كيف تشاركين صور طفلك بأمان على منصات التواصل الاجتماعي؟
كتبت / ميثاء راشد
تفرض علينا وسائل التواصل الاجتماعي بصورة أو أخرى أن نشعر بالحاجة إلى مشاركة كل شيء عن حياتنا الشخصية، لا سيما حينما يتعلق الأمر بالأطفال، ورغم الحرص الشديد من بعضنا على عدم نشر صور أطفالهم على منصات التواصل، فإن كثيرين يستسلمون لمشاركة أصدقائهم صور أطفالهم في المناسبات واللحظات السعيدة.
وفقًا لاستطلاع رأي سابق، فإن 84% من الأمهات و70% من الآباء يشاركون صور أسرهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الآباء يرغبون في مشاركة الصور، بما في ذلك توثيق الذكريات السعيدة عبر الإنترنت. كما تقلل مشاركة تلك الصور من مشاعر الوحدة التي قد يمر بها كثيرون في الأوقات الصعبة.
ومع ذلك، فإن مشاركة صور طفلك على وسائل التواصل الاجتماعي تنطوي على بعض المخاطر، لذلك عليك تعلم كيفية القيام بذلك بأمان لطفلك.
مخاطر نشر صور طفلك
لا تقتصر المخاطر على نشر صور طفلك فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن نشر كل معلومة تخصك يشكل خطرا بنسبة ما.
ولكن لأن الأطفال يحتاجون إلى عناية خاصة، فينبغي معرفة أن مشاركة صورهم تعني إنشاء بصمة رقمية لطفلك، التي يمكن أن يكون لها آثار سلبية بما في ذلك فقدان الخصوصية وعمليات الاحتيال المالية والإحراج المحتمل لأطفالك في المستقبل.
خطر سرقة الهوية
شارك العديد من الآباء معلومات سرية عن أطفالهم عن غير قصد في أثناء مشاركة الصور على وسائل التواصل الاجتماعي. أدت هذه المشاركة في بعض الأحيان إلى سرقة بيانات الهوية للطفل والأبوين.
نشر الصور من دون أن ندري يكشف عن هوية الطفل والاسم الكامل وتاريخ الميلاد والمدينة، إلى جانب ربط هذه المعلومات بالمعلومات الشخصية للوالدين، وهو ما قد يؤدي -في عالم شبكة الإنترنت المظلم- إلى تعرض الأسرة للابتزاز أو السرقة.
يصعب إزالتها
عند مشاركة الصور على الإنترنت، يكون من الصعب محوها تمامًا. حتى بعد حذفها من حسابك، فربما تمت مشاركة الصورة من قبل أشخاص آخرين أو حفظها من قبل الأصدقاء أو حتى الغرباء.
وبمجرد نشر صورة لطفلك حتى إذا قمت بحذفها بعد 10 ثوانٍ، فهناك بالفعل احتمال أن يكون شخص ما قد أساء استخدامها.
تقول المعالجة النفسية للأطفال جيسيكا فاندروير “يمكن أيضًا أن يؤدي وضع صورة مع معلومات التعريف على الإنترنت إلى تعريض طفلك لخطر الابتزاز، بالإضافة إلى الصور التي تتم مشاركتها وتغييرها لاستخدامها في المواد الإباحية المتعلقة بالأطفال”.
الشروط الخفية
تحتوي العديد من مواقع التواصل الاجتماعي على بنود مخفية في الشروط والأحكام الخاصة بها، إذ تمنحها حقوقًا على المحتوى الذي تشاركه على منصاتها. وهذا يعني أنه عندما تنشرين صورة لطفلك فإنك تسلمين ملكية الصورة إلى مالكي المنصة، ولذلك يمكنهم استخدام الصورة بالطريقة التي يرونها مناسبة، وهذا بالطبع بفضل موافقتك المسبقة على شروطهم.
كيف تشاركين صور طفلك بأمان؟
على الرغم من أن بعض الخبراء ينصحون بعدم ذلك تمامًا، فإن هناك العديد من النصائح والحيل لمساعدتك على مشاركة صور طفلك بأمان. وفي ما يلي بعض النصائح لمساعدتك:
تحققي من إعدادات الخصوصية الخاصة بك
سواء كان ذلك على فيسبوك أو إنستغرام أو تويتر، فالأفضل استخدام إعدادات الخصوصية الأكثر صرامة التي توفرها هذه الحسابات في أي مكان تشاركين فيه صور طفلك.
اكتبي بوضوح في المنشور أنك لا تريدين مشاركة صور طفلك من قبل الأصدقاء، ويجب عليك أيضًا تذكيرهم بأنه من المهم طلب إذنك قبل حفظ أو مشاركة أي صور لطفلك.
ضعي في اعتبارك أن بعض المنصات تسمح لك بتعيين إشعارات أو إذن لوضع علامات على صورك أو مشاركتها، وإبلاغك إذا قرر أحدهم حفظ الصورة بالطريقة التقليدية أو بطريقة “التقاط صورة للشاشة” (Screen shot).
إيقاف تشغيل البيانات الوصفية
تأكدي أن الصورة لا تتضمن خاصية تحديد الموقع الجغرافي أو التاريخ، أو حتى الإشارة إلى أسماء حسابات أخرى أو ذكرها (Tag/ Mention)، قد تفشي أي أسرار أو معلومات خاصة عن أسرتك.
تحققي من إيقاف خاصية تحديد الموقع الجغرافي بانتظام، لأن تحديثات البرنامج قد تكون افتراضية لمشاركة البيانات الوصفية.
احذري من نشر البيانات
قد لا تنتبهين إلى وجود اسم مدرسة طفلك أو مكان التدريب الخاص بالرياضة أو المواهب، أو أن تحتوي صورة مشروع فني لطفلك على اسمه بالكامل.
تذكري أن أي شخص يخطط لابتزاز الأسرة أو تهديد أمنها لا يحتاج سوى جمع بعض المعلومات اليسيرة من هنا وهناك لتحقيق هدفه.
احصلي على الإذن من طفلك
إذا كان طفلك في سن يمكّنه من فهم صوره التي يتم مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، فمن المهم أن تطلبي إذنه أولا، فأنت بحاجة إلى احترام قراره.
اسألي طفلك عن المكان والصورة التي يفضل نشرها، والتعليق المناسب الذي يحب أن يضاف إلى الصورة.
الامتناع عن نشر صور بها أطفال آخرون
عند مشاركة صور طفلك، لا تضعي في اعتبارك فقط خصوصية طفلك، بل ضعي في اعتبارك خصوصية الأطفال الآخرين. وبالتالي، يجب عدم مشاركة أي صور مع أطفال آخرين بداخلها من دون إذن والديهم.
اقرأي سياسات الخصوصية
عند مشاركة صور طفلك على وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن تتجنبي المواقع التي تحتفظ بالحق في استخدام صورك بأي طريقة تريدها. يمكنك عادةً العثور على هذه المعلومات في بنود وشروط الموقع.
لا تسمحي بالتنمر
لا تقبلي أبدا أن يقوم الأصدقاء بالتنمر أو السخرية من طفلك، ولو على سبيل المزاح، واحرصي أيضا أن تكون مشاركة الصور بين الأصدقاء فقط وليس العامة.
حتى لو كان هدفك نشر صور أو قصص مضحكة لأطفالك، يجب أن تضعي في اعتبارك التأثير طويل المدى عليهم في المستقبل.
يمكن أن يؤدي التأثير النفسي للإفراط في مشاركة أحد الوالدين إلى شعور الطفل بالحرج، ويمكن أن يجعله هدفًا للتنمر، وهو ما يكون له أثر سلبي على صحته العقلية وحتى الشعور بالأمان في العلاقة مع أحد الوالدين.