السودان.. كيف يواجه الموظفون “كارثة” توقف الرواتب؟

كتب/ سالم الشمري

اختار المعلم في المرحلة الثانوية سيف الدين حسن، رصيفا في سوق مدينة سنار وسط السودان ليبيع عليه بعض المواد والسلع الاستهلاكية، في محاولة لإيجاد مصدر رزق بعد أن توقف راتبه طوال الأشهر الخمسة الماضية بسبب الحرب.

يكافح حسن في عمله المتواضع لإعالة أسرته المكونة من 4 أفراد، لكن معاناته لا تتوقف هنا، إذ يواجه محنة أخرى وهي ركود حاد في حركة الشراء نظرا للتراجع الاقتصادي المريع، وتدني القدرات الشرائية لسكان المنطقة.

لكن حسن يفضل الكسب القليل بدلا من الاستسلام والجلوس في المنزل.

ورغم معاناته في الكسب، يبدو سيف الدين أفضل حالا من محمد إبراهيم، وهو موظف في أحد المؤسسات الصحية في الخرطوم، إذ نزح بعائلته إلى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، فلم يجد سبيلا غير الاستدانة، حيث لم تكن لديه أي مدخرات عندما اندلعت الحرب.

ويقول إبراهيم لموقع “الجالية” إنه لم يترك بابا إلا وطرقه في سبيل الحصول على مصدر للكسب المادي بعد انقطاع الرواتب، وفي نهاية الأمر بات يعتمد على الاستدانة، وتراكمت عليه الديون وازدادت معاناته وهو يعيش وضعا قاسيا وظروفا غير إنسانية، كما يقول.

وأعرب إبراهيم عن أمله في أن تتوقف الحرب عاجلا لأن الوضع لا يحتمل مزيد من المعاناة، ويضيف: “حياتنا تكاد تتوقف بالكامل ولا أحد يساعدنا، نفتقد لأبسط مطلوبات الحياة. الأمر صار متعلقا بالأكل والشرب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى