علماء يقترحون خطة جريئة للغاية لكن مُكلفة لتحويل المريخ إلى كوكب شبيه بالأرض
كتبت/ ليا مروان
للمساعدة في حماية المستعمرات البشرية المستقبلية على المريخ من الشروط المعادية للحياة على الكوكب يقترح فريق من العلماء إعادة تنشيط لمجاله المغناطيسي بشكل مصطنع من أجل البدء في عملية تسمى “إعادة التأهيل الأرضي”.
بحسب موقع Universe Today في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، يعتبر الكوكب الأحمر بين أفضل الكواكب المرشحة للاستعمار البشري، حيث يقع في ما يسمى بالمنطقة “الصالحة للسكن” بالنسبة للمسافة التي تفصله عن الشمس وعن الأرض.
ومع ذلك فإن لهذا الكوكب عيباً كبيراً يتثمل في اختفاء مجاله المغناطيسي منذ فترة طويلة وتعرضه مباشرة للرياح الشمسية وإشعاعاتها المميتة. ففي ما مضي، كان للمريخ مجال مغناطيسي نشط لكنه “مات” بشكل غامض. لذلك، فإن هدف مجموعة الباحثين بينهم علماء من وكالة ناسا هو استعادة هذا المجال المغناطيسي من أجل التمكن من إقامة وجود بشري دائم على المريخ.
وتتضمن العملية العلمية المعروفة باسم “إعادة التأهيل الأرضي” تحويل البيئة الطبيعية لجسم سماوي، مثل كوكب أو قمر صناعي طبيعي، من أجل جعله صالحاً لسكنى البشر. وقال الباحثون في مقال جديد سينشر في مجلةActa Astronautica في كانون الثاني/يناير 2022 إنه “من أجل ترسيخ وجود بشري طويل الأمد على كوكب المريخ، ينبغي النظر بجدية في إعادة تشكيل أرضية له”، أي جعله شبيهاً بكوكب الأرض.
وللحصول على مجال مغناطيسي كوكبي وقائي بدرجة كافية، من الضروري وجود تدفق كبير من الجسيمات المشحونة إما داخل أو حول الكوكب. ومع جفاف المصدر الأول لهذه الشحنات منذ فترة طويلة على سطح المريخ، ينظر الفريق في إمكانية تنفيذ الخيار الثاني. واتضح أنه من الوارد إنشاء حلقة من الجسيمات المشحونة حول المريخ عن طريق استخدام جسيمات قمره المسمى “فوبوس”، وهو أكبر قمرين يمتلكهما المريخ ومداره قريب جداً من الكوكب لدرجة أنه يدور حوله دورة كاملة كل 8 ساعات. ولذلك يقترح العلماء إجراء عملية “تأيين” للجسيمات الموجودة على سطح هذا القمر (أي تحويلها “أيونات” أو أنواع كيميائية مشحونة كهربائياً) ثم تسريعها لإنشاء حاجز بلازما على طول مدار “فوبوس”. وهذا من شأنه أن يخلق مجالاً مغناطيسياً قوياً بما يكفي لحماية المريخ من الإشعاعات.
وهي خطوة جريئة للغاية فضلاً عن كونها قابلة للتحقيق، إلا أنها تطرح عقبات تقنية هائلة، حيث سيحتاج المشروع إلى موارد طاقة هائلة قدرها العلماء تقريباً بكمية الطاقة التي ينفقها البشر على الأرض في عام 2020. وللحصول على هذه الطاقة يجب تركيب عدد كبير من مفاعلات الانشطار النووي على سطح القمر “فوبوس”.