بين إلغاء الحفلات وتشديد القيود.. كورونا يرخي بظلاله على احتفالات العام الجديد

ألغيت احتفالات العام الجديد في أنحاء العالم أو قلصت، بعدما ألقت الإصابات القياسية بفيروس كورونا بظلالها على أجواء الاحتفال للعام الثاني على التوالي، إذ تفصل العالم ساعات قليلة على بدء عام جديد، في ظل فرض الكثير من دول العالم قيودا صارمة للحد من الموجة الوبائية الجديدة.

إذ بدأ العام الجديد بالفعل في نيوزيلندا في أقصى الجزء الشرقي للكرة الأرضية في أجواء هادئة دون العرض الرسمي للألعاب النارية في مدينة أوكلاند، في حين تعهدت أستراليا ببدء الاحتفالات العالمية بإقامة عرض ألعاب نارية مبهر تنعكس أضواؤه على ميناء سيدني -كبرى مدن أستراليا- الذي تطل عليه دار أوبرا سيدني الشهيرة. وخلافا للحدث الذي أُقيم دون جمهور العام الماضي، حضر عشرات الآلاف في العرض الذي أقيم في سيدني.

ولن يكون هناك أي عرض بمناسبة نهاية العام الحالي عند الكثير من المعالم الشهيرة في العالم، إذ ألغت باريس العرض السنوي فوق قوس النصر، في حين ألغت لندن عرض الألعاب النارية فوق ساعة بغ بن، كما ألغته ماليزيا فوق برجي بتروناس في كوالالمبور.

تايمز سكوير

ومن المنتظر أن تهبط الكرة الذهبية في ميدان تايمز سكوير الشهير في نيويورك، لكن الحشود التي تتجمع هناك عادة للاحتفال بقدوم العام الجديد سينخفض عددها إلى الربع، مع مراعاة وضع الكمامات وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي وتقديم شهادة تثبت تلقي اللقاح المضاد لكوفيد-19.

وأوصت السلطات الصحية الأميركية -أمس الخميس- بتجنّب السفن السياحية، موضحة أن “خطر الإصابة بكوفيد-19 على متنها مرتفع جدا”، حتى بالنسبة للأشخاص الملقحين.

وألغت السلطات في كوريا الجنوبية المراسم التقليدية لقرع الأجراس في منتصف الليل للعام الثاني، وأعلنت تمديد إجراءات التباعد الاجتماعي المشددة لأسبوعين لمواجهة زيادة مستمرة في الإصابات.

وفي الصين حيث ظهر فيروس كورونا لأول مرة في نهاية 2019، سادت حالة من التأهب الشديد، إذ فرضت مدينة شيان إجراءات إغلاق، وألغت مدن أخرى احتفالات العام الجديد، ومنها العرض الضوئي السنوي على طول نهر هوانغبو وسط مدينة شنغهاي الذي عادة ما يجذب مئات الآلاف من المتفرجين.

وفي تايلند، سمحت السلطات بمواصلة حفلات ليلة رأس السنة وعروض الألعاب النارية، وإن كان ذلك من خلال تدابير أمنية صارمة، كما ستبث صلاة ليلة رأس السنة الجديدة عبر الإنترنت.

وأما إندونيسيا، فقالت الشرطة إنها ستغلق 11 شارعا تزدحم عادة بالمحتفلين ليلة العام الجديد في العاصمة جاكرتا، ومنعت ماليزيا التجمعات الكبيرة في أنحاء البلاد وألغت عرضا للألعاب النارية في كوالالمبور.

اليابان والهند

وحث رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا -عبر قناته الرسمية على يوتيوب- السكان على وضع الكمامات في الحفلات وخفض أعداد الحاضرين، ومنع حي شيبويا الترفيهي الشهير في طوكيو من حفلات نهاية العام.

وبدأت السلطات الهندية تشديد القيود أمس الخميس لمنع التجمعات الكبيرة بمناسبة احتفالات نهاية السنة، إذ فرضت حظر تجول ليليا في كافة المدن الرئيسية، وأمرت المطاعم بخفض عدد العملاء.

وفي كندا، أعلنت مقاطعة كيبيك شرقي البلاد فرض حظر تجول ليلي مجددا اعتبارا من الساعة العاشرة ليلا حتى الخامسة صباحا، وذلك بعد تسجيل المقاطعة عددا قياسيا من الإصابات بسبب الانتشار السريع لمتحورة أوميكرون في كندا. وفرضت مقاطعات عدة في كندا مؤخرا قيودا أكثر تشددا على التجمعات، وأخرت عودة الطلاب إلى المدارس بعد عطلة عيد الميلاد.

لكن جنوب أفريقيا -التي رصدت فيها أولى الإصابات بالمتحور أوميكرون في آخر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل- أعلنت عن إحدى المفاجآت الطيبة هذا العام، قائلة إن موجة المتحور انحسرت دون أن تسبب زيادة ضخمة في الوفيات، ورفعت السلطات على نحو مفاجئ حظر التجول الليلي مما يتيح الاحتفال بالعام الجديد.

ورغم الموجة الوبائية الحالية، فإن احتفالات ريو دي جانيرو في البرازيل أبقيت، وهي تجمّع عادة 3 ملايين شخص على شاطئ كوباكابانا.

الدول الأوروبية

وفي أوروبا أكثر قارات العالم تضررا بالموجة الجديدة، أغلقت السلطات الفرنسية الملاهي الليلية اليوم وعلى امتداد أسابيع مقبلة، وفرضت سلطات باريس وضع الكمامة في الشارع.

وفي اليونان، ستغلق الحانات والمطاعم عند منتصف الليل، لكن سيسمح لها بفتح أبوابها ليلة 31 ديسمبر/كانون الأول الحالي حتى الساعة الثانية صباحا.

وفي إسبانيا، ألغيت الاحتفالات في معظم المناطق. ولن تقيم 9 من المدن العشر الأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد احتفال “الكامباناداس”، وهو قرع الأجراس عند حلول العام الجديد، وحدها مدريد حافظت على الاحتفال ضمن حد أدنى من المراسم في ساحة بويرتا ديل سول الشهيرة، بحضور محدود قدره 7 آلاف شخص، ومع وضع الكمامة، وذلك مقابل 18 ألفا في عام 2019، أي قبل ظهور الجائحة.

وفي ألمانيا، ستبقى الملاهي الليلية مغلقة ليلة رأس السنة، وقد حذر وزير الصحة كارل لوترباخ من أن القيود الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي “لن تكون كافية” في مواجهة أوميكرون الذي يتوقع أن يسبب “ارتفاعا حادا” في عدد الإصابات في الأسابيع المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى