مواجهة عنيفة بين توم كروز وكريستوفر نولان بسبب “مهمة مستحيلة”
كتبت/ ليا مروان
بعد تاريخ فني حافل وطويل من النجاحات، اكتشفت هوليود في الأيام الماضية الوجهَ الغاضب للنجم توم كروز الذي قرر إعلان نقمته على سياسات دور العرض على الملأ، إثر تفضيل عرض فيلم كريستوفر نولان الجديد عبر شاشات «الآيماكس» (IMAX) عوضا عن فيلمه القادم «مهمة مستحيلة 7» وهو ما سيُهدد الإيرادات ويؤثر على جماهيرية العمل.
مشكلة برمجة
بمراجعة تواريخ العرض، يتضح أن فيلم «مهمة مستحيلة 7» -وهو الجزء السابع ضمن سلسلة هي الأشهر بتاريخ كروز- من المُقرر عرضه في 14 يوليو/تموز القادم. ولما كان العمل من أفلام الأكشن والحركة وأمام التقنيات الحديثة ومشاهد الخطر والإثارة التي يلجأ إليها كروز في أفلامه، عادة ما يفضل الجمهور مشاهدة هذه النوعية من الأفلام على شاشات آيماكس الضخمة لضمان الاستمتاع التام بالتجربة.
ومع أن كروز استطاع حجز غالبية قاعات الآيماكس فور طرح فيلمه، لكن واجه العمل مشكلة ضخمة تمثلت في حجز كريستوفر نولان كافة قاعات الآيماكس بداية من 21 يوليو/تموز بمجرد صدور فيلمه «أوبنهايمر» (Oppenheimer)، مما يعني إزاحة فيلم كروز وانتقاله إلى دور العرض العادية والأقل تكلفة.
غضب متعدد الأسباب
تعددت أسباب غضب توم كروز بين أسباب معنوية وأخرى فنية ومادية، فمن جهة لم يستسغ أن يجري معه ذلك وهو «المُنقذ» على حد وصف ستيفن سبيلبرغ، إذ استطاع فيلمه الأخير «توب غان: مافريك» (Top Gun: Maverick) إنقاذ صناعة السينما بأكملها بعد السقطة الهائلة التي واجهتها بسبب جائحة الكورونا، حيث حصد إيرادات وصلت إلى 1.5 مليار دولار في 2022.
ومع إيمان كروز بأحقيته في تخصيص جزء من قاعات الآيماكس من أجل فيلمه، شرع بالاتصال شخصيا بمسؤولي دور العرض والأستوديوهات التنفيذيين؛ يسألهم التضامن معه والانتصار لفيلمه مُستخدما سلاح الإيرادات العظيمة التي حققها فيلمه السابق، بل إنه طالب الأفلام المنافسة بالتخلي عن بعض الشاشات لصالحه أو حتى تأجيل مواعيد إصدارها لصالح صناعة السينما بأكملها على حد تعبيره.
غير أن سياسات العرض في هوليود لا تجري بتلك الطريقة، وإنما تتبع نظام «من يأتي أولا، ينال الخدمة أولا»، ولمّا كان فيلم نولان تحدد موعد عرضه الحالي منذ آواخر يوليو/تموز 2021 في حين تأجل عرض «مهمة مستحيلة» عدة مرات بسبب كوفيد-19، كان لدى الجهات المنتجة لفيلم «أوبنهايمر» متسعا من الوقت لحجز كافة دور العرض التي يريدونها.
«مهمة مستحيلة 7» ضد «أوبنهايمر»
جدير بالذكر أن فيلم «أوبنهايمر» يحكي عن عالم فيزياء يقود مشروع مانهاتن النووي للحرب العالمية الثانية مما يؤدي إلى تطوير القنبلة الذرية، في حين يتمحور «مهمة مستحيلة 7» حول العميل إيثان هانت الذي يخوض مغامرة تشويقية مع فريقه المخابراتي لتعقب سلاح خطير قبل أن يقع في يد غاشمة وشريرة.
ورغم أن الفيلمين يختلفان من حيث الفئة وطبيعة الحبكة -ففيلم «أوبنهايمر» عمل درامي أما «مهمة مستحيلة» فهو فيلم حركة من الطراز الأول، مما قد يوحي بأن كروز الأحق بالشاشات العملاقة ذات المؤثرات الخاصة- فإن الأفلام المخصصة للعرض في فصل الصيف وموسم الإجازات عادة ما تُصمم بتقنيات خاصة لتناسب شاشات الآيماكس، وهو ما يتسبب بالتبعية في احتدام المنافسة وتقلّص عدد الشاشات المتاحة لكل عمل.
ومع ذلك، وبالنظر إلى تاريخ نولان مع شاشات الآيماكس، كان من الطبيعي أن تحرص أستوديوهات «يونيفرسال بيكتشرز» (Universal Pictures) -الجهة المنتجة لفيلمه- على التأكد من حجز أكبر عدد من تلك الشاشات، خاصة أن فيلم نولان صُوِّر بأكمله بكاميرات «آيماكس» كبيرة الحجم؛ وهو العمل الذي يراهن عليه صانعه ويُصنّفه المشروع الأكثر طموحا بمشواره.
وهو ما يتوافق كذلك مع تاريخ نولان السابق باعتباره رائدا بهذا المجال، إذ كان فيلمه «فارس الظلام» (The Dark Knight) أول فيلم رئيسي في هوليود يتضمن مشاهد صُوّرت بكاميرات «آيماكس».
منافسة محتدمة
بخلاف أزمة التنافس على دور العرض، سيشهد يوليو/تموز وأغسطس/آب منافسة محتدمة على شباك التذاكر، إذ يأتيان مُتخمين بالعديد من الأفلام الأكثر انتظارا من قِبل الجمهور هذا العام.
ومن بين تلك الأفلام: الفيلم الكوميدي-الفانتازي «باربي» (Barbie)، وفيلم الدراما العائلية «قصر مسكون» (Haunted Mansion) لديزني، وفيلم الرسوم المتحركة « صعود سلاحف النينجا المراهقون المتحولون: فوضى المتحول» (Teenage Mutant Ninja Turtles: Mutant Mayhem) وهو العمل الأول من إنتاج أستوديوهات نيكلوديون، وفيلم الدراما الرياضية «غران توريزمو» (Gran Turismo)، وفيلم الرعب والمغامرات «ميغ 2: الخندق» (The Meg 2: The Trench).