم به واشنطن وأتباعها ضد أمنها القومي.

في حين أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، أن جنودا كوريين شماليين شوهدوا وهم يعيدون أسلحة ثقيلة إلى حدود المنطقة منزوعة السلاح ويقيمون مواقع حراسة هدمها البلدان بموجب الاتفاق،مشيرا إلي أن نظيرتها الشمالية كان لديها حوالي 160 موقع حراسة على طول المنطقة منزوعة السلاح بينما كان لدى الجنوب 60 موقعا، وهدم كل جانب 11 منها بعد الاتفاق العسكري الموقع في عام 2018 بهدف تهدئة التوتر ومنع وقوع اشتباكات عسكرية.

من جانبه،أكد مندوب كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة كيم سونغ،أنه لا توجد دولة في العالم في بيئة أمنية أخطر من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية التي تواجه تهديد صريحا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد العدو الأول لكوريا الشمالية باستخدام السلاح النووي،لذا بات من الضرورى تطوير واختبار وتصنيع وامتلاك أنظمة أسلحة تعادل تلك التي تملكها واشنطن وهذا حق مشروع لكوريا الشمالية .

أدانت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، قرار إطلاق القمر الاصطناعي ماليغيونغ-1 الذي تم تحت إشراف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ووصفته بأنه “انتهاك صارخ” لعقوبات الأمم المتحدة،مؤكدةً أن إطلاق القمر الصناعي اعتمد على التقنيات نفسها التي تستخدمها كوريا الشمالية لاختبار صواريخها الباليستية العابرة للقارات المتطورة بشكل متزايد.
وأعتبرت الأمم المتحدة امتلاك بيونغ يانغ صاروخا يمكنه وضع قمر صناعي في مداره إلى أن قدرة كوريا الشمالية أيضاً على بناء صاروخ قادر على حمل رأس حربي بحجم مماثل للقمر الصناعي وهو تطور مثير للقلق ولابد من حسمه قبل تصعيد الموقف.

يقول الخبير العسكري الأميريكي بيتر أليكس:إن استخدام كوريا الشمالية للأقمار الصناعية المتعددة اثبت قدرتها على مراقبة القوات الأمريكية والكورية الجنوبية واليابانية والتجسس عليها وهو ما أدي إلي تصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي الأمر الذي ينذر بالحرب العالمية الثانية مع شعور كوريا الجنوبية بأن واشنطن ربما غير قادرة على حمايتها أمام نفوذ زعيم كوريا الشمالي الذي يحاول تقديم بلاده كقوة نووية كبرى ويهدف إلى عودة ملفها إلى دائرة الاهتمام العالمي بعدما تراجع نسبيًا لرفع العقوبات التي تخضع لها منذ فترة طويلة والتي أدت تفاقم الأزمة الاقتصادية ببلاده وهي الأسوأ منذ أكثر من 25 عامًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى