“الخُضر” محرومون من جمهورهم في أمم إفريقيا
كتب/ ابراهيم محمد
مع بداية العد التنازلي للنسخة 33 من كأس أمم إفريقيا التي تحتضنها الكاميرون بين 9 يناير و6 فبراير، تحول حلم العديد من مشجعي منتخب الجزائر في السفر، برا أو جوا، نحو ياوندي، إلى سراب.
وعاش عشاق الكرة الجزائرية على أعصابهم، وهم يبحثون عن فرص للسفر من أجل مناصرة حامل اللقب، إذ أن كل ما هو متاح أمامهم من خيارات يشمل رحلات جوية باهظة التكلفة، وتستلزم العبور عبر إحدى الدول الأوروبية، وتحديدا فرنسا.
السفر برا
وفي ظل الإجراءات الصارمة الخاصة بقيود السفر، لا يبدو أن مدرجات ملاعب المدن الكاميرونية، ستشهد حضورا بارزا للمشجعين الجزائريين، على غرار دورة الأخيرة التي احتضنتها القاهرة وعرفت تمثيلا قويا للجماهير في المدرجات.
فلا تزال القاهرة شاهدة على عملية الزحف الكبير للمناصرين الجزائريين نحو نهائيات كأس أمم إفريقيا عام 2019، حيث انطلقت 28 طائرة جزائرية في يوم واحد نحو القاهرة لحضور نهائي أمم إفريقيا، وهي تقل أكثر من 4800 مشجع.
غير أن شغف المدرجات دفع بالعديد من الوكالات السياحية الجزائرية في التفكير بتنظيم رحلات برية بأسعار معقولة، تتحدى طول المسافة بين ياوندي والجزائر العاصمة، التي تبلغ حوالي 4 آلاف كيلومترا.
وتم الإعلان فعلا عن برمجة تلك الرحلات من الجزائر، مرورا بالنيجر ثم نيجيريا ومنها إلى الكاميرون، في رحلة تدوم 30 ساعة على متن حافلات جماعية، بسعر 500 يورو للفرد الواحد غير شاملة لمصاريف الإقامة.
لكن هذا المشروع سرعان ما تبدد، إذ أكد رئيس الفدرالية الوطنية للسياحة سعيد بوخليفة، أن تنظيم مثل هذه الرحلات يعد “مجازفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بسبب الأوضاع الصحية والأمنية التي تواجه القارة”.
وقال بوخليفة لموقع “الجالية”: “بأي حال من الأحوال، فإن السلطات لن ترخص للقوافل بعبور الحدود البرية الجزائرية، فحتى لو وافق المناصرون على تحدي الظروف الطبيعية وتكبد عناء السفر، فإن السلطات لن تسمح أبدا بخروج تلك الحافلات عبر الحدود البرية”.
ويبقى السفر جوا هو الحل الوحيد المتاح أمام المشجعين، وهو الآخر يواجه صعوبات وتعقيدات، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار التذاكر، وقال بوخليفة: “هناك فرصة للسفر بالطائرة، لكنها محددة جدا مقارنة بحجم الطلب”.