الهيئة العامة لتعليم الكبار تحتفل باليوم العالمى لمحو الأمية ٧ سبتمبر
كتبت/ هالة ابراهيم العمدة
استجابة لقرار المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم، والثقافة والذي تحدد فيه أن يكون الثامن من سبتمبر من كل عام يومًا عالميًا لمحو الأمية ؛ لذا فإن الهيئة العامة لتعليم الكبار برئاسة الدكتور محمد ناصف رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار، سوف تنظم تحت رعاية الدكتور رضا حجازي ،وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، تلك الاحتفالية وذلك يوم ٧ سبتمبر..
واستجابة لدعوة الرئييس عبد الفتاح السيسي.
بطرق كل الأبواب المتاحة من أجل القضاء على الأمية، ويأتي اليوم العالمي لمحو الأمية لعام 2023 بعنوان
“تعليم القراءة والكتابة كمدخل لبناء المجتمعات السلمية”
ويُعد تعليم الكبار أحد الأدوات والمفاتيح الرئيسة داخل المجتمع ،لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، كما يُعد القضاء على الأمية أو الحد منها بمثابة جواز السفر الوحيد للتحرر من الجهل والفقر والمرض والبطالة وتحقيق التمكين الاقتصادي، والاجتماعي، والصحي والأمني والسياسي، حيث يهدف اليوم العالمي هذا العام إلى:
التوعية بمعاناة أكثر من [775] مليون حول العالم من خطورة الأمية، حيث يمثل ثلثي هذا الرقم من النساء، العمود الفقري للأسرة، والأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع، وإن الاهتمام بتعليم المرأة هو الاهتمام بالمجتمع بأسره ولما لا ؟ وقول أمير الشعراء ،أحمد شوقي ،رحمة الله ،يُجسد هذا المعنى في قوله ” وإذا النساءُ نَشَأْنَ في أُمِّيَّةٍ رَضَعَ الرجالُ جَهَالةً وخُمُولا ”
التركيز على دور المعلمين وتغيير ممارسات التدريس في ظل التكنولوجيا التي أصبحت توفر الوقت والجهد والتكاليف وتكسب عملية التعلم المتعة وتجعلها شيقة، وتحديد الاستراتيجيات المستقبلية والحديثة للحد من هذه المشكلة، وتبادل الخبرات والتجارب العالمية والممارسات الناجحة.
تسليط الضوء على مهارات القراءة والكتابة وتشجيع الدارسين الكبار على تطويرها، بعد أن تم إغلاق الكثير من فصول الدراسة حول العالم في أثناء جائحة كورونا والتي سوف يكون لها تداعيات مستقبلية على تزايد معدلات الأمية، وحث منظمات المجتمع المدني على التبرع بالمال والجهد لمحاربة الأمية؛ فالجهود الحكومية مهما أوتيت من قوة لا يمكن أن تصفق منفردة.
استضافة مراكز الفكر ومنتديات الحوار لوضع الاستراتيجيات وتنفيذ أفضل السياسات لقضية محو الأمية لرفع الوعي بأهمية القضية، والتأكيد على حث الشباب على التطوع في محاربة الأمية، باعتبارها من أهم المشكلات الاجتماعية التي ينعكس تأثيراتها السلبية على التنمية المستدامة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
إن القضاء على الأمية سوف يُساهم في تحقيق العديد من المكاسب التي تساهم في بناء مجتمعات أكثر استدامة وأكثر سلمية، حيث تتمثل هذه المكاسب في:
تحقيق التماسك الاجتماعي، داخل المجتمع، وتعزيز مفاهيم الولاء والانتماء، وفهم الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية للمجتمع الذين يعيشون فيه مما يمكنهم من قبول التنوع والقبول بالآخر.
تمكين الدارسين الكبار من الوصول إلى المعلومات ،وهذا سوف يساعد في الحد من انتشار الإشاعات والمعلومات الخاطئة والأخبار المزيفة التي قد تحدث الارتباك والصراعات داخل المجتمع الواحد.
مساعدة الدارسين الكبار في حل الصراعات،و التي قد تنشب بيهم بطرائق سليمة ، فالأشخاص الذين يجيدون القراءة والكتابة والحساب يستطيعون التعبير عن أفكارهم ومخاوفهم بصورة فعالة وصولاً إلى أرضية مشتركة وحلول وسط.
تعزيز المساواة بين الجنسين، وتحقيق التمكين للمرأة ؛ فعندما تتعلم المرأة القراءة والكتابة يجعلها ذلك قادرة على المشاركة في عمليات صنع القرار، والحصول على فرصتها الحقيقية في التعليم والعمل والمساهمة في تنمية أسرتها ومجتمعها مما يساهم ذلك في بناء مجتمعات أكثر سلمية.
الوقاية من التطرف فتعليم القراءة والكتابة والحساب، يُعد من أهم الأدوات والوسائل لمكافحة التطرف والراديكالية داخل المجتمع ،لأنه يُمكن الأفراد داخل المجتمع من القيام بعمليات التحليل النقدي للأيديولوجيات ومن ثم سوف يصبحون أقل عرضة للخطابات المتطرفة التي تدعو إلى العنف وتحد من السلمية بين شرائح المجتمع الواحد.
تعزيز المواطنة النشطة فالقضاء على الأمية سوف يمكن الأفراد داخل المجتمع من فهم حقوقهم ومسؤولياتهم كمواطنين يشاركون في الأنشطة المدنية التي تنبذ العنف وتعزز العمليات الديمقراطية التي تعزز السلام داخل المجتمع.
الحد من الفقر ،وتعزيز التنمية الاقتصادية داخل المجتمع، حيث تزداد فرص الذين تعلموا في العمل وبالتالي تحسين مستواهم الاقتصادي؛ من يُساهم في تحقيق الاستقرار المادي لهم ولأسرهم وللمجتمع بأسره.
تعزيز الجوانب الصحية والرفاهية ،لمن تحرر من الأمية، حيث يستطيعون قراءة المعلومات الصحية والنشرات الدوائية وفهمها واتباع الإرشادات الصحية المناسبة بالصورة التي تحقق لهم الرفاهية والطمأنينة، مما يُساهم في بناء مجتمعات أكثر صحة ومرونة.
تحقيق الهدوء والاستقرار والتعاون التام والمطلق بين أفراد المجتمع بكل مكوناته، فالقضاء على الأمية يُساهم في تلاشي الصراعات والتوترات العنيفة بين شرائح المجتمع؛ حيث تحل السلمية محل العنف، ويحل التفاوض محل النزاعات، وتزيد قدرات المجتمع على تقدير وتعظيم روح الحوار واحترام الحقوق والحريات والتنوع مما يُساهم في تعزيز التعليم ورفع الوعي بالقيم الإنسانية والاجتماعية.
تعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة بين جميع الأفراد داخل المجتمع ،مما يقلل من التوترات الاجتماعية، واحترام التنوع الثقافي والديني وتعزيز التعايش السلمي بين مختلف المجموعات داخل المجتمع.
تقدير قيمة التعليم ورفع الوعي لدى الدارسين ومساعدتهم في فهم أفضل للقضايا المحلية والإقليمية والدولية، وحثهم على المشاركة المجتمعية الفعالة والإيجابية للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتعزيز روح التعاون بين الأفراد داخل المجتمع الواحد من خلال العمل المشترك لتحقيق أهداف مشتركة.
احترام حقوق الإنسان وتعزيز الحريات الأساسية للجميع، وتبادل الآراء والخبرات بين مختلف الثقافات والديانات داخل المجتمع من خلال إقامة الحوارات الثقافية والدينية، وحث الأفراد على المشاركة السياسية السلمية داخل المجتمع بطرق سلمية وديمقراطية، وتعزيز الاهتمام بالبيئة من خلال تعزيز الممارسات المستدامة التي تُساهم في حماية البيئة، واحترام القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية التي تدعم التعايش السلمي المشترك بين طبقات وشرائح المجتمع لتحقيق التنمية المستدامة والسلام الدائم.
وحتى يتسنى لنا تعظيم هذه الفوائد علينا تعزيز الاستثمار في التعليم ،بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الخلفية الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز المشاركة المجتمعية والمحلية والتعاون مع المنظمات غير الحكومية والشركات وأصحاب المصلحة الآخرين وتفعيل أدوار الجمعيات الأهلية في القيام بالمبادرات وورش العمل وتفعيل دور المكتبات، وتعزيز مفهوم التعلم مدى الحياة لتدعيم قدرات الدارسين الكبار على التكيف مع المتغيرات المحيطة بهم وبخاصة في العصر الرقمي لمساعدتهم على التفكير الناقد للمعلومات بهدف تحقيق السلمية داخل المجتمعات والحفاظ عليها.