الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يستعرض حديث القرآن عن الأمانة
الرسول حذرنا من ضياع الأمانة منذ أكثر من ١٤٠٠ عام
كتب / جودة لطفي
عقد الجامع الأزهر اليوم الاثنين، ملتقى فقهيا تحت عنوان “حديث القرآن عن الأمانة” ، بحضور أ.د محمود حربي عبد الفتاح، الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإسلامية، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر
والدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية
، وأدار الملتقى الشيخ كريم حامد أبوزيد، منسق كتب التراث بالجامع الأزهر.
أوضح الدكتور محمود حربي، الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإسلامية، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، أن حديث القران الكريم عن الأمانة متعدد ومتنوع، حيث تحدث عنها في بعض المواضع باعتبارها من الودائع التي يجب على المسلم أن يحفظها، وأن يؤديها إلى أربابها وأصحابها، فقال تعالى “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها”، وقال صلى الله عليه وسلم “أدي الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك” مؤكدا أن المسلم شأنه أنه أمين صادق، يحفظ ما استودع لديه من أمانات، مهما كانت الظروف التي يمر بها أو يتعرض لها.
وبين عضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو مرشدنا وقدوتنا في حفظ الأمانة، فقد اشتهر بين قومه بالصادق الأمين، وهو لقب لا يتصف به إلاّ من بلغ الغاية في الصدق والأمانة وغيرهما من خصال الخير، وقد شهد له أعداؤه بذلك، موضحا أنه قد ربى أصحابه أيضا على الأمانة وحفظ الودائع.
من جانبه لفت الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، إلى أن الحديث عن الأمانة من وقت لآخر أمر في غاية الأهمية، حيث نبهنا رسولنا الكريم إلى ذلك منذ أكثر من ١٤٠٠ عام، قائلا “أول ما تفقدون من دينكم الأمانة”، مشددا على أنه ينبغي على المسلم أن يؤدي ما عليه من أمانات.
وأضاف أن من صور الأمانة في القرآن الكريم، أمانة العبادات التي عرضها الله عز وجل في محكم تنزيله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان، مؤكدا اننا يجب أن نكون على يقظة من هذه الأمانة في عباداتنا، من صلاة وصيام وحج وغيرها من الأمور التعبدية، بأن نؤديها بإقبال وخشوع، ويقين بأن الله عز وجل مطلع علينا.
وتابع الهواري بأن هناك أيضا أمانة الأعراض التي ينبغي أن يتنبه لها الإنسان، بأن يعف عمَّا ليس له فيه حقٌّ، ويكفُّ النَّفس واللِّسان عن نيل شيء منه بسوء، مستشهدا بما فعله سيدنا موسى- عليه السلام- مع امرأتين من مدين تمنعان غنمهما عن ورود الماء، فتقدم للمرأتين ليسألهما عن أمرهما الغريب، قائلا “ما خطبكما؟” فأطلعتاه على السبب بكل حياء، فتقدم وسقى لهما ثم تركهما، دون أن يسترسل معهما في الحديث، كما قد يفعل البعض في مثل تلك المواقف، وذلك لأمانته.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (260 مقرأة- 52 ملتقى بعد الظهر- 26 ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميا بالقراءات العشر- 30 درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم 6 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- 5000 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ 140 ألف وجبة.