أميركا تمنع منتجات تكنولوجية صينية.. ما السر وراء هذا القرار؟ وهل هو دليل قوة أم ضعف؟
كتبت/ ميرا فتحي
بعد 10 أيام فقط من تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن، عقب لقائه نظيره الصيني شي جين بينغ، أن واشنطن وبكين تستطيعان إدارة اختلافاتهما والحيلولة دون تحوّل المنافسة بينهما إلى صراع، أعلنت السلطات الأميركية حظر المعدّات وخدمات الاتصالات التي تُقدّمها 5 شركات صينيّة.
وكان من بينها شركتا “هواوي” (HUAWEI) و”زد تي إي” (ZTE) وشركات أخرى تنتج أجهزة مراقبة وتكنولوجيا رقمية، كما يشمل القرار الذي اتخذته لجنة الاتصالات الفدرالية الأميركية بالإبقاء على قرارات الحظر المماثلة على منتجات شركات تكنولوجيا اتصالات صينية، وكذا إعادة النظر في التراخيص التي سبق أن منحتها لاستيراد تكنولوجيا معلومات من الصين.
وفي تبريرها لهذا القرار، قالت اللجنة إنه جزء مهم من الإجراءات التي تهدف لحماية الشعب الأميركي من ما سمتها تهديدات للأمن القومي، تُستخدم فيها معدّات اتصالات.
وفي تحليل السياسيين لخطوة واشنطن، تم التشديد على أن بكين تجمع في سياستها بين التكنولوجيا والمعدات وأهدافها العسكرية، وهو تهديد غير مقبول من قبل واشنطن، حسب ما صرح به المستشار السابق بوزارة الدفاع الأميركية ماثيو كرونيغ في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2022/11/26).
كرونيغ أكد أنه كان حريا بأميركا أن تتخذ هذا القرار منذ سنوات لكنها تأخرت في ذلك، متهما الصين باستخدام تقنياتها من أجل التجسس، مما يجعل الحزب الشيوعي الصيني يطلع على كل البيانات الأميركية واستخدامها لتعطيل الحياة في واشنطن.
كما تمت الإشارة إلى أنه قد حصل تغير كبير في الإستراتيجية التفاعلية التي كانت تعتمدها أميركا، ولكن هذه الإستراتيجية فشلت وعملت واشنطن على تغييرها بعد أن اختار شي للصين مسارا أكثر عدائية، ولذلك تعمل أميركا على أن تكون أكثر تنافسية مع بكين في مجال الاتصالات.
نفي صيني
أما على الجانب الصيني، فقد نفى رئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية فيكتور غاو تهم التجسس الموجهة لبكين، موضحا أن أميركا تعد من أقوى دول العالم، ولكن من خلال مقاربتها غير العادلة التي تمنع التجارة التنافسية، تعطي مؤشرا على الضعف وليس على القوة، ولذلك تعمل على منع معدات صينية رخيصة السعر ولكنها موثوق بها بعد اختبارها من مختلف دول العالم.
يذكر أنه على غرار السياسة التي اتّبعها سلفه دونالد ترامب، اتّخذت إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن موقفًا حازمًا تجاه مصنعي معدات الاتّصالات الصينيين، الذين يُشتبه في أنّهم يتجسسون لصالح بكين.
وقد تعهد الرئيس الأميركي بأنه لن تكون هناك “حرب باردة جديدة” مع الصين بعد اجتماع تصالحي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، كما قال إنه لا يعتقد أن بكين ستغزو تايوان.
وكان ذلك أول اجتماع وجها لوجه بين زعيمي البلدين القويين منذ أن تولى بايدن منصبه، كما ناقش الزعيمان ملفي كوريا الشمالية وغزو روسيا لأوكرانيا في المحادثات التي جرت في بالي، قبل يوم من قمة مجموعة الـ20 في الجزيرة الإندونيسية.