الدكتور محمد العرب يكتب: ايها العرب دمائكم زرقاء…!
ايها العالم لقد سقطت ورقة التوت أخيرًا ، وانا سعيد بذلك ، لقد قال الغربيون كل الذي كان يظنه المفتونون لا يُقال ، لا أدري ما الذي سيحدث بعد ما قيل..؟ لكن لا أظن أن المياه يمكن أن تعود إلى مجاريها مطلقًا على الاقل مع شريحة عريضة من العالم المغلوب على امرهم والذي يسمى ظلما وبهتانا بالعالم الثالث ، لقد سقطت ورقة التوت ،
انا هنا اسجل انحيازي التام للسلام وايقاف الحرب مهما كانت اسبابها ومسبباتها ودوافعها ولكن لابأس من تسجيل هذه الملاحظات للتاريخ لأن أمة العرب تمتاز بذاكرة جماعية ضعيفة احيانا واحيانا اخرى تصاب الامة بالزهايمر القهري او النسيان التخاذلي…!
في وسط اخبار الحرب فاجئ مراسل CBS الجميع عندما خرج عن مهمته كمراسل حربي ينقل ما يراه ليضع رأي صادم ووقح عندما قال هذا المكان ليس العراق او افغانستان انه بلد اوري متحضر لن تتوقع او تتمنى ان يحدث شيء كهذا فيه ، اما مراسل BBC الذي اجهش بالبكاء خلال حديثه على الهواء مباشرة وهو يردد “أعتذر.. لكن ما يحدث يثير المشاعر، لأني أشاهد أشخاصاً أوربيين بعيون زرقاء وشعر أشقر ، أطفالاً يقتلون ، بصواريخ بوتين كل يوم“ وهنا لا تعليق لأني لا اجد كلمة تلائم الفعل ، ومراسلة NBC تحدثت عن اللاجئين الأوكرانيين الذين يعبرون الحدود إلى بولندا “هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا المجاورة، بصراحة تامة، هؤلاء مسيحيون، إنهم بيض ، ومشابهون للأشخاص الذين يعيشون في بولندا“ ، اما مذيع الجزيرة الإنكليزية فقد علق وهو يصف تزاحم الأوكرانيون للركوب في قطار هرباً من الحرب “ما يثير القهر.. أنظر كيف يرتدون.. هؤلاء ليسوا أشخاصاً يحاولون الهرب من بلادهم في الشرق الأوسط أو إفريقيا.. إنهم يبدون مثل أية عائلة أوروبية”.. هذا ما يهم حقاً.. أنهم أوروبيون وهنا حتى جهاز الحاسوب طلب مني ان اتوقف عن كتابة كلمة تليق بما قاله هذا المذيع ،
الوقاحة امتدت لصحيفة التلغراف البريطانية عندما كتبت : “إنهم يشبهوننا، و هذا ما يجعل المسألة صادمة. أوكرانيا بلد أوروبي، أهله يشاهدون نتفلكس ولديهم حسابات على إنستغرام، و يصوتون في الانتخابات، ولديهم صحافة حرة ، الحرب لم تعد تحدث في المجتمعات الفقيرة المعزولة، الحرب قد تحدث لأي أحد ، وتستمر الوقاحة لتخرج الان على لسان رئيس وزراء بلغاريا بقولة “اللاجئون الأوكرانيون ليسوا من اللاجئين الذين اعتدنا عليهم، لذلك سنرحب بهم، هؤلاء أوروبيون أذكياء ومتعلمون، ولا يملكون ماضياً غامضاً، كأن يكونوا إرهابيين“..!
لا تستغرب عزيزي القارئ من وصف رئيس وزراء بلغاريا فصحيفة “نيويورك بوست” الامريكية وصفت الجندي الأوكراني الذي فجر نفسه على جسر لمنع التقدم الروسي “جندي أوكراني بطل“…!
اذا كان الانتحاري بطل فالمتطوعين للقتال مع اوكرانيا ليسو مرتزقة اذا ، فالدعوات للراغبين بالقتال في أوكرانيا مرحب بها عالميا بعد إعلان رئيس أوكرانيا تأسيس فيلق للمتطوعين الأجانب…!
هل تذكرون الهجوم علي اللاعب المصري ابو تريكة عندما تضامن مع غزة ، دعوني اخبركم انكم لن تشاهدوا نفس الهجوم على الاعب الذي رفع قميصه بعد تسجيله لهدف ، وقد كتب تحته “لا للحرب في أوكرانيا“ ، يا ترى هل ستقول له الفيفا ما قالته لأبو تريكة سابقاً..؟ على ذكر الفيفا التي تتخذ قرارات ضد روسيا منها منع أي مشاركة رياضية تحت اسم روسيا، ومنع استخدام علم روسيا أو عزف نشيدها في أية منافسة ، لماذا لم تفعل هذا عندما استضافت روسيا كأس العالم عام ٢٠١٨، في الوقت الذي كانت فيه طائراتها وأسلحتها تمزق أشلاء السوريين لثلاثة أعوام سبقت …؟ اما ان دماء العرب زرقاء ودماء غيرهم حمراء ، اما النخب الفرنسية فيرددون على رؤوس الاشهاد : الحرب في بلاد متحضرة ، ويقول آخر متحدثاً عن اللاجئين الأوكرانيين: “هؤلاء ليسوا سوريين يهربون من قصف بوتين.. هؤلاء أوروبيون لديهم سيارات.. مثلنا“
وبعد هذا اسمحوا لي ان اقول متى تستفيقوا….؟