“قمة القاهرة للسلام” كشفت خطوط الصدع بين العرب والغرب

كتبت/ صفية الدمرداش

أثارت قمة القاهرة للسلام التي اختضنتها مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لحل القضية الفلسطينية ردود أفعال واسعة في مختلف الأوساط الإقليمية والدولية، ووسط مشاركة واسعة من زعماء وقادة دول العالم العربي والغربي ناقشت القمة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والذي دخل أسبوعه الثالث بمكتسبات عديدة، الى جانب رفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء.

ووسط حالة من الترقب لأعمال قمة القاهرة التي انتهت بدون بيان ختامي بسبب محاولاتمخططات الغرب لعرقلة خارطة الطريق لحل القضية الفلسطينية وانحيازه للتصعيد العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العُزّل الذين راح ضحيته آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء منذ اندلاع المواجهات المسلحة فى 7 أكتوبر الجارى.

قال النائب خالد مشهور عضو مجلس النواب، أن موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة القاهرة جاء حاسم وكاشف لموقف مصر من دعم للقضية الفلسطينية وادانة ما يحدث من انتهاك للقانون الدولي الإنساني من سلطات الاحتلال الاسرائيلى ضد الفلسطينيين وداعيه إلى أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى في فتح ممرات أمنة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة لإنقاذ أهالى غزة الذين يعانون من تدنى في الأوضاع الإنسانية.
وأضاف مشهور،في تصريحات صحفية، أن موقف الرئيس السيسي أكد على موقف مصر في التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية والعيش بسلام وأمن دون تخويف أو ترويع للمدنيين الأبرياء كما شدد على رفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء أو حل القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.

ومن جانبه دعا النائب محمد عبد الله زين الدين عضو مجلس النواب، المجتمع الدولى بجميع دوله ومنظماته بصفة عامة ومنظمة الامم المتحدة ومجلس الامن والولايات المتحدة الاميركية والدول الكبرى بصفة خاصة بسرعة التحرك لتنفيذ ما صدر عن قمة القاهرة للسلام للوقف الفورى للاعتداءات الوحشية والمجازر الدموية التى تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلى ضد الفلسطينيين الابرياء من الرجال والنساء والشيوخ والاطفال داخل قطاع غزة، مؤكداً على ضرورة الأخذ بما جاء فى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام قمة القاهرة للسلام لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى التى استمرت لأكثر من 75 عاماً.
وأضاف عبد الله زين، أن عدم التزام اسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وفى مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وانهاء الاحتلال الاسرائيلى بالكامل لفلسطين،مشدداً علي ضرورة تكاتف العالم كله وسرعة التدخل للتوصل الى حل الدولتين لتكون فلسطين دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعلى حدود الرابع من يونيو عام 1967 لتعيش جنباً الى جنب مع إسرائيل.

فيما وصف النائب السيد شمس الدين عضو مجلس النواب، قمة القاهرة للسلام بمثابة الصفعة القوية التي تم توجيهها الى المجتمع الدولى على صمته المستمر ووقوفه صامتاً أمام الممارسات والاعتداءات الاسرائيلية الوحشية ضد الفلسطيين في قطاع غزة مطالباً بالوقف الفورى لقتل المدنيين فى غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وحل القضية الفلسطينة بشكل نهائى من أجل الخروج من دائرة العنف التى ابتليت بها المنطقة منذ عقود طويلة.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن القمة أكدت رفض مصر القاطع لأي محاولات ترمى لتصفية القضية الفلسطينية على أساس دعوات النزوح أو سياسات التهجير، بل نجحت القمة في إعادة الزخم العالمي للقضية الفلسطينية بعد تهميش دام لعدة عقود.

وأكد الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية، أن قمة القاهرة للسلام لبحث وحل الصراع في غزة جاءت في التوقيت المناسب خاصة في ظل دعم الإدارة الأمريكية لعناصر الاحتلال الإسرائيلي، وهذا يعد انتصارا كبيرا للدبلوماسية المصرية التي وضعت القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها منذ بداية الصراع عام 1948، مشيرا إلي أن مصر دائما تساند فلسطين وتقف إلى جانبها قلبا وقالبا على قلب رجل واحد، كونها الشقيقة الكبرى التي ترعى كل الملفات العربية.

وفي سياق متصل،كشف مدير مركز الدراسات الإستراتيجية وأخلاقيات الاتصال الدكتور سعد الزنط، أن إسرائيل اتخذت إجراءات مسبقة لحربها الحالية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وهي توظيف الآلة الإعلامية لصالحها ولخدمة حربها وتزييف الصورة الحقيقية مع استغلال العامل الزمني في سرعة نقل المعلومة المزيفة.

وأضاف الزنط، في تصريحات صحفية، أن إسرائيل تزعم محاربة الإرهاب في فلسطين مستعينة بفكرة تعبئة الرأي العام بصورة مزيفة قبل بدء حربها على أهل غزة، وسرعة انتقال المعلومة المزيفة لخلق صورة ذهنية حول الحرب في فلسطين،مشيدا بدور مصر في دعم القضية الفلسطينية والحفاظ علي الأمن القومي لمصر ورفضها التهجير القسرى وتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول أخرى.

ومن جانبه أكد تشنج شيزونج، الأستاذ الزائر بجامعة الجنوب الغربي للعلوم السياسية والقانون الصينية، أن قمة القاهرة للسلام في العاصمة الإدارية الجديدة يعكس دورها كقوة كبرى في الشرق الأوسط وجهودها المتواصلة لتحقيق السلام في المنطقة، ودفع طرفي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلى وقف إطلاق النار فورًا والبحث عن حل نهائي للقضية الفلسطينية بطريقة سلمية.

وأضاف تشنج، أن الجانب الأمريكي ادعى أنه يحث إسرائيل على تأجيل الهجوم البري، إلا أنه في الواقع قام بتحفيز إسرائيل على التخلص من حماس بشكل كامل من خلال تقديم مساعدات عسكرية وإرسال سفن وطائرات وقوات وزيارات رئاسية ووزارية إلى منطقة الحرب، مما يؤدي حتمًا إلى تصعيد الصراع وكارثة إنسانية أكثر خطورة.

وأكد تشنج شيزونج، أن موقف الجانب الصيني الأساسي يتلخص في ثلاث نقاط: أولًا، إدانة جميع التصرفات التي تضر بالمدنيين، والمعارضة لأي ممارسات تنتهك القانون الدولي، والحث على وقف فوري للأعمال العسكرية التي تؤدي إلى تفاقم الموقف. ثانيًا، يجب على الأمم المتحدة أن تدفع قريبًا لعقد مؤتمر دولي للسلام أكثر سلطة وتأثيرًا وشمولًا، لتجميع التوافق الدولي لتعزيز السلام، ولدفع القضية الفلسطينية إلى حل شامل وعادل ودائم. ثالثًا، الخروج الجذري لحل دورة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو تنفيذ “حل الدولتين”، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل.

وكانت الرئاسة المصرية، تتطلع من خلال قمة السلام بالقاهرة الي إعادة تقييم التعامل الدولي مع ملف القضية الفلسطينية في سبيل الخروج من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة في الشرق الأوسط من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى