الصاوي لمديري القطاع العام: أعطوا العاملين حقوقهم وستجدون منهم كل عطاء

كتب/عصام جمعة

أوضح المهندس علي الصاوي، رئيس مجلس إدارة شركة المساهمة المصرية (العبد)، ضرورة فهم عقلية ونفسية المرءوسين، وأنه كان حريصًا على إصدار ترقيات العاملين في اليوم الأول من كل عام، حتى يشعروا بالاطمئنان ويزيد إقبالهم على العمل؛ إضافة إلى استحداث “علاوة تشجيعية” لـ10% من العاملين في نهاية العام.
وقال الصاوي، خلال محاضرته بصالون “عبد الحميد إبراهيم الزمبيلي”، إن القطاع العام قادر على الإنتاج والعطاء، متى وجد العاملون به الفرصة الكافية للتدريب والتطوير والتشجيع.

وأوضح أن قطاعات العمل في مصر تشمل القطاع الحكومي الخدمي، القطاع العام، قطاع الأعمال، القطاع الخاص؛ وأن قطاع الأعمال هو الشركات المملوكة للدولة بنسبة لا تقل عن 51%، وينظمها قانون 203 لسنة 1991م.
ولفت إلى أنه خلال رئاسته إحدى الشركات أصدر 30 قرارًا لصالح العاملين؛ كان منها فقط 8 قرارات أوصت بها النقابة، والبقية كانت بمبادرة ذاتية منه، مما جعل العاملين يقدمون أفضل ما لديهم، وعاد بالإنتاج على الشركة.
وأضاف: مؤشرات النجاح كثيرة، منها زيادة حجم الأعمال، الإيرادات، الأرباح، رأس المال العام، متوسط أجر العامل في السنة، نسبة الأجور للإيرادات.
وقدم الصاوي “روشتة نجاح” القطاع العام، متمثلةً في معالجة أسباب الانهيار، والتي من أهمها: استمرار عمل مجالس إدارات هذه الشركات دون محاسبة؛ ومنح مجالس الإدارات والعاملين أرباحًا بينما لم تحقق الشركات أرباحًا فعلية، مما يثقل الميزانية؛ إضافة إلى إتاحة الاقتراض بسهولة ودون قدرة حتى على سداد فوائد هذه القروض.
وتابع: من أسباب الانهيار أيضًا ترك المعدات والأصول دون تجديد أو إحلال مما يقلل الكفارة؛ وتدني كفاءة المنتجات وتراكم هذه المنتجات، فيجتمع عليها سوء الإنتاج وسوء التخزين؛ وفتح باب التعيينات دون حاجة العمل مما يضاعف تكلفة الأجور دون إنتاج.
وحذر الصاوي من إهمال التدريب المستمر الحقيقي للعاملين، ومن افتقاد محاسبة الإدارات، وعدم وجود سياسة محددة للثواب والعقاب، وعدم ربط هذا بالإنتاج الحقيقي وليس الوهمي على الورق.
وأوصى المهندس علي الصاوي المديرين قائلاً: كثفوا حجم الأعمال، وأعطوا العاملين حقوقهم، وعلموهم الإتقان؛ وستجدون منهم كل عطاء.
من ناحيته، أوضح الدكتور حسام الزمبيلي، رئيس الصالون، أستاذ طب وجراحة العيون، أن نجاح القطاع العام يحتاج إلى الاستفادة من علم الإدارة، والذي يقوم على التخطيط، والتنظيم، والقيادة، والتحكم والتقييم.
وأوضح أن الإدارة تهتم بمتابعة العمل من خلال مؤشرات الأداء، ونظام معلوماتي إداري، وأن “المنصب” يعني المسئولية والمساءلة معًا.
وأشاد الزمبيلي بتجربة الصاوي في الإدارة والنهوض ببعض شركات قطاع الأعمال العام، لافتًا إلى أنها تجربة تتميز بـ”الأصالة”؛ فهي من واقع المجتمع المصري، والبيئة المصرية، وليست تجربة منقولة لنا من بيئات أخرى.
فيما ذكر الدكتور محمد صالحين أمين عام الصالون، أستاذ الفكر الإسلامي بكلية دار العلوم بجامعة المنيا، أن رجل القيادة الناجح لا بد أن يقدم من نفسه نموذجًا في الأمانة والعدل وعدم التغول على المال العام.
وأشار إلى أن تجربة المهندس الصاوي تستحق أن تُدوّن وتُدّرس، وهي نموذج للتجرد الكامل من السعي وراء المنفعة الشخصية؛ المشروع منها وغير المشروع؛ ولرد الكرامة والحقوق إلى الإنسان في محيط دائرة عمله، وقد أورث هذا الردُّ جميعَ المتعاملين روحَ الانتماء الحقيقي لمحيط العمل، وجوًا من التنافسية الإيجابية في الإنجاز، وهذا ما نُهديه بكل الحب إلى القيادات التنفيذية في وطننا العزيز.
ولفت إلى أن هذه المحاضرة هي العاشرة في فعاليات الصالون، الذي يحرص على التنوع الثري في فضاءات الفكر والفلسفة والأدب والتاريخ والفنون؛ وأن المحاضرة الأولى كانت لفيلسوف العرب حسن حنفي، بعنوان: “الأدب والفلسفة”، ثم كانت الندوة الثانية في 31 يناير 2020، تحت عنوان: “حكاية وطن” ملحمة شعرية للشاعرة/ شريفة السيد، ثم ندوة في 28 فبراير 2020 للأستاذ الدكتور خالد فهمي، تحت عنوان: “إسرائيل واللسان العربي، من احتلال الأرض إلى اختراق الوعي”.
وأضاف: ثم دخل الصالون في عطلة مفتوحة؛ بسبب جائحة كورونا، ثم استأنف نشاطه في 24 ديسمبر 2021 بندوة: “إطلالة على فكر الدكتور عبد الحميد إبراهيم” للكاتب الصحفي والباحث الأكاديمي السنوسي محمد السنوسي، وهو في الوقت ذاته المستشار الإعلامي للصالون، وتتابعت الندوات تترى في 31 يناير 2022 مع الأستاذ الدكتور حسن علي، تحت عنوان: “المغنى حياة الروح، تحولات الغناء المصري وقضاياه”، وفي 25 فبراير حاضر الأستاذ الدكتور محمود مسعود تحت عنوان: “من الجوانب الإنسانية للحضارة الإسلامية، في ضوء نماذج من العمارة والفنون”. ثم حاضر الأستاذ الدكتور بهاء درويش تحت عنوان: “إعادة التفكير في الفلسفة من أجل عالم ما بعد كورونا”.
ولفت إلى أن الصالون بدأ نشاطه بعد رمضان وعيد الفطر بأمسية كانت حوارًا مع الشاعر الدكتور سيد خلف حول: “مدرسة الجن الشعرية، وقضايا أخرى” في 27 مايو 2022، ثم جاءت المحاضرة التاسعة للأستاذ الدكتور سيد علي إسماعيل في قضية استثنائية حول: “روضة المعارف الوطنية بالقدس الشريف، تاريخ يأبى النسيان” وذلك في 24 يونيو الماضي.
وتابع: هكذا طوفت ندوات الصالون في عوالم الأدب، والنقد، والفلسفة، والشعر، والموسيقى، والحضارة، والآثار، والفنون، والغناء، والفكر، والتاريخ، والوثائقيات؛ لنفتتح صفحة جديدة في تاريخ هذا الصالون بندوة مائزة عن “الإدارة؛ العلم، والفن، والموهبة” يروي فيها المهندس علي الصاوي؛ رئيس مجلس عدد من شركات قطاع الأعمال العام، تجربته العملية الواقعية التطبيقية، وكيف عبر بهذه الشركات في مجال المقاولات والإنشاءات من الخسارة، إلى الاستقرار، إلى الربح، إلى آفاق رحبة من النجاحات المعنوية والمادية، لعل في تجربته إحياءً للأمل، واقتداءً لجيل المستقبل، واستدراكًا للجيل الحالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى