ناقوس الحرب بين حزب الله وإسرائيل يهدد لبنان

كتبت/صفية الدمراداش

حالة من الضبابية تسيطرعلي الوضع اللبناني الذي يترقب بحذر تطورات الأحداث الساخنة في غزة ومنطقة الشرق الأوسط، ومحاولات إسرائيل توسيع رقعة الحرب علي الحدود اللبنانية مع حزب الله في لبنان التي تشهد تصعيد لحدة الاشتباكات تزامنا مع الهجوم البري لقوات الإحتلال ضد المدنيين فى قطاع غزة.
ووسط قلق وتوتر المدنيين للتصعيد بين قوات الاحتلال وحزب الله الذي دق ناقوس الحرب جنوب لبنان للأسبوع الثالث علي التوالي، تعرضت أطراف بلدتي راميا وعيتا الشعب الحدودية، اليوم الثلاثاء، لسقوط عدد من القذائف الفوسفورية آتية من الجانب الإسرائيلي استهدفت محيط بلدات الناقورة وعلما الشعب ورميش والضهيرة وشيحين وياطر والأودية المجاورة لبلدتي زبقين وجبال البطم، وسقوط عدد من الصواريخ الاسرائيلية الموجهة لاستهدف القرى المتاخمة للخط الأزرق جراء التصعيد العسكري في المنطقة الحدودية اسفرت عن نزوح نحو 29 ألف شخص جنوب لبنان.


وبدوره طلب وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب،بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي؛ لإدانة استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض في اعتداءاتها المتكررة ضد لبنان وقيامها عمدا بحرق المزارع، والغابات اللبنانية بالجنوب اللبناني.
وأضاف بوحبيب، أن الشكوى تضمنت شرحا للاستفزازات والاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة على لبنان وما سببته من إصابات في الأرواح والممتلكات، فضلا عن الاختراق المستمر لسيادة لبنان ولقرار مجلس الأمن الدولي 1701.
ومن جانبه،أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، سعى بلاده الكامل لتجنيب لبنان دخول الحرب الواسعة في المنطقة والتي لن تقتصرعلى بلاده فحسب بل ستحل الفوضى الأمنية في المنطقة العربية بالكامل وهذا ما يخشاه.
وأضاف ميقاتي، في تصريحات صحفية، أن قرار الحرب اليوم وبعد ثلاثة أسابيع من الأزمة هو في يد إسرائيل، إذا كانت إسرائيل تريد المزيد من الانتهاكات وخرق للحدود والقيام بأعمال حربية فهذا القرار بيدها وليس بيد لبنان الذي بات في عين العاصفة في استمرار الاستفزازات الإسرائيلية التي تحدث على الحدود.
وتابع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أن لبنان متمسك بالقرار 1701 الخاص بوقف إطلاق النار بين لبنان واسرائيل، مشددا على ضرورة أن يبقى السلم في الجنوب اللبناني وخصوصا في ظل الاتصالات مع اليونيفيل (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان) وكافة الأطراف للتهدئة.
وقال أسعد بشارة المحلل السياسي في تصريحات صحفية، إن إيران تتعمد التصعيد كلامياً منذ بداية الحرب ولكنها تكتفي بالتدخل عبر حزب الله في الجنوب اللبناني بوتيرة مضبوطة في الاشتباك حتى الآن لا يمكن أن تفسر على أنها بداية حرب كبيرة على غرار عدوان عام 2006.
وأضاف المحلل السياسي،أن حزب الله سيستمر في اعتماد خطاب عالي النبرة وتهديد إسرائيل بما يشكل امتداداً للمواقف التي أعلنها وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان وليس مستبعداً أن يعلن رفع وتيرة العمليات العسكرية في الجنوب ولكن ليس إلى درجة فتح الجبهة بشكل كامل، خاصة أن إيران تعرف جيدا أن فتح هذه الجبهة سيؤدي الى الإصطدام المباشر مع أمريكا وهذا ما تخشاه.
أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، أنه سيقوم بجولة عربية لتعزيز موقف لبنان ودعم وقف إطلاق النار في غزة، وقال إن “الاتصالات الدولية التي نقوم بها على هذا الصعيد مريحة إلى حد ما”.
وقال المسؤول إنه “لا أحد يزايد علينا في الدفاع عن القضية الفلسطينية التي تلقى منا كل الدعم والتأييد”، مشيراً إلى أنه سيقوم بجولة عربية “لتعزيز موقف لبنان ودعم وقف إطلاق النار في غزة ولتجنيب الفوضى الأمنية الشاملة في المنطقة”.
وفي سياق متصل أعلنت منظمة العفو الدولية،أمس الثلاثاء،إسرائيل استخدمت الفوسفور الأبيض بشكل عشوائي وغير قانوني على الحدود اللبنانية الجنوبية منذ العاشر من شهر أكتوبرحتى الأن وطالبت بالتحقيق في الأمر باعتباره جريمة حرب.
وقالت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن استخدام الجيش الإسرائيلي للفوسفور الأبيض بشكل لا يميّز بين المدنيين والعسكريين هو فعل مروّع وانتهاك للقانون الدولي الإنساني خاصة بما يتعلق بالهجوم على بلدة الضهيرة يوم 16 أكتوبر الذي أدي إلى إصابة ما لا يقل عن 9 مدنيين وإلحاق أضراراً بالغة بمواضع مدنية وبالتالي فهو غير قانوني.
وكانت منظمة العفو الدولية أعلنت أن الفوسفورالأبيض مادة حارقة تُستخدم غالباً لإحداث حاجز دخاني كثيف أو لتحديد الأهداف. وعند تعرضه للهواء يحترق بدرجات حرارة عالية للغاية، وغالباً ما يُشعل الحرائق في المناطق التي ينتشر فيها، إضافة إلي أن من يتعرض للفوسفورالأبيض يعاني من أضرار في الجهاز التنفسي، وفشل في الأعضاء، وإصابات خطيرة أخرى، منها حروق يصعب علاجها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى