توغل محدود أم اجتياح بري.. هل تستطيع إسرائيل خوض حرب طويلة الأمد في غزة؟

كتب/ سالم الشمري

دخلت الحرب على غزة أسبوعها الثالث، وأحرق لهيبها آلاف الأرواح، ومحى أحياء عدة من خريطة الحياة، ودمر مستشفيات بمن فيها من طفل جريح ومسعف وطبيب يغالب موجة الموت الهادر.

وفي حين تتعمق أنياب الأزمة في الجسد الفلسطيني، يحشد جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات الآلاف من جنوده على مشارف غزة، ويستعد للحرب البرية التي تستعد لها فصائل المقاومة أيضا.

وبين هذا وذاك، يعيش العالم على أعصابه في انتظار الجولة القادمة من حرب مدمرة، تتباين فيها موازين القوى، وتخرق فيها الأيام كل حين عادات المتوقع من الصراع بين جيش دولة، وتنظيمات شعب محاصر، وضمن هذا التباين الكبير، تبدو لكل طرف نقاط قوة متعددة، وسياق محلي ودولي، وتحديات عائقة، قد تزيد من تعقيد خيار الحرب البرية.

في التقرير التالي، نورد بعض نقاط القوة والضعف في الجبهة الإسرائيلية، كما سنتوقف عند عدد من نقاط القوة على مستوى فصائل المقاومة في غزة وفي مقدمتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وسيناريوهات الحرب البرية.

إسرائيل.. دعم غربي ورغبة في الانتقام

تستعد إسرائيل للدفع بالآلاف وربما عشرات الآلاف من جنودها نحو حرب برية في قطاع غزة، لا تخفي أنها ستكون صعبة وشاقة وطويلة الأمد، وأن خسائرها ستكون كبيرة وباهظة، لكنها تريد التقاط صورة “نصر” من على أديم غزة، مهما كانت التكاليف.

في المقابل، تعترف فصائل المقاومة أنها لا تستطيع منع أرتال الجنود والدبابات الإسرائيلية إلى القطاع، ولكنها تتوعدهم بمفاجآت لم تكن في حسبانهم، وترى أن دخول الجيش الإسرائيلي برا إلى غزة سيمثل فرصة مثالية لمقاتليها للانتقام منهم قتلا وأسرا، ونصب الفخاخ لهم في كل مكان.

كما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، السبت، لقادة لواء جولاني، “سندخل إلى قطاع غزة، سنخوض مهمة عملياتية بهدف القضاء على العناصر التابعة لحماس وستنذكر في أذهاننا كذلك صور ومشاهد الذين سقطوا قبل أسبوعين”.

وأضاف هاليفي: “غزة معقدة، غزة مكتظة، العدو يحضّر الكثير من الأشياء فيها لكننا نحضّر له أيضا. وترافقنا في المناورة البرية كافة قدرات جيش الدفاع، كونوا جريئين بهذا التفكير. كونوا عازمين للغاية، وانقلوا الشعور بالثقة البالغة لجنودكم هذه الروح ستحقق النصر. مهنيتكم ستحدد النتيجة، أنا واثق بكم جدا، أنا فخور بكم جدًا، هذا فخر وهذه قوة وبهذه القوة ستنتصرون”.

لواء “جولاني”

يعرف أيضا باللواء رقم 1 في إسرائيل.
هو لواء مشاة ضمن الجيش الإسرائيلي، وأحد ألوية ما تسمى بـ”النخبة”.
تم تأسيسه بتاريخ 22 فبراير 1948 عندما تم تقسيم لواء جفعاتي وهو أحد أهم وأقوى ألوية النخبة في إسرائيل.
وكشفت وكالة أنباء “بلومبرغ” أن إسرائيل تواجه ضغوطا أميركية وأوروبية غير معلنة، لتأخير خطة الهجوم البري في غزة، أملا في عقد صفقة لتحرير المحتجزين لدى حركة حماس.

ويوم الإثنين الماضي، أكد الجيش الإسرائيلي أن عدد الرهائن المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة وصل إلى 199 شخصا، أما قيادة حماس فتقول إن عدد الأسرى يتراوح “بين 200 و250”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى