الشيخ مهاجري زيان يلقي كلمة بمؤتمر” رعاية الأيتام استقامة واستدامة ” بدولة الكويت
كتب/ محمد الجهني
ألقي الشيخ مهاجري زيان رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية و مسؤول الشؤون الثقافية و التعليمية بالمؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف ، يوم الأربعاء الموافق 8 نوفمبر 2023 كلمة بمؤتمر” رعاية الأيتام..استقامة واستدامة ” بدولة الكويت، تحت شعار ” نحو بناء حياة كريمة للأيتام، والذي نظمه اتحاد المبرات والجمعيات الخيرية بالكويت برعاية وزارة الشؤون الإجتماعية الكويتية.
وفي بداية الكلمة وجه الشيخ زيان الشكر لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ودولة الكويت حكومة وشعبا على الجهود الملموسة في كافة المجالات وخصوصا الجوانب الخيرية والإنسانية.
كما وجه رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية الشكر لوزارة الشؤون الاجتماعية بدولة الكويت ومعالي الوزير الشيخ فراس سعود المالك الصباح، كذلك اتحاد المبرات والجمعيات الخيرية برئاسة الدكتور ناصر العجمي،، والشكر والتحية والتقدير للأستاذ عبد العزيز الزايد رئيس المؤتمر رئيس مجلس إدارة جمعية جود للأعمال الخيرية لجهوده في هذا المؤتمر المبارك .
وقال: نجتمع اليوم في مؤتمرنا هذا الذي يعقد تحت شعار ” نحو بناء حياة كريمة للأيتام ” والقصف يتوالى على غزة ، هذا القصف خلف قتلى من النساء و كبار السن و الأطفال و من لم يمت منهم شردهم أو ييتمهم ، قلوبنا تعتصر ألما على غزة و على أطفال غزة و على أيتام غزة الذين فقدوا الأهل والسكن والأمن والاستقرار..و أملنا في الله كبير أن تتدخل عنايته بأهل غزة أن يتدخل المجتمع الدولي بوقف الإبادة والتدمير الشامل و جرائم الحرب على أرض غزة .
وتناولت الكلمة ثلاثة محاور رئيسية :
المحور الأول: الأيتام في المنظور الإسلامي :
لقد أولى القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة عناية كبيرة باليتيم من جميع النواحي النفسية والتربوية والمادية وغير ذلك، ولقد ظهرت هذه العناية الكريمة باليتيم لأن النبي المختار صلى الله عليه وسلم نشأ يتيماً، فكان يُتْمُهُ تشريفاً لكل يتيم؛ فهو اليتيم الذي أعاد البسمة والسعادة لليتامى على ظهر الأرض، وقد امتن الله على حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذه النعمة والمنة، فقال: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى{6} وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى{7} وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى } [الضحى : 6-8].
وقد أوصى الإسلام الحنيف برعاية اليتيم مادياً ومعنوياً، تعويضاً له عن فقده أبويه، فقد جاء في حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله ﷺ: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما. والمقصود أن اليتامى هم صنف من ضعفاء المجتمع، بحاجة إلى رعاية، والشريعة تحفظ للناس حقوقهم وأموالهم، ولا يضيع الضعيف في المجتمع الإسلامي.
وفي المحور الثاني:
التحذير من الفكر المتطرف وخطره، قال الشيخ زيان: إن ما يمر به العالم في الآونة الأخيرة من أزمات إقتصادية و سياسية و اجتماعية وأمنية وفكرية نتجت عنها ممارسات منحرفة، وظواهر خطيرة كالتكفير، التطرف العنيف (الإرهاب )، والإلحاد وغير ذلك، مما هدد السلم العالمي، وضرب استقرار كثير من المجتمعات الإنسانية.
وإن فئات من الشباب في مرحلة من مراحل العمر تشعر برغبتها فى الانضمام إلى جماعة توهمها بقدرتها على تغير العالم و تعدها بتحقيق أحلام كبيرة ، تشعر في انتمائها بتحقيق الذات ، وبأن معهم قوة، ولهم تأثير، و جماعات الاستقطاب يساعدونهم في الضائقة ويسهلون لهم حل مشاكلهم المالية، وتكون البداية باعتناق أفكارها، وقبول تكفير الآخر وقتله و استباحة دمه ، وسلب ماله وانتهاك عرضه .
وهؤلاء الشباب لم يجدوا من يرشدهم في البيت ولا في المدرسة، ولا في النوادي أو مراكز الشباب، ووجدوا هذا الفكر المتطرف حاضرًا دائما في المواقع الإلكترونية التي تتقن جماعات العنف استعمالها و استغلالها .
أما المحور الثالث فقد تناول دور الهيئة الأوروبية في معالجة الفكر المتطرف، وقال الشيخ زيان أن للهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية دور مهم في نشر الوسطية والاعتدال، ومحاربة الفكر المتطرف، والاهتمام بتوعية الشباب من هذا الفكر المنحرف ، لذلك تقوم الهيئة بعقد ندوات ومؤتمرات ولقاءات كثيرة، أذكر منها ما يلي: دورة (استراتيجية العمل التطوعي في مواجهة الإرهاب)، دورة جولة في عقل إرهابي .
وكذلك مجموعة من المحاضرات تناولت عدد من القضايا منها؛ الأمن أهميته وسبل تحقيقه والمحافظة عليه، المواطنة بين التأصيل الشرعي والتطبيق، الوسطية في الإسلام لصالح الإنسان، الجذور الفكرية لخطاب التطرف العنيف الإرهاب، المواطنة الرقمية ودورها في مواجهة الإرهاب الإلكتروني، أسباب تبني الفكر المتطرف، خطورة التكفير، جنوح النساء إلى التطرف.. العوامل والدوافع، دوافع التعاطف والانضمام للجماعات التكفيرية، آليات تفكيك خطابات التطرف الديني والإرهاب.
وقد عقدت هذه الدورات في سويسرا وفرنسا وهولندا وعدد من الدول الأوروبية وقد استفاد منها الأئمة والدعاة ومديري المراكز الإسلامية.