حلمٌ يسافر فى الغروبْ

الشاعر : محمد الزقم

عصف الغروب

وكيف ضاع الحُلم فى وجع الدُّروب

أين الأمانى…؟!

أين التماع الحبِّ فى قلبٍ يذوب!!

أين البراءة يا ترى..؟!

مادت بها أنثى لعوب

ماذا تبقَّى من عذابى بعدما …

هجَمَ المشيب

قد كنت طفلاً…

يخزن الأحلام فى عينيهِ…

تشعلهُ الطُّيوب

وكبرتُ حتَّى هاج حلمى

قد هاج بى حُلمٌ كذوب

قد كنت أحلم أن أكون…!!

لكنَّه حلمٌ عصى…

عصفتْ بهِ ريح الجنوب

قد ثارت الأمواج بى…!!

من كان مثلى حالمًا…

فلعلَّه يومًا يتوب !!

ضيَّعت عمرى باكيًا

أوَّاهُ قد هَجَرَ الحبيب!!

نال البعاد من الفؤاد

نال البعاد من العيون

وحدى أنا …

أقتات من ماضٍ كئيب

وحدى أنا …

أنساب بين النَّاس أهفو طائرًا…

وأنا الغريب

وحدى أنا بين النُّجوم…!!

للكلَّ إلفٌ هامهُ

لكنَّ إلفى لا يجيب…

ويظنُّ كلُّ النَّاس أنَّى قادرٌ…

والقلب فى كفِّى أنا …

قد لا يحبُّ ولا يذوب!!

وبأنَّنى أخشى الهوى…

أخشى الذَّنوب!!

لكنَّنى رجلٌ…

فى صدره ثار الَّلهيب

خبَّأت سرِّى فى الحنايا

ويبوح برق العين بالسِّر الرَّهيب

ضيَّعت عمرى…!!

من أنا ؟!

والجرح أوسع من حدود الكونِ…آهٍ

كيف فى عرف الهوى؟!

جرحى يطيب

ضيَّعت عمرى…!!

من أنا …؟!

لا بيت يؤِى ..

لا حبيب!!

آنست من نار الهوى …

قبس الضَّلال…

والعين أشعلها نحيب

ماذا تبقَّى فى فؤادى …

أشلاء حلمٍ باهتٍ

هام الهروب

ماذا تبقَّى غير ليلٍ ماجنٍ…

ودموعِ كأسٍ…

أسكرتنى بالعذاب

دمى يسيل اليوم خمرًا

آهٍ لجرحٍ لا يطيب

قد كنت أحسب أنَّ شمسى أقبلتْ…

ستظلُّ تشرق لا تغيب

لكنَّه حلم ٌكذوب…!!

ضيَّعت عمرى …!!

كيف تنفلت السُّنون؟!

وما بقى غير السُّهوب!!

غير انتظار الليل بعد الليل…

أحلامٌ تخيب

ماذا تبقَّى غير أنَّات العذاب…

جرحٌ بهِ حار الطبيب

ومشيت طول العمر أسأل من أنا…؟!

حتَّى تعبت ولا مجيب!!

ومشيت طول العمر يشربنى اللهيب

وإذا رحلتُ…

فليس تذكرنى الدُّموع…

وليس تذكرنى الدُّروب …

ماذا سأكتب بعدما …؟

عصف الغروب!!

إن كنت فى عرف الهوى …

طيرًا يسافر فى الغياب!!

أو من ضفاف النَّهر ظبيًا شاردًا…

هام الهروب !!

أوَّاه إن عصف الرَّحيل…

فكيف يذكرنى حبيب؟!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى