“فاغنر” تشعل الصراع الروسي – الأمريكي على “التورتة” الليبية

كتبت/ صفية الدمرداش

وسط حالة من الغموض تعددت التكهنات حول اندلاع صراع النفوذ وفرض السيطرة بين روسيا وأمريكا علي الأراضي الليبية في المستقبل القريب، وهذا ما كشفته تهديدات الولايات المتحدة للمشيرخليفة حفتر قائد الجيش الليبي، بطرد عناصر”فاغنر”الروسية وذلك ضمن الخطة الغربية التي تتزعمها واشنطن لتصنيف المجموعة الموالية لروسيا منظمة إجرامية دولية.

وكانت وكالة بلومبرغ نشرت تفاصيل اتفاق الدفاع العسكرى الروسي الليبي الذي عقد خلال شهرسبتمبرالماضي،الذي يتضمن إعادة موسكو سيطرتها على مجموعة “فاغنر”لتعزيز مصالح الكرملين في أفريقيا والشرق الأوسط وفرض وجودها العسكري الأجنبي بسرعة من خلال إنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر في السودان، مما يتيح لها الوصول الدائم إلى قناة السويس والمحيط الهندي وشبه الجزيرة العربية، على الرغم من أن الصراع الأهلي في السودان قد يؤخر هذه الخطط.
ووأوضحت بلومبرغ، أن زيادة النشاطات العسكرية الروسية في ليبيا تمثل تحديا أمام واشنطن وحلفائها الأوروبيين، الذين يخوضون بالفعل مواجهة مع الكرملين على خلفية غزو أوكرانيا، فضلا عن وجود مخاوف من أن تلعب موسكو دورا أكبر لو تأجج الصراع في الشرق الأوسط من جراء الحرب بين إسرائيل وحماس وهذا ما تسعي واشنطن من خلاله محاولة إقناع حفتر بتغيير مساره ووقف التعاون مع روسيا.

وأوضحت بلومبرغ أن زيادة النشاطات العسكرية الروسية في ليبيا تمثل تحديا جديدا لواشنطن وحلفائها الأوروبيين، الذين يخوضون بالفعل مواجهة مع الكرملين على خلفية غزو أوكرانيا، فضلا عن وجود مخاوف من أن تلعب روسيا دورا أكبر لو تأجج الصراع في الشرق الأوسط من جراء الحرب بين إسرائيل وحماس.
ومن جانبه يقول جوناثان وينرالمبعوث الأميركي الخاص السابق إلى ليبيا، إن الإدارة الأميريكية تعتبرإبقاء روسيا خارج البحر المتوسط كان هدفا استراتيجيا رئيسيا للولايات المتحدة وأنه في حال حصول موسكو على موانئ هناك يمنحها القدرة على التجسس على الاتحاد الأوروبي بأكمله وهذا ما تخشاه الإدارة الأميريكية.

وأضاف المبعوث الأميريكي، أن واشنطن وجهت عدة زيارات لطرابلس هذا العام لمحاولة اقناع حفتر بتغيير مساره، وكان اخر تلك الزيارات قبل أسبوع من محادثات حفتر مع بوتين، التقى قائد القوات الأميريكية في أفريقيا، الجنرال مايكل لانغلي، والمبعوث الأميريكي الخاص الحالي في ليبيا ريتشارد نورلاند، بحفتر في بنغازي، للضغط عليه من أجل إخراج القوات الأجنبية بحسب القيادة الأميريكية في أفريقيا.

فيما حذرت الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية، كلوديا غازيني،أن محاولات إبرام اتفاق دفاع مشتركة بين روسيا وحفتر من شأنه تعزيز الانقسامات بين شرق وغرب ليبيا، ويؤثر على احتمالات توحيد البلاد بعد أكثر من 10سنوات على الصراع السياسي منذ الإطاحة بالرئيس معمر القذافي من سدة الحكم.

ومن جانبها أعلنت أوساط ليبية، أن مدير المخابرات الأميركية وليامز بيرنز، نقل إلى المشير حفتر دعوة واشنطن الملحة إلى طرد عناصر فاغنر في أسرع وقت، دون أن تخلو تلك الدعوة من تهديدات مبطنة جاء خلال زيارته الأخيرة إلى بنغازي وطرابلس التي تهدف على ضرورة الحد من الدور الروسي في ليبيا، ولاسيما ذلك الذي تمثله شركة فاغنر التي تعمل في ليبيا في سياق عقد مبرم مع قيادة الجيش بغطاء سياسي من مجلس النواب.

واضافت الأوساط الليبية،أن الضغط الأميريكي مرتبط مباشرة بالوضع في أوكرانيا ويعكس انزعاجها من توسع الحضور العسكري الروسي الموازي في عدد من الدول الأفريقية من بينها ليبيا ومالي وأفريقيا الوسطى تحرك روسي لترسيم التواجد العسكري في إقليم برقة وتوسيعه، بعد أن ظل وجودا غير معلن عن طريق مجموعة مرتزقة فاغنر.
وشددت بدورها مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، لقائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، على ما وصفته الحاجة الملحة إلى منع الجهات الخارجية ومن بينها مجموعة فاغنر الروسية المدعومة من الكرملين من زيادة زعزعة استقرار ليبيا أو جيرانها، بما في ذلك السودان. علماً أن نجل حفتر، الصدّيق، كان قد نفى أي طابع سياسي لزيارة مثيرة للجدل أجراها إلى الخرطوم قبل أيام قليلة من اندلاع النزاع العسكري بين قائد الجيش رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي التقاه في “اجتماع مقتضب”.
وكانت مصادر مسؤولة بالجيش الوطني الليبي، نفت اتجاه ليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر، لإبرام اتفاق مع روسيا لمنحها قاعدة عسكرية شرق البلاد كما نشرت وكالة «بلومبرغ» الأميريكية فحواه أن موسكو تسعى لإبرام اتفاق دفاعي في ضوء لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحفتر، في موسكو أواخر سبتمبر الماضي.

وأضافت المصادربأن حفتر يبحث عن أنظمة دفاع جوي لحمايته من القوات المنافسة في طرابلس، التي يدعمها الجيش التركي، بالإضافة إلى تدريب طياري القوات الجوية والقوات الخاصة، مقابل ترقية بعض القواعد الجوية التي تحتلها حالياً قوات (فاغنر) شبه العسكرية لاستضافة القوات الروسية، لافتة إلي احتمال حصول السفن الحربية الروسية أيضاً على حقوق الرسو الدائم في ميناء ليبي، على الأرجح في ميناء طبرق الواقعة بالقرب من البحر الأبيض المتوسط من اليونان وإيطاليا.

ويذكر أن الأمم المتحدة سبق أن أعلنت وقف إطلاق النار في ليبيا عام 2020 عقب الحرب الفاشلة التي شنها حفتر، وانحصار جهود فاغنر في تدريب قواته وحماية المنشآت النفطية في المناطق الخاضعة لسيطرته في شرقي البلاد وجنوبيها،محاولة من الجهود الروسية إلى تأمين مصادر الطاقة ومواجهة التمدد الأميركي الغربي في حوض البحر المتوسط للحفاظ على نفوذ اكتسبته منذ الستينيات في شمالي أفريقيا، وكذلك مصالحها الإستراتيجية في ليبيا، لكنها فشلت في إقناع حفتر بمنحها قاعدة عسكرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى