من يقوم ببرمجة المستقبل؟.. إستراتيجية روسيا للتقدم في مجال التكنولوجيا
كتبت/ ليا مروان
استطاعت البلدان النامية تدارك التخلّف التكنولوجي الذي عانت منه القرن العشرين، ومواكبة منافسيها بفضل الطفرة الرقمية التي شهدتها السنوات الأخيرة. ولم تعد الابتكارات والتقنيات المتطوّرة حكرا على الولايات المتحدة وأوروبا.
التطور الرقمي في روسيا
يكتسب السباق الرقمي في روسيا زخمًا في مجموعة متنوعة من القطاعات. ويقول تقرير نشره موقع “نيوز. روي” (news.ru) الروسي إن الشركات التجارية الروسية خاضت منافسة شرسة في قطاع الإنترنت المتنقل والمنزلي، وخدمة البث التلفزيوني الرقمي، والخدمات المصرفية والتأمين عبر الإنترنت.
وارتأت السلطات رقمنة مصرف “سبيربنك” عندما كان جيرمان غريف على رأس وزارة التنمية والتجارة، فضلا عن إنشاء وزارة للتنمية الرقمية عام 2008 لتعزيز هذه الجهود. وعلى هذا النحو، تمت رقمنة جميع الخدمات البيروقراطية.
طوّرت روسيا منصة كاملة لقطاع تكنولوجيا المعلومات وأطلقت عليها اسم منصة “التطور الرقمي” بناء على مشروع غير ربحي يسمّى “روسيا بلد الفرص”. ومن أجل إنجاحه لابد من توفر عدد من العوامل، أهمها تعيين نخبة من المبرمجين إلى جانب ضرورة توفر العملاء والمستثمرين المغامرين. وقد طُبّقت إستراتيجية مماثلة بوادي السيليكون الذي يعد موطن عمالقة تكنولوجيا المعلومات الحديثة.
الهاكاثون
في الوقت الراهن، تُستخدم أساليب حديثة لتدريب فرق المبرمجين أبرزها الهاكاثون، وهو حدث يجتمع فيه مبرمجو الحاسوب وغيرهم لتطوير البرمجيات.
وعادة ما تجتمع عدة فرق من المبرمجين في مكان واحد لعدة أيام لإنجاز مهام محددة. الفترة الأخيرة، وبسبب القيود المفروضة جراء جائحة كورونا، أصبحت جميع الاجتماعات تُعقد عن بعد.
وخلال هذه الاجتماعات، يتعين على هذه الفرق الخروج بفكرة في غضون يومين أو أربعة، وكتابة كود برمجي وتقديم عرض أولي لمنتج شبه نهائي يثير اهتمام عميل محتمل.
وتُعقد العديد من اللقاءات من هذا النوع للتطرق إلى مواضيع الساعة، ومن بين ما طُرح هذا العام تطوير منصة إقراض عقاري قائمة على البلوكشين.
فاز بالمركز الأول فريق مطوري إيزي تشاين (EasyChain) الذي يمتلك خبرة في برمجة البلوكشين الصناعية، وتلقى استشارات وتدريبا في هذا المجال.
وكان المركز الثاني من نصيب فريق “بروفيدتسي” التابع لشركة “إنتيس تليكوم” التي يديرها أندري إنساروف. دخلت هذه الشركة الناشئة سوق خدمة الرسائل القصيرة عام 2009، واستطاعت بفضل برنامجها الخاص الانضمام إلى صفوف الشركات الرائدة في بريطانيا والاتحاد الأوروبي. ويعود الفضل في ذلك إلى تعزيز إنساروف خدماته بالأسواق الأوروبية والآسيوية، والمشاركة في المعارض المتخصصة.
انتقلت الشركة إلى لندن للحصول على موطئ قدم بأوروبا ومنافسة عمالقة سوق خدمات الاتصالات. ولتحقيق غايتها، أطلقت نسخة مبتكرة من خدمة الرسائل القصيرة تحت اسم “كلي كو” (cli co) العام الماضي، قُُدمت في المؤتمر العالمي للجوال عام 2021.
وتعتبر “إنتيس” خير مثال على نجاح فريق من المبرمجين في تطوير شركة إقليمية صغيرة إلى عالمية تحقق إيرادات سنوية بالملايين.
ورغم أن موضوع الرهون العقارية ليس من ضمن اهتماماتهم، تمكن فريق “بروفيدتسي” من تطوير وتقديم منصة بلوكشين تضمن التفاعل بين جميع المشاركين بسوق القروض العقارية، بما في ذلك المشترون والبائعون والبنوك.