تايم: 2021 كان عام الأزمات المناخية لكن التكنولوجيا تتيح بصيصا من الأمل
كتبت/ ليا مروان
عاودت انبعاثات الكربون نشاطها عالميا بقوة هائلة بعد تراجع مرتبط بجائحة كوفيد-19 عام 2020، وبدت الكوارث تحل على العالم بلا هوادة طوال فصل الصيف بدءا من الفيضانات بغربي أوروبا والصين وانتهاء بحرائق الغابات في سيبيريا والغرب الأميركي.
ومع أن قادة العالم أحرزوا بعض التقدم في قمة المناخ “كوب 26” (COP26) بغلاسكو الإسكتلندية؛ فإن التزامهم الجديد بخفض الانبعاثات بالكاد كان كافيا لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.
وبالرغم من ذلك، فقد بدأ أفراد ومنظمات وحكومات أيضا بالتكاتف للتصدي لحالات الطوارئ المناخية. ومن غير الواضح ما إذا كان هذا الزخم سيؤدي إلى إحداث تغييرات جذرية يحتاجها العالم للتخلص سريعا من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ومع ذلك فثمة تقدم يتحقق بفضل الاتفاقيات الدولية والإنجازات التكنولوجية.
أليخاندرو دي لا غارزا مراسل مجلة “تايم” (TIME) الأميركية في نيويورك؛ استعرضت في تقرير له جانبا من أهم التطورات التي حدثت في مجال المناخ خلال العام الماضي، وأهمها:
تسريع كهربة السيارات
لطالما كان يُنظر إلى شركات صناعة السيارات التقليدية على أنها عقبة أمام مكافحة ظاهرة تغير المناخ حيث ظلت محركات الشاحنات والسيارات مسؤولة عن 20% تقريبا من انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة.
ولكن بالنظر إلى الوراء، سنجد أن شركات صناعة السيارات -مثل “جنرال موتورز” (General Motors) و”مرسيدس بنز” (Mercedes-Benz)- تنافست خلال السنة الماضية مع بعضها البعض لتحقيق وعود بكهربة منتجاتها واستثمرت مبالغ كبيرة في المركبات التي تعمل بالبطاريات.
وقد عرضت شركة “فورد” (Ford) نسخة كهربائية من سيارتها “بيك آب طراز إف-150” (F-150 Pickup) الأكثر شعبية، بينما واصلت شركة “تسلا” (Tesla) لصناعة السيارات الكهربائية المضي قدما بتسجيل أرباح ربع سنوية قياسية.
طفرة في الطاقة الخضراء
تعد الرياح إحدى أفضل وسائل إزالة الكربون في العالم، وبخاصة لتزويد المناطق الساحلية المكتظة بالسكان بالطاقة مثل الساحل الشرقي لأميركا. ولم تتمكن الولايات المتحدة سوى من بناء القليل من التوربينات اللازمة لذلك، حتى مع بدء إنتاج كميات مهمة من الطاقة الريحية في أوروبا والصين خلال العقود الأخيرة.
وفي هذا العام، صادقت الولايات المتحدة على بناء أول محطة كبيرة لتوليد الطاقة من الرياح، ويتوقع إقامة الكثير من مثل هذه المشاريع في السنوات القادمة.
سحب الكربون من الهواء
بدأ تشغيل أكبر منشأة لسحب غاز ثاني أوكسيد الكربون من الجو وتخزينه بشكل دائم تحت الأرض في آيسلندا بسبتمبر/أيلول الماضي. وتعمل هذه المحطة بالطاقة الحرارية الجوفية، وهي قادرة على تصفية 4 آلاف طن من ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي سنويا.
ويبدي العديد من خبراء البيئة حذرهم من الاستثمار في مثل هذه المشاريع نظرا لصغر حجمها؛ إذ يستلزم الأمر مشاريع قادرة على تصفية مليارات الأطنان من غاز الكربون.
ويقول هؤلاء إن من الأفضل تسخير موارد محدودة في بناء محطة لتوليد طاقة متجددة وتخزينها لتحل محل الوقود الأحفوري. بيد أن خبراء آخرين يرون أن تطوير وسائل قادرة على سحب الكربون من الجو ستثبت أنها تقنيات لا غنى عنها لتحقيق التوازن في الانبعاثات الناجمة من وسائل الشحن البحري والنقل الجوي.
طفرة في تصنيع البطاريات
لفتت شركة “فورم إنرجي” (Form Energy) الأميركية الأنظار خلال عام 2021 بعرضها بطارية من نوع “حديد-هواء” (iron-air) في يوليو/تموز الماضي، وهي بطارية جديدة تهدف إلى تخزين الكهرباء الناتجة من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح.
ورغم أن هذا النوع من البطاريات ثقيل جد على السيارات الكهربائية إلا أنه قد يحدث تغييرا في قطاع شبكات الكهرباء. والبطارية مصنوعة من كرات حديدية بكميات وفيرة وبتكلفة إنتاج زهيدة.
وإذا حققت هذه البطاريات نجاحا -كما تدعي شركة فورم إنرجي المصنعة لها- فإنها ستوفر طريقة بتكلفة معقولة لتخزين طاقة متجددة من الكهرباء وإطلاقها عندما لا تسطع الشمس أو عندما لا تهب الرياح مما يجعلها مجدية ماليا في التخلص تدريجيا من محطات توليد الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري.
أجل جديد للتخلص من الفحم
لم يكن العديد من المراقبين راضين عن مخرجات قمة المناخ “كوب 26” التي حققت مع ذلك بعض النجاحات. ومن النتائج البارزة التي تمخضت عن المؤتمر اتفاقية بين أكثر من 40 دولة للتخلص التدريجي من الطاقة التي تستخدم الفحم، وهي من أسوأ أسباب التغير المناخي عالميا.
ولم توقع البلدان الرئيسة المسؤولة عن إصدار أكبر قدر من الانبعاثات -كالولايات المتحدة والصين- على الاتفاقية التي يقول خبراء إنها تعطي الدول مهلة زمنية في التخلص التدريجي من طاقة الفحم.
ربط الأسباب بالنتائج
ظل فريق من العلماء الدوليين عاكفين طيلة السنوات الماضية على تحسين النسق الذي يحدد دور التغير المناخي في الأحوال الجوية القاسية بوتيرة أسرع من أي وقت مضى.
واستغرق الأمر 9 أيام من فريق يقوده علماء مناخ أوروبيون لإثبات أن موجة الحر القاتلة غير المسبوقة التي ضربت الشمال الغربي من أميركا الشمالية الصيف الماضي ما كان لها أن تحدث تقريبا لولا التأثيرات الناجمة من انبعاث غازات الاحتباس الحراري.