كيانو ريفز بطل سلسلة “ماتريكس” الملحمية.. لماذا يشعر بالحزن دائما؟
كيانو ريفز بطل سلسلة “ماتريكس” الملحمية.. لماذا يشعر بالحزن دائما؟
قد يكون لحزن ريفز صلة ببعض أكثر اللحظات إيلاما في حياته، والتي ربما تكون أحد أسباب تحوله من شخصية كوميدية إلى مأساوية.
يعد كيانو ريفز واحدا من أكثر الممثلين شهرة في هوليود، وهو من النجوم القلائل الذين تركت الفجيعة آثارا واضحة في أدائهم التمثيلي، وجعلته يعيش حالة من إعلان الحزن بشكل واضح الآونة الأخيرة. رغم مرور فترة طويلة على ولادة طفلته ميتة عام 1999، ثم مقتل والدتها في حادث سيارة، بعد وفاة الطفلة بسنتين.
فمنذ عامين، وفي مقابلة مع صحيفة غارديان البريطانية (TheGuardian) ربط ريفز بين الحزن الذي يسيطر على شخصيته، وظروف نشأته وحياته الخاصة.
واعترف بأن “فقدان شخص عزيز عليه أثر في تقديمه لشخصية جون ويك” القاتل السابق الذي ينتقم ممن قتلوا كلبه، ويصادف أنه “أحد آخر الأشياء التي ربطت ريفز بزوجته المتوفاة تلك الفترة”.
وأضاف ريفز أنه اكتشف أن “الحزن ممتع للشخصية، وفي الحياة أيضا، لأنه يتعلق بحبك للشخص الذي تحزن عليه، وكلما توهج الحزن فترة أطول، كانت الأجواء من حولك أكثر دفئا”.
وتابع “أنا متمسك بهذا تماما، لأنني أعتقد أن فقدان شخص ظل فترة طويلة قريبا منك، ربما يذكرنا بأن الحياة قصيرة، وأن الحزن والخسارة أشياء تبقى معك وقد لا تزول أبدا، لكنها تصبح مثل المد والجزر”.
من السهل تخيله يمشي على القمر
ريفز (57 عاما) تصفه الممثلة وينونا رايدر، التي عرفته منذ 35 عاما، ومثلت معه في 4 أفلام، بأنه “لطيف”. أما النجمة ساندرا بولوك فتقول عنه “إنه مستمع جيد”. ويصفه لورانس فيشبورن بأنه “متواضع لدرجة تجعل من السهل تخيله يمشي على القمر”. كما وصفته هادلي فريمان، محررة غارديان التي أجرت المقابلة معه، بأنه صاحب “الابتسامة المُدمرة”.
وريفز كندي مولود في بيروت عام 1964 لأم إنجليزية تعمل مصممة أزياء، وأب صيني كان عالما جيولوجيا، ويبلغ طوله أكثر من 6 أقدام بقليل، ويرتدي ملابس داكنة وأحذية قوية دائما.
وقد قدم 68 فيلما خلال 30 عاما الماضية، بلغت إيراداتها أكثر من 3 مليارات دولار في شباك التذاكر. ورغم ذلك كان يُنظر إليه، على مدار العقدين الماضيين، على أنه “شخص وحيد حزين، هناك شيء لا يكشفه، فهو يقول القليل جدا، أو لا يقول شيئا على الإطلاق”. وكانت أشهر صورة التقطت له عام 2010، وهو جالس بمفرده على مقعد في نيويورك، يأكل شطيرة من كيس بلاستيكي.
مسيرة رائعة تزاحمها المأساة
ريفز ممثل حقق مسيرة مهنية رائعة، واشتهر بتنوع أدواره. فهو أسطورة الكيمياء المدهشة مع النجمة ساندرا بولوك في فيلم “سرعة” (Speed) عام 1994، الذي فاز بجائزتي أوسكار، وحقق إيرادات ضخمة في شباك التذاكر. ونجم الحركة في أفلام مثل “المصفوفة” (The Matrix) عام 1999، الذي حصد 4 جوائز أوسكار.
ويحين عرض الجزء الرابع من سلسلته الملحمية في 22 من هذا الشهر. وهو العنيف القاتل في سلسلة أفلام الإثارة “جون ويك” (John Wick) عامي 2014- 2017، ونجم الكوميديا من المتأنق الرائع في “مغامرة بيل وتيد الممتازة” (Bill and Ted’s Excellent Adventure) عام 2020.
غير أن مسيرته تلك لم تأت بدون مأساة شخصية. ففي طفولته، كان ريفز يصعد إلى مترو الأنفاق بمفرده وركوبه حتى النهاية، ولم يكن خائفا أبدا، كان يريد أن يتبع فضوله، كما يقول رايان داغوستينو، ولكن “أحيانا تحدث أشياء سيئة في الحياة، لا يمكن تفسيرها”.
فقد رأى ريفز أناسا يختفون: والده الذي لم يكن موجودا، وطفلته التي لم تولد، وشريكة حياته التي فُقدت في حادث سيارة، وصديقه المقرب ريفر فينيكس الذي فقده عام 1993 وهو بعمر 23 عاما، مما جعل ريفز يشعر وكأنه “ضاع وسط العشوائية القاسية”. تقول بولوك “شاهدت كيف كان ريفز حزينا رغم مرور 30 عاما على وفاة ريفر”.
مصدر الحزن الدفين
قد يكون لحزن ريفز صلة ببعض أكثر اللحظات إيلاما في حياته، والتي ربما تكون أحد أسباب تحوله من شخصية كوميدية إلى مأساوية.
فبعد أن ترك والده العائلة، وريفز لم يزل في الثالثة من عمره، واختفى تماما من حياتهم عندما بلغ الفتى الـ 13 من عمره) تَنّقل مع أخته كيم حول العالم، من أستراليا إلى الولايات المتحدة، قبل أن يستقر في كندا، وهو لم يتخط الـ 16، مما جعله “يميل إلى الشعور بالانفصال، والاكتفاء الذاتي، وربما الرغبة في العزلة والشعور القوي بالاستقلالية” ويصف نفسه “بالتأكيد لدي بعض خصال الغجر بداخلي”.
كان ريفز مهرج الفصل في المدرسة، أحب الرياضة والتمثيل، حتى اكتشف بول آرون (زوج أمه الذي كان مخرجا مبتدئا) موهبته، فترك المدرسة الثانوية قبل التخرج، ليبدأ ببعض الأعمال التلفزيونية المبكرة، تلاها الحصول على أدوار سينمائية عام 1986، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن العمل أبدا، ولم يستطع أن يتوقف عن الحزن أيضا.
فرغم أنه قال، في حديثه مع هادلي فريمان، منذ عامين “أشعر أنني محظوظ حقا، لأنني كنت أعرف ما أريد أن أفعله، مع أن الكثير من الأطفال في هذا العمر لا يفعلون ذلك، لكنني كان لدي طموح إبداعي وفعلته”.
ها هو يعود منذ أيام ليجدد حديثه مع غارديان أيضا عن تمكن الحزن منه، ولكن هذه المرة مع توم لامونت الذي وصف طريقة ريفز في التعبير عن نفسه قائلا “إنه غريب الأطوار، مستمع أولا، ومتحدث ثانيا، اقتصادي وأنيق في كلماته”. بعد أن تحدث معه عن الشعر والحزن، وعن حرصه على الاستفادة القصوى من كل دقيقة، كأنه يريد أن يُسرّع كل شيء؛ وفي ختام حديثه تنهد قائلا “أريد إنجاز أكبر قدر ممكن”.