مأساة السودان.. اغتصاب الوطن وعبودية النساء وفشل المفاوضات

كتبت/ صفية الدمرداش

وسط حالة من التشاؤم والضبابية اتسعت رقعة القتال والدمار الواسع بالعاصمة الخرطوم وعدد من المدن الغربية جراء احتدام المعارك بين الجيش الوطني وقوات الدعم السريع بالسودان أمام فشل جميع مفاوضات الرامية إلي وقف اطلاق النار ونبذ العنف والفوضي الذي اندلع في البلاد منذ شهر أبريل وحتى الآن.

وعلى الرغم من استئناف مفاوضات السلام في مدينة جدة الأسبوع الماضي؛ تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة فيه على مدينتي نيالا وزالنجي الاستراتيجيتين،لترتفع نسبة سيطرتها على مجمل مناطق الإقليم الأكبر في البلاد إلى أكثر من 70 في المئة، إضافة إلى نحو 90 في المئة من العاصمة الخرطوم ومدن ومناطق أخرى في إقليم كردفان.
من جانبه أكد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان،القائد العام للقوات المسلحة بالسودان، أن القوات المسلحة مستمرة في معركة الكرامة حتى دحرالتمرد، والحفاظ علي السودان من التفكيك والانهياربسبب الضغوط الخارجية التي تسعي للتفريط في سيادة البلاد.مضيفا أن قوات ذهبت لمفاوضات جدة وفق ما اتفق عليه سابقا بخروج التمرد من أحياء المدنيين والمرافق الحكومية والخدمية والشوارع،ولكن إذا رفض التمرد السلام والمضي في طريق الحلول السلمية فلن يكون هناك حل سوى الحسم العسكري للمعركة.

شدد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، أن محاولات قوات الدعم السريع الهجوم على الحاميات والفرق لن تجدي شيئاً، مؤكدا أن القوات المسلحة ستحافظ على البلاد وستسلمها لمواطنيها قريباً خالية من المرتزقة.
وتابع العميد نبيل عبدالله،أن القوات المسلحة مستمرة في العمليات العسكرية داخل العاصمة وخارجها، وأن فرق العمل الخاص في الخرطوم وأم درمان تواصل القيام بعملياتها العسكرية الرادعة لكافة العناصر التي تسعي لهدم الوطن وتشتيته.
علي الجانب الأخر، أعلن عبد الرحيم دقلونائب قائد قوات الدعم السريع، أن قواته ستتحرك نحو جميع الولايات والفرق العسكرية التابعة للجيش السوداني والسيطرة عليها من قبل قواته التي اتجهت إلى الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، فيما تقاتل أخرى في الجنينة عاصمة غرب دارفور، والضعين بولاية شرق دارفور، إضافة قتال يدور حول القيادة العامة للجيش في الخرطوم.

وأضاف نائب قائد الدعم السريع، أنه بات علي عبد الفتاح البرهان وقواته الاستسلام قائلا:”لم يتبقَّ لك شيء،لا يوجد جيش يقاتل. أنتم الآن تدافعون في القيادة العامة من داخل البيدروم، ويومياً نحن متقدمون وسنتسلمها منكم”علي حد تعبيره.
ومن ناحيته أعلن أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميريكية،أن الولايات المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى الوقف الفوري عن شن هجمات أخرى في الفاشر والمناطق المحيطة بها للوفاء بالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بالمدنيين ومئات الآلاف من النازحين.

في الوقت ذاته حذرت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إليزابيث تدهور الأوضاع في إقليم دارفور غرب السودان الذي يزداد سوءاً في ظل ارتفاع نسبة اختطاف نساء وفتيات واحتجازهن في ظروف إنسانية مهينة بالمناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في دارفور.

وفي سياق متصل ،أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، أن المعركة المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي وحتى الأن ينذر بكارثة انسانية كبرى في ظل تعرض 3.5 مليون طفل في السودان لخطر الموت بسبب سوء التغذية والأمراض فضلاعن تعرض ثلاثة ملايين طفل لخطر العنف وسوء المعاملة والاستغلال من قبل قوات الدعم السري في العاصمة الخرطوم وفي أجزاء واسعة من دارفور وكردفان والتي دفعت أكثر من خمسة ملايين شخص إلى الفرار من منازلهم، بالإضافة إلى مليوني نازح قبل الحرب وهو ما يمثل أعلى رقم للنازحين في العالم وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة.

ووسط فشل المفاوضات واحتدام المعارك بات الشعب السوداني يتطلع إلي حلول واقعية تحسم الأزمة وتمنع تمددها اكثر بما يهدد وحدة البلاد رغم استئناف المحادثات بين الجيش السوداني والدعم السريع في منبر جدة بالمملكة العربية السعودية برعاية سعودية أمريكية ومشاركة الاتحاد الأفريقي، التي تتركز على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وتحقيق وقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة، إلى جانب إمكانية التوصل لوقف دائم للأعمال العدائية ولكن دون جدوى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى