منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين يناقش التغيّر المناخي وحماية البيئة
كتب / عاطف طلب
واصل منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين عبر الاتصال المرئي، جلسته العامة الرابعة حول العمل الديني المشترك لمواجهة تهديدات تغير المناخ ،الذي يعقده مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وأكّد وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، في كلمته الافتتاحية على التنوع الديني والثقافي والبيئي والاختلاف وأثر ذلك في تحقيق التعايش على كوكب الأرض ، مشيرًا إلى أنّ تعاليم الأديان كافة ، وخاصة الدين الإسلامي ، تحثُّ أتباعها على وجوب المحافظة على البيئة وحمايتها ، لتحقيق مصالح الخلق ، لافتًا الانتباه إلى أنّ القاعدة الفقهية في الإسلام تقول ” درءُ المفاسد ، مُقَدَّم على جلب المصالح” .
وأضاف الفضلى ، أنّ ما اتخذته المملكة من إجراءات ومن رؤى وإستراتيجية في إطار رئاستها مجموعة العشرين من تمكين الإنسان عبر تهيئة الظروف التي يتمكن فيها الجميع ، خاصة النساء والشباب ، من العيش والعمل وتحقيق الازدهار ، والحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود المشتركة لحماية الموارد العالمية ، وتشكيل آفاق جديدة من خلال تبني إستراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التقني ، لافتًا النظر إلى سياسات المملكة للحفاظ على الموارد الطبيعية ، وتحقيق الأمن المائي وبرامج جودة الحياة ، و تحقيق الأمن الغذائي في ظل الظروف التي يعيشها العالم في ظل جائحة كورونا وتداعياتها وتأثيرات التغير المناخي ، وزيادة الضغط على الموارد الطبيعية ، وفقدان التنوع البيولوجي ، مؤكداً على صياغة المملكة وتنفيذ إستراتيجية وطنية للبيئة وأنظمة ومعايير ومبادئ توجيهية شاملة تضمن حماية البيئة واستدامتها ، بالإضافة إلى إستراتيجية وطنية للمياه تعمل على دمج التوجهات والسياسات والتشريعات والممارسات في قطاع المياه على مستوى الدولة مع الهدف الرئيس المتمثل في مواجهة التحديات الرئيسة وإعادة هيكلة القطاع ، ومراعاة الطلب على المياه ، وموارد المياه ، مشيرًا إلى جهود المملكة في تعزيز وتطوير البيئة الزراعية وترشيد المياه ، والمحافظة على كل ما يحيط بالإنسان من ماء وهواء ويابسة وفضاء ، وما تحتويه هذه الأوساط من جماد ونبات وحيوان ، وأشكال مختلفة من طاقة ونظم وعمليات طبيعية وأنشطة بشرية ، مشيرًا إلى تنوع التدابير التي اتخذتها المملكة للمحافظة على التنوع البيولوجي في المملكة لتشمل جميع إجراءات الحماية والإنماء تحت ظروف الأسر والظروف شبه الطبيعية.
وقال وزير الدولة نائب وزير خارجية النرويج أكسل جاكوبسن :” أؤمن بأنّ الأساس الأخلاقي لتغير المناخ يتوجب علينا أن نركز عليه أكثر وأن نتخذ إجراءات أوسع ، فتغير المناخ يؤدي للظلم وعدم المساواة مع الفئات الأكثر احتياجا ، وإنّ تغيرات المناخ أدت لارتفاع نسبة الفقر والجوع في العالم ، نظراً لانخفاض الغذاء ، وهذا أدى إلى هجرة 26 مليون من أوطانهم حول العالم .
وأوضحت المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) الدكتورة جولييت بياو كودنوكبو ، أنّ تغير المناخ يبقى أولوية لنا جميعا وذلك للرفع من الطموحات البيئية في سبتمبر 2020م ، حيث تشاركنا مع وكالات علمية عالمية رفيعة المستوى وتوصلنا لدراسة تطرقت إلى نتائج كوفيد – 19 على المناخ وهي نتائج مثيرة للاهتمام ، ولم يتوقف التغير المناخي نتيجة الجائحة ، وهذا الحكم يعيدنا مرة أخرى ويدفعنا إلى الإجابة عن السؤال حول الحاجة إلى تدويل نشاطاتنا كي نتعامل مع التغيرات المناخية والنتائج الاقتصادية للجائحة ، فأفريقيا وصلت إلى نسبة انخفاض إلى 5.1 من الناتج المحلي.
وشدَّد المشاركون في فعاليات منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين على قيم سيادة القانون وحقوق الإنسان وجواهر القيم الدينية المترابطة مفاهيميًا، وثمَّن المشاركون في الحلقة الثانية عشرة والأخيرة للمنتدى جهود الأخيار في العالم لتعزيز العدالة الاجتماعية وحرية الدين والتنوع والتعددية الدينية والثقافي، التي تتطلب تطويرًا نوعيًا في مناهج الفكر والقيادة الإستراتيجية التي تضع في الحسبان ، التحديات والمسارات المعقدة التي تتفاعل فيها حقوق الحرية الدينية مع الحقوق الأساسية الأخرى المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، مناشدين بضرورة أن تعكس الأنظمة والقوانين والسياسات الحق في حرية ممارسة الدين ، بما ينطوي على جميع المعتقدات الدينية ، بما في ذلك الهيئات غير الدينية.