طوفان الأقصي يشعل حرب التوازنات الدولية بين روسيا وأمريكا

كتبت / صفية الدمرداش

وسط حالة من الترقب الحذر ينتظر العالم حسم الصراع القائم بين القوى العظمي بقيادة واشنطن التي تدير العالم على مدارعقود طويلة بسياسة “القطب الواحد” التي أوشكت علي الإنهيار أمام محاولات موسكو وبكين صناعة “القطب الموازي” عالميا المتوقع لها أن تكون ذات دور فعالا في حل الأزمة الفلسطينية وإدارة الصراعات القائمة في المنطقة.

وفي الوقت الذي لم يهدأ العالم من حالة الانقسام التي يشهدها عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي كشف الستار عن الانفصال بين الغرب والجنوب العالمي،ومحاولة واشنطن استغلال تلك المعركة للحد من سيطرة النفوذ الروسي في المنطقة في الوقت ذاته انطلقت عمليات طوفان الأقصي التي اندلعت في السابع من أكتوبرللعام الجارى من قبل حماس ضد اسرائيل.

أعلن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، دعوة روسيا لوقف إراقة الدماء في الشرق الأوسط تجنبا لتوسع نطاق الأزمة إلى المنطقة بأكملها، والعمل على حل دبلوماسي لها خاصة في ظل استمرارالعمليات العسكرية البرية تنذر باندلاع حريق إقليمي هائل يصعب السيطرة عليه.

وأضاف فاسيلي نيبينزيا،خلال كلمته أمام الجلسة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للمنظمة العالمية بشأن فلسطين:” إن إسرائيل ليس لها الحق في الدفاع عن النفس في الصراع الحالي لأنها دولة احتلال، وأن الأمم المتحدة ليس لها الحق في أن تعطي إسرائيل تفويضا مطلقا للقيام بعملية برية في غزة.

وتابع المندوب الروسي، أن الإدارة الامريكية تسعي لتحويل الانتباه عن فشل سياساتها الداخلية والخارجية وتحويل المسؤولية من رأس مريض إلى رأس سليم، وإلقاء اللوم على إيران وحزب الله والشوارع الفلسطينية في غزة من خلال محاولة دفع مجلس الأمن بإعطاء التفويض المطلق في عملياتها البرية الوحشية ضد المدنيين في القطاع.
وأوضح أندريه أونتيكوف المحلل السياسي الروسي، أن تحذيرات روسيا تأتي على خلفية تعرض القواعد الأميريكية في سوريا للاستهداف والقصف الأميريكي لبعض المواقع العسكرية وتدخل جماعة الحوثيين اليمنية على خط التصعيد من خلال الطائرات المسيرة والصواريخ إلى جانب زيادة الضربات الإسرائيلية لأهداف في سوريا بالتزامن مع التصعيد غير المسبوق والضربات الإسرائيلية الوحشية ضد قطاع غزة.

وكشف الباحث والخبير الروسي في العلاقات الدولية، تيمور دويدار، أن العالم من المتوقع له أن يشهد معركة كبرى على إدارة العالم بين روسيا والصين من ناحية، والولايات المتحدة الأمريكية من ناحية أخرى وبدا هذا الصراع مع الحرب المحتدمة بين قوات الاحتلال وعناصر حماس في غزة.

وتابع الخبير الروسي،في تصريحات صحفية، أن روسيا استطاعت أن تحقق مكسبا واضحا في المواجهات الأوكرانية منذ اندلاع الصراع في غزة 7 أكتوبر المنتهي، وذلك بسبب توقف دعم الدول الغربية التي تتكبد خسائر الدعم المتوالي لأوكرانيا من ناحية وانسحاب المخططات الأمريكية لدعم إسرائيل في معركتها الراهنة أمام عناصر حماس الفلسطينية، وهو ما يعتبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة حيوية في السيطرة وتدمير العنكبوت الذي مدّ أطرافه في انحاء العالم في إشارة إلي أمريكا.

في سياق متصل، كشف المحلل السياسي باسل معراوى، أن التحذيرات الروسية من التصعيد للحروب يعكس مخاوفها الحقيقية في ظل محاصرة الأسطول الروسي في البحر المتوسط والقواعد الروسية في سوريا الامر الذي ينذر بتورط موسكو في الصراع القائم حول غزة في الوقت الذي تسعي للحفاظ علي مسافة جيدة من هذه الحرب التي تنذر بعواقب وخيمة.
وكانت روسيا سبق أن تقدمت بمشروع قرار إلي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، إلا أن تم رفضه فقد حصل علي الحد الأدنى من تسعة أصوات مطلوبة في المجلس المؤلف من 15 عضوا ليضاف هذا الإخفاق إلى سلسلة من المحاولات الفاشلة للمنظمة الدولية في اتخاذ قرار ملزم يساهم في حل القضايا الشائكة في الشرق الأوسط منذ بدء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي حتى اللحظة الراهنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى