أصاب 53 مليونا والعدد يتضاعف بسرعة.. أميركا تُطبّع مع فيروس كورونا خلال 2022
كتبت/ نواهل سليمان
مع حلول فصل الربيع، سيصل حجم الوفيات نتيجة الإصابة بفيروس كوفيد-19 بين الأميركيين إلى مليون شخص. ولم تعرف الولايات المتحدة على مدار تاريخها هذا الرقم الضخم من الوفيات على الرغم من الحرب الأهلية الضروس بين شمالها وجنوبها منتصف القرن الـ19، والمشاركة في الحربين العالميتين خلال النصف الأول من القرن الـ20.
ولكن مع بدء عام 2022 وسط انتشار واسع للفيروس ومتحوره الجديد “أوميكرون”، يتوقع كثير من المواطنين والمتخصصين أن يتأقلم الأميركيون مع المعيشة إلى جوار كورونا.
وعلى الرغم من ارتفاع الإصابات والوفيات خلال الأيام الأخيرة من 2021، يبدو أن الولايات المتحدة ستحقق نجاحا في معركتها ضد فيروس كورونا خلال 2022 على نحو تعكسه الأسئلة والأجوبة التالية:
أدوية تتيحها شركة فايزر لمواجهة تأثيرات الإصابة بفيروس كورونا (وكالة الصحافة الأوروبية)
ما رأي خبراء الصحة العامة في ارتفاع نسب الإصابة حتى بين الملقّحين؟
يرى خبراء في الصحة العامة أن الولايات المتحدة بدأت أخيرا تكسب معركتها ضد فيروس كورونا بسبب سلاح واحد وحصري، وهو اللقاحات.
وأثبتت اللقاحات فعالية كبيرة، حيث تكشف بيانات جمعتها صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) أن أكثر من 90% من المرضى الذين يتلقون العلاج داخل المستشفيات بسبب إصابتهم بفيروس كورونا أو متحوره أوميكرون لم يتلقوا اللقاح.
وخلال الأسابيع الأخيرة، ارتفعت الإصابات بأوميكرون، لكن مع انخفاض أعداد الداخلين إلى المستشفيات للعلاج من الإصابة بالفيروس، وانخفاض من يحتاجون غرف الرعاية المركزة أيضا.
هل ستتغير حياة الأميركيين رغم الارتفاع الواسع للإصابات؟
مع بداية عام 2022، يتوقع أغلب الأميركيون أن يستقر نمط الحياة بصورة مختلفة عما عرفوه قبل انتشار كوفيد-19. وأصبح ذلك هو الثمن المقبول دفعه للعيش مع فيروس معدٍ ولم يستقر بعد.
ودفع كورونا لتبني الكثير من التحولات التكنولوجية كالتسوق عن بُعد، والعمل من المنزل التي أصبحت في صميم الأنشطة الروتينية اليومية.
وأثبتت خبرة العامين السابقين تلاشي أحلام الأميركيين في العودة للحياة السابقة، وبدؤوا الاستعداد للأنماط الجديدة في حياتهم اليومية والتي أصبحت “طبيعية” بفعل الفيروس.
ويقبل أغلب الأميركيين اليوم عادة ارتداء الكمامات، وإجراء الاختبارات، والاحتفاظ بشهادة التطعيم، والإغلاق في الظروف الاستثنائية.
هل يمكن القضاء تماما على الفيروس في المستقبل؟
تؤكد منظمة الصحة العالمية، أن البشر لم ينجحوا في القضاء على فيروس بصورة كاملة إلا في حالة واحدة استثنائية وهي “فيروس الجدري”، وخلاف ذلك تعايشت المجتمعات مع بقية الأوبئة والأمراض، وأصبح التصور العملي الواقعي أن يتم مواجهة الفيروس ومتحوراته من خلال اللقاحات والأدوية.
ما إجمالي أعداد الوفيات بسبب كوفيد-19 حتى الآن؟
توفي 820 ألف أميركي بسبب الفيروس، وهي النسبة الأكبر بين كل دول العالم، وبلغ متوسط عدد الوفيات يوميا 1160 خلال الأسبوع الأخير من 2021.
وهذا الرقم ضعف ما كان عليه متوسط الوفيات في مايو/أيار الماضي، إلا أنه يمثل كذلك تراجعا كبيرا عن متوسط الوفيات خلال ديسمبر/كانون الأول 2020 ويناير/كانون الثاني 2021 حين بلغ قرابة 3 آلاف وفاة يوميا.
ما متوسط أعداد الإصابات اليومية خلال الأسبوع الأخير من ديسمبر/كانون الأول 2021؟
بلغ متوسط الإصابات اليومي ما يقرب من 232 ألفا، وهو عدد مرتفع جدا سببه الانتشار الواسع والسريع والسهل لمتحور “أوميكرون” خاصة مع حلول الشتاء وأعياد الميلاد واحتفالات العام الجديد.
إقبال كبير على فحوصات كورونا بين الأميركيين مع التفشي الواسع للفيروس في الأسابيع الأخيرة (وكالة الأنباء الأوروبية)
لماذا يهرع الأميركيون لإجراء اختبارات الفيروس، وكم تبلغ نسبة الإصابات؟
صاحب الانتشار السهل لمتحور “أوميكرون” حالة هلع أصابت وسائل الاعلام أولا بعدما تصورت خطأ أن أخطار تفشي الفيروس تلاشت.
وبلغ عدد من أجروا اختبار الفيروس في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي نحو 1.24 مليون شخص، بينهم 190 ألف حالة إيجابية أو ما مقدراه 15.3%، وهي نسبة ارتفعت بمقدار 59% عن متوسط أرقام الأسبوع السابق.
ما أعداد المصابين بالمستشفيات، وكم منهم داخل غرف العناية المركزية؟
تشير بيانات صحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post) إلى وجود أكثر من 76 ألف مصاب في الأسبوع الأخير من ديسمبر/كانون الأول 2021 بالمستشفيات بسبب تداعيات مرتبطة بكورونا، منهم 16.739 في غرف العناية المركزة، أو ما نسبته 21.8%.
كم عدد الأميركيين ممن تلقوا اللقاحات؟
بنهاية 2021 يكون 62% أو نحو 203 ملايين أميركي قد تلقوا اللقاح، وهي نسبة محدودة بين الدول الغربية المتقدمة، ويرجع ذلك لتسييس قضية اللقاحات من جانب الديمقراطيين والجمهوريين، وعدم مركزية نظام الرعاية الصحية، وانتشار نظريات المؤامرة المشككة في اللقاحات.
واستهلك الأميركيون قرابة 501 مليون جرعة لقاح طبقا لبيانات جامعة جون هوبكنز، وجاءت ولاية فيرمونت (تصوت للديمقراطيين) الأولى بنسبة تلقيح بلغت 77% في حين جاءت ولاية أيداهو (تصوت للجمهوريين) في قاع الولايات بنسبة تطعيم بلغت 46% فقط.
هل تشير الأرقام إلى تراجع أعداد الإصابات بالفيروس؟
على العكس، فمع تفشي وانتشار “أوميكرون”، ارتفعت نسبة الإصابات بين الأميركيين ممن يخضعون لاختبار الفيروس بصورة كبيرة بلغت 15.3% بعدما كانت النسبة 9.5% في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، و3.2% في مارس/آذار 2021.
ومع ذلك، لا تزال هناك مشكلة واضحة، فحوالي 38% (124 مليون) من سكان الولايات المتحدة لم يتم تطعيمهم بعد. وهذا يترك ملايين المواطنين على المحك، إذ يسمح ذلك للفيروس بمواصلة اختراق مناطق جديدة خاصة الولايات التي تنخفض فيها نسبة متلقي اللقاحات.
كيف يمكن تصور مستقبل الإصابات بفيروس كوفيد-19؟
يُشبّه المختصون مصير فيروس كوفيد-19 بفيروس الإنفلونزا المعروف والمنتشر حول العالم. والذي يصيب ما بين 9 إلى 40 مليون شخص سنويا في الولايات المتحدة وفقا لتقديرات مركز السيطرة على الأمراض.
ويضطر ما بين 140 ألفا إلى 810 آلاف لدخول المستشفيات، في حين تقتل الأنفلونزا ما يقرب من 61 ألف أميركي سنويا.
ما نسب وأعداد الإصابة بفيروس كوفيد-19 حتى نهاية 2021؟
تقدمت الولايات المتحدة على كل دول العالم في إجمالي أعداد الإصابات بفيروس كوفيد-19، وتشير بيانات جامعة جون هوبكنز إلى تسجيل 53 مليون إصابة بالفيروس بين الأميركيين، وهو ما يعني نسبة إصابات بلغت 16.4%.