مشروع “خادم ضيف الرحمن”.. تحركات تنموية سعودية مجتمعية لخدمة المعتمرين
كتبت/ هالة شيحة
لم تُعد خدمة المعتمرين القادمين إلى المملكة العربية السعودية لقضاء مناسك العمرة، من شرق الأرض وغربها قاصرة على الجهات الحكومية، الأمر الذي ساهم في دخول عدد من القطاعات غير الربحية في مجال خدمة قاصدي البيت العتيق؛ بهدف إثراء التجربة الدينية لضيوف الرحمن.
تستند التحركات التنموية التي تقوم بها الجمعيات الأهلية لخدمة المعتمرين على تحقيق رؤية الحكومة السعودية الطموحة، التي تهدف بحلول عام 2030 إلى استقطاب ما يصل إلى 30 مليون معتمر، فضلًا عن دورها في تعزيز الصورة الذهنية الإنسانية للمملكة.
وتتقاطع هذه التحركات المجتمعية مع دراسة موسعة سابقة حققها برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي يعد أحد البرامج التنفيذية لرؤية المملكة 2032 عن أهمية الإسهامات التي يقدمها القطاع غير الربحي في خدمة ضيوف الرحمن، خاصة ما يرتبط منها بالأعمال الخيرية المتميزة، وهو ما ينعكس على تطور مجال العمل الخيري في خدمة الحاج والمعتمر.
ومن النماذج السعودية التي أثبتت جدارتها على المستوى الوطني المجتمعي، مشروع “خادم ضيف الرحمن”، الذي دشنته جمعية مراكز الأحياء بمنطقة مكة المكرمة بالتعاون مع “منصة إحسان” الحكومية؛ والتي تهدف من خلاله إلى تقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن، وذلك في إطار اثراء التجربة الدينية والخدمات التي تقدم لهم، والمساهمة في تعزيز السقاية والرفادة وتعظيم أثرها.
ويُعدُّ مشر وع “خادم ضيف الرحمن” مشروعًا تنمويًّا ثقافيًّا دينيًّا، يستمر حتى شهر يوليو المقبل، ويشتمل علي ثلاث مبادرات نوعية كبيرة، وهي: السقاية والرفادة، ومركز ضيف الرحمن، وخدمة ضيوف الرحمن.
وقد كانت أولى المبادرات التي انطلقت خلال شهر رمضان المبارك مبادرة “السقاية والرفادة”، وتهدف الجمعية من خلالها إلى توزيع نحو 50 مليون عبوة مياه على المعتمرين والزوار في مواقع عدة مجاورة لمحيط الحرم المكي الشريف، وتتوسع لتصل إلى أماكن وجودهم في مدينتي “جدة والطائف”،
فضلاً عن توزيع ما يقرب من 250 ألفًا من وجبتَيْ السحور والإفطار في العاصمة المقدسة،
هذا بالإضافة إلى دورها داخل المسجد الحرام من حيث إرشاد التائهين، وتنظيم المصلين وحركة المرور، ودفع العربات، وغيرها من المبادرات الأخرى.
وتُعنى جمعية مراكز الأحياء بمنطقة مكة المكرمة بتنمية الإنسان والمكان، وذلك من خلال مراكز اجتماعية متخصصة تعمل على تحسين جودة الحياة، فيما تعتمد في تحقيق أهدافها على إنشاء مقار متكاملة في الأحياء، تكون بمنزلة مراكز اجتماعية ورياضية وثقافية عالية المستوى،
كما تهدف إلى نشر الوعي السليم والأخلاق الفاضلة، وتنمية قيم التواصل، وتعظيم قيمة البلد الحرام بين أهالي الأحياء وفئات المجتمع وقاصدي البيت الحرام، والمساهمة في البناء الأسري، والحد من المشكلات الاجتماعية.