روحانيات رمضان تدعم أطفال مستشفى 57357 في رحلة الصمود والأمل
عشرات المؤسسات والهيئات يتوافدون يوميا لكسب لحظات السعادة بين الأطفال
كتب/ عاطف طلب
استقبل مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، العشرات من المؤسسات الرسمية والعامة والخاصة، والجهات، والشركات، والبنوك، والمدارس، والمعاهد العليا، والجامعات، والكنائس، والأزهر، خلال الأيام الماضية، تزامنا مع شهر رمضان الكريم، حيث شاركوا في تزيين المستشفى لإضفاء الطابع الرمضاني على كافة الأقسام والأدوار به، حيث يجعل الأطفال المرضى يعيشون تلك الأجواء الروحانية العطرة، وسط فرحة بالشهر الكريم، إضافة إلى العمل على رسم الابتسامة والفرحة على وجوه الأطفال مرضى السرطان، حيث يولد لدى الأطفال شعور قوي بتواجدهم داخل بيوتهم، وليس في مستشفى يتلقون فيه العلاج، حيث يستهدف المستشفى تحسين حالاتهم النفسية والمعنوية، وتوليد الرغبة في الحياة والعلاج والصمود في مواجهة المرض.
قالت سوزان الصياد، مدير المسئولية المجتمعية والاحتفاليات بمستشفى 57357، أن الجهات المختلفة تشارك في تزيين المستشفى قبيل ومع بداية شهر رمضان من كل عام، وذلك بهدف رسم البسمة على وجوه الأطفال، وإدخال البهجة على قلوبهم، وخاصة ممن سيقضون شهر رمضان بالمستشفى لاستكمال رحلة علاجهم نحو الشفاء من السرطان، حيث يتجمع كافة المشاركين في رحلة الخير تحت سقف 57 في هذا التوقيت، وتحت راية واحدة، وشعار واحد، لا يريدون فيه سوى دعم الحالة النفسية للأطفال المرضى.
تحدثت دينا على، رئيس قسم المتطوعين بمستشفى سرطان الأطفال 57357، عن دور المتطوعين في استقبال الشهر الكريم، وتهيئة الأجواء الرمضانية داخل المستشفى، من خلال تزيين المكان ومساعدة كافة الأقسام، وما يتبعها من جهات خارجية، بهدف تغيير شكل المكان بزينة رمضان، لما له من تأثير نفسي ومعنوي لدى الأطفال المحتجزين للعلاج، ليشعرون بالاختلاف في رمضان ولا ينفرون من العلاج مثل الأطفال المرضى المتواجدين في بيوتهم وسط عائلاتهم.
وقالت يقوم الفريق بارتداء شخصيات كارتونية خاصة برمضان، ويتكفل بتزين أحد الأدوار بالكامل، إلى جانب مساعدة الأقسام الأخرى، مشيرة إلى أن فريق المتطوعين يقدمون ذلك الدعم بحب، وينتظرون حلول شهر رمضان سنويا للجلوس مع الأطفال أطول فترة ممكنة بالمستشفى، لشعورهم باحتياج الأطفال لذلك الوقت.
وبجانب ذلك، يواصل المستشفى في آداء رسالته الإنسانية في العلاج والبحث العلمي، مرتكزا على أكفأ الكوادر البشرية في مجالات طب الأورام المختلفة، وكافة التخصصات ذات الصلة به، ومنها الأشعة، والتغذية العلاجية، وغيرها، وكذلك أحدث الأجهزة العالمية الداعمة للعلاج والشفاء من سرطان الأطفال، وفي ظل تحديات اقتصادية كبرى يواجهها العالم، مع عدم ثبات أسعار العلاج والمستلزمات الطبية، وبالتالي ارتفاع تكاليف العلاج بشكل مبالغ فيه، حيث وصل تكلفة الجراحة الواحدة في تخصصات خطرة منها أورام المخ وزرع النخاع والأورام الصلبة إلى 400 ألف جنيها.
وتتم حلقة متابعة الحالة الصحية وتطورها لأطفال 57357 بنظام إلكتروني دقيق، لعدم إيجاد فرصة للخطأ في أي من مراحل العلاج، وبتعاون وثيق بين كافة الفئات المقدمة للخدمة الصحية، ومراعاة لأدق التفاصيل الخاصة بكل طفل وفي كافة المراحل.
ويؤكد المستشفى على أن الهدف الأساسي من تطوير الكوادر والأجهزة وبروتوكولات اعللاج، هو تقديم أعلى مستوى من جودة خدمات الرعاية الصحية المجانية للأطفال المرضى بالسرطان، دون تحميل أي من الأسر آية أعباء مالية، مع الانتظام في مواعيد العلاج والجرعات وكافة التدخلات الطبية، وكان ذلك سببا في استقدام أحدث تقنية في العالم لعلاج السرطان بالإشعاع الجراحي، وهو جهاز “السايبر نايف”، والذي يعمل على تكثيف جرعات العلاج للمرضى، واختزال فترة العلاج والجرعات من عدة شهور إلى أسبوع أو اثنين، ومن عشرات الجلسات للعلاج الإشعاعي إلى 5 جلسات فقط، مما يعجل من وتيرة وشكل العلاج، وبالتالي ارتفاع نسب الشفاء.
وبجانب الاهتمام الفائق بجودة ونوعية العلاج من أدوية وتغذية وكيماوي وإشعاعي وعمليات جراحية، يطور المستشفى بشكل متواصل في العلاج بالفن والإبداع، من خلال مركز الإبداع الفني الذي يقدم نجوم وفنانين ومبدعين من أطفال 57357، وكذلك تنمية الجانب الروحاني لديهم والذي يتولد ويتنامى تلقائيا في شهر رمضان، بهدف رفع روح التحدي والصمود في مواجهة أخطر أمراض العصر وأشرسها، بدلا من الفتك بأرواح الأطفال.