إنقاذ أحياء من تحت أنقاض درنة ومخاوف من انتشار الأوبئة

كتب/ صالح العوامي

أعلن مصدر بالهلال الأحمر الليبي إنقاذ شقيقتين على قيد الحياة من تحت الأنقاض بعد أسبوع على كارثة السيول في درنة، وفي الوقت الذي وصلت فيه مساعدات من مصر والسعودية، طلبت السلطات المحلية والهيئات الإغاثية مزيدا من المساعدات الدولية والمعدات لاحتواء انتشار محتمل للأوبئة.

وقال متحدث باسم الهلال الأحمر إن عملية الإنقاذ تمت في منطقة حي الصحابة بمدينة درنة، مشيرا إلى أن السيدتين -اللتين يتراوح عمرهما بين 20 و25 عاما- نُقلتا إلى المستشفى.

وتتواصل في مدينة درنة شرقي ليبيا جهود أجهزة الإسعاف الليبية بمساندة فرق أجنبية للبحث عن المفقودين وجثث القتلى جراء السيول.

وبعد أكثر من أسبوع على الفيضانات، تكثف منظمة الهلال الأحمر جهودها لتجميع المواد الطبية والغذائية لتلبية احتياجات المدينة وبقية المناطق التي اجتاحتها السيول. كما أرسلت المنظمة فرقا إغاثية لدعم جهود الإنقاذ والبحث عن الجثث وإسعاف الجرحى.

وتمتد جهود البحث عن جثث الضحايا إلى البحر، حيث تعمل فرق إسعاف ليبية بمساندة فرق أجنبية على انتشال عدد من الجثامين التي جرفتها السيول إلى البحر.

وذكر فريق إغاثة ليبي أن عناصره شاهدوا نحو 600 جثة في البحر قبالة منطقة أم البريقة على مسافة نحو 20 كيلومترا من مدينة درنة. كما ذكر مسعفون من مالطا، يساعدون في عمليات البحث، أنهم شاهدوا مئات الجثث في عرض البحر.

في غضون ذلك، قال مدير مستشفى درنة محمد القابسي أنه لم تُسجل حتى الآن أي علامات على انتشار أوبئة في المدينة.

باشرت عدة شركات عملية رش مدينة درنة بمواد للتعقيم والوقاية من مخاطر انتشار الأوبئة نتيجة تحلل بعض الجثث التي لم يتم انتشالها بعد.

وتشمل عمليات التعقيم المرافق الصحية بالمدينة، إضافة لعدد من الأحياء المنكوبة داخل المدينة، مع مطالبات من عاملين بالقطاع الصحي في المدينة بضرورة مباشرة حملة تطعيمات للحماية من الأمراض والأوبئة التي قد تنتشر بعد وقوع الكارثة.

وقد بدأت فرق متطوعة في منطقة مرتوبة -شرقي مدينة درنة- في تغطية قبور ضحايا السيول بالخرسانة خوفا من انتشار الأوبئة.

وأوضح أحد سكان المنطقة أن المقبرة تضم أكثر من ألف جثة من ضحايا السيول في مدينة درنة والمناطق القريبة منها دفنت بشكل جماعي.

أزمة المياه

من جانبه، قال وزير الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان عثمان عبد الجليل إن الوضع الصحي في مدينة درنة بات مستقرا الآن. وأضاف للجزيرة أن المنطقة ما زالت بحاجة للأجهزة والمعدات الطبية.

من جهته، قال المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبي توفيق الشكري إن الأولوية الملحة في هذه المرحلة هي البحث عن المفقودين والناجين. ودعا المسؤول الليبي إلى توفير المعدات اللازمة للعثور على الناجين والمفقودين.

من جهتها، أكدت حكومة الوحدة الوطنية حاجتها لدعم لوجستي دولي للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة الوحدة عبد المنعم العربي للجزيرة إن الحكومة أصدرت قرارات بتسهيل إصدار التأشيرات لفرق الإغاثة الدولية لتسهيل وصولها إلى ليبيا.

وناشد وزير البيئة في حكومة الوحدة الوطنية إبراهيم العربي منير جميع الدول تقديم المساعدات إلى بلاده من أجل التعامل مع آثار السيول والفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة شرقي ليبيا.

وأضاف الوزير الليبي للجزيرة أن التعامل مع الكارثة يفوق قدرات وإمكانات الدولة الليبية، وشدد على أن جهود الإغاثة يجب أن تركز على حل مشكلتي المياه والنقل في الشرق الليبي المنكوب، مشيرا إلى أن عدد حالات تسمم الأطفال بسبب المياه الملوثة في درنة ارتفع إلى 150 حالة.

من ناحيته، قال وزير الموارد المائية في الحكومة المكلفة من البرلمان محمد دومة إنه تم تحذير السكان من خطورة استخدام مياه الآبار في مدينة درنة. وأضاف للجزيرة أن مدينة درنة تعتمد حاليا على المياه المعبأة التي أُرسلت من مدن ليبية أخرى ومن الخارج.

دمار واسع

وعلى صعيد متصل، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إن الفيضانات دمرت مساحات واسعة من شرق ليبيا في ساعات.

وأضاف غريفيث -عبر حسابه على منصة “إكس”- أن الوقت أمر جوهري بالنسبة للمتدخلين في حالات الطوارئ، مؤكدا توجيهه على الفور بتخصيص 10 ملايين دولار لتوفير إمدادات الإنقاذ.

من جهته، ناشد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي الدول الأعضاء والشركاء الدوليين زيادة الدعم المقدم إلى ليبيا لمساعدتها في تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة بعد كارثة السيول والفيضانات.

وقال فكي إن المفوضية فعّلت آلية لإدارة الحوادث تشمل عقد اجتماعات منتظمة مع البعثة الليبية المعتمدة لدى الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى