أسود الأطلس وإطاحة نجوم كرة القدم.. هل يلحق بهم مودريتش؟
كتب/ سيف نصر
يستعد المنتخب المغربي لخوض آخر مباراة له في نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقام في قطر، السبت، عندما يلتقي نظيره الكرواتي في مباراة تحديد المركز الثالث.
وحصد أسود الأطلس نتائج تاريخية بعد بلوغهم دور نصف النهائي من النسخة الحالية كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز غير المسبوق.
ويسعى المنتخب المغربي إلى تحقيق إنجاز جديد و إنهاء مشاركته التاريخية في المونديال في المركز الثالث والصعود إلى منصة التتويج.
وقد أجمع المتابعون للشأن الكروي على أن المغرب فرض نفسه كرقم صعب في مونديال قطر 2022، بعد أن أنهى هيمنة الحرس القديم على كرة القدم وكسر طموحات أمم عريقة في هذه اللعبة، وهو ما ترتب عنه تداعيات على مستقبل مدربين يجرون وراءهم مشوارا طويلا من التجارب والنجاحات.
الإطاحة بمدربي أقوى المنتخبات
وقد تمكن المغرب من إقصاء كل من إسبانيا والبرتغال على التوالي بعد أن تفوق عليهما في دور ثمن ودور الربع من منافسات كأس العالم، فيما تفوق قبل ذلك كل من المنتخب البلجيكي والمنتخب الكندي بعدما تمكن أسود الأطلس من تصدر مجموعتهم.
تفوق الأسود على تلك المنتخبات تسبب في رجة داخل الأوساط الكروية بتلك البلدان وصدمة في بلدان أخرى، أفرزت ردود أفعال وتداعيات، أدت إلى إعلان روبيرتو مارتينيز مدرب المنتخب البلجيكي عن استقالته من منصبه الفني مع فريق الشياطين الحمر بعد الفشل في التأهل إلى دور الـ 16 من بطولة قطر 2022.
وعقب ذلك، جاء رحيل لويس إنريكي عن تدريب المنتخب الإسباني، فيما أعلن الاتحاد البرتغالي لكرة القدم عن إنتهاء العلاقة التعاقدية مع المدرب فيرناندو سانتوس عقب خروج رفاق كريستيانو رونالدو من ربع نهائي نسخة قطر أمام المنتخب المغربي.
وإذا كان هاجس الاعتزال يطارد بعض نجوم مونديال قطر، والذي قد يشكل آخر فرصة لهم للظهور في حدث كروي عالمي قبل إسدال الستار على مسيرتهم الكروية، فإن خروج كريستيانو رونالدو باكيا بعد مباراة المغرب كان من أبرز لحظات مونديال قطر 2022.
وما زال عشاق الكرة ينتظرون قرار نجم ووسط ميدان المنتخب الكرواتي، لوكا مودريتش، الذي سيلعب ضد المنتخب المغربي، وسط تساؤلات حول ما ما إذا كانت هذه المواجهة الأخيرة له على المستوى الدولي.
وقد أكد مدرب منتخب المغرب، وليد الركراكي، عزم كتيبته تحقيق الفوز، السبت، أمام كرواتيا وخوض المباراة بنفس العزيمة والروح القتالية المعهودة من أجل الظفر بالميدالية البرونزية والصعود إلى منصة التتويج.
إنجاز غير مسبوق
ويقول محمد الماغودي، الناقد والمحلل الرياضي، إن وليد الركراكي أنهى آمال مدربي خصومه وبدد أحلامهم في الوصول إلى أدوار متقدمة في مونديال قطر، مما تسبب في إقالتهم ومغادرة قمرة قيادة منتخبات بلادهم.
ويتابع الماغودي في تصريح لموقع “الجالية” أن استقالة المدربين يندرج ضمن الالتزام ببنود العقود المبرمة بين اتحادات الكرة، في حال عدم تحقيق الأهداف المتفق عليها.
ويضيف المتحدث، بأن وليد الركراكي وبالرغم من المشاكل العديدة التي كان يعرفها المنتخب الوطني بسبب الخلافات بين المدرب السابق وحيد خاليلوزيتش وعدد من اللاعبين، ورغم استلامه قيادة المنتخب المغربي قبل انطلاق المونديال بفترة وجيزة، فقد تمكن من تحقيق إنجاز غير مسبوق سيخلد اسمه ضمن الكبار على المستوى الدولي.
كما أبرز المحلل الرياضي، بأن الركراكي استطاع قهر منتخبات عالمية كانت مرشحة للظفر بالكأس الذهبية، وبأنه كان على بعد خطوة واحدة فقط من بلوغ النهائي وتجاوز فرنسا لولا إصابة عدة لاعبين والأخطاء التحكيمية.
الحفاظ على الإنجاز التاريخي
ويشدد عدد من متابعي الكرة على ضرورة أن يستثمر المغرب النتائج الإيجابية التي حققها خلال مشاركته السادسة في بطولة كأس العالم من أجل العمل على استمرار إشعاع كرة القدم الوطنية على المستوى العالمي.
ويؤكد الماغودي على ضرورة تقييم المشاركة الناجحة للأسود بعد عودتهم إلى أرض الوطن، من أجل استعراض أبرز نقاط قوة المنتخب الوطني المغربي، وأبرز نقاط ضعفه من أجل الاشتغال عليها مستقبلا.
كما يشدد المتحدث على ضرورة إعداد استراتجية واضحة المعالم خلال المرحلة المقبلة وتحديد الأهداف التي تسمح بتعزيز المكاسب التي حققها أبناء الركراكي ووضع الطرق الكفيلة للوصول إلى هذه الأهداف المسطرة.