أفضل أفلام الخيال العلمي في فترة كورونا.. 5 أعمال ننصحك بمشاهدتها
كتبت/ ميرا فتحي
هل أفلام الخيال العلمي في زمن كورونا أفضل؟ نحب السينما لأنها تأخذنا إلى عوالم لا نعرف عنها شيئا، إذ تجرفنا بعيدا عن الهموم، فيما تفتح لنا آفاقا تسمح لخيالنا بالتحليق عاليا لنتحرر دون أن نخشى المستحيل وإن كانت أغلبية الأفلام تحقق ذلك وإنما بدرجات متفاوتة، فعادة ما تأتي أفلام الخيال العلمي بالمقدمة كونها بلا سقف يضع حدودا للأفكار كيفما كانت.
وكنتيجة منطقية لكون عالمنا في الأعوام الأخيرة بات أقرب إلى أفلام الخيال العلمي التي اعتدنا عليها -فمن جهة شهدنا وباء فتك بالكثيرين وما زال، ومن جهة أخرى نعايش تغيرات مناخية مرعبة توشك على تغيير الكوكب كما نعرفه- صار لزاما على صناع هذه الفئة ابتكار أفكار تستطيع إدهاش الجمهور متفوقة على كل ما يعيشونه يوميا.
أفضل أفلام الخيال العلمي والفانتازيا
وبالبحث والتقصي وقع اختيارنا على 5 من أفضل أفلام الخيال العلمي في عامي 2020 و2021 التي نجح صناعها بتحقيق تلك المعادلة الصعبة.
الحب في زمن الوباء
ربما يجد البعض اقتران الخيال العلمي بالرومانسية في الأفلام غريبا، فكيف للأعمال التي تستعرض أفكارا أقرب إلى الفانتازيا والروبوتات ونهايات العالم أن تتمحور حول الحب والعلاقات؟ ليأتي فيلم “سمكة صغيرة” (Little Fish) مؤكدا إمكانية تحقيق الفكرة.
فالعمل الكندي الأميركي -الذي صدر بالتزامن مع “عيد الحب” هذا العام وصنفه أغلبية النقاد أحد أفضل أفلام الخيال العلمي لعام 2021- يحكي عن زوجين يجدان نفسيهما في مواجهة مع شيء غامض وغريب يتسبب بفقدان الذاكرة للمصابين، وهو ما تتبعه آثار أكثر خطورة.
فالعازفون ينسون مقطوعاتهم الموسيقية، والصيادون يفشلون في إيجاد طريق العودة للشاطئ، فيما يظل المشتركون بسباقات الجري يفعلون ذلك إلى ما لا نهاية، مما يجعل الكثيرين يقررون التوقف عن العمل، لكن، وعلى الرغم من محاولة الزوجين تجنب الإصابة فإن الزوج يصاب بالوباء بالفعل، فيصبح على الزوجة الدفاع المستميت عن علاقتهما ومحاولة الحفاظ على ذكريات زوجها من الزوال.
الأفلام الخيالية
كوميديا، فانتازيا، دراما، تشويق، وحركة (أكشن) كل ذلك وأكثر شهدناه خلال أحد أفضل أفلام المغامرة والخيال العلمي في السنوات الأخيرة “شاب حر” (Free Guy) الذي لعب بطولته ريان رينولدز وحقق نجاحا كبير بشباك التذاكر مقارنة بالأفلام الشبيهة التي صدرت في ظل كورونا، إذ تجاوزت إيراداته 331 مليون دولار.
حبكة العمل حداثية تماما، فهي تحكي عن رجل يعيش حياة روتينية بحتة بين الذهاب إلى عمله صرافا في أحد البنوك والحديث مع زملائه، دون أن يعرف أنه عالق كإحدى الشخصيات الثانوية في لعبة فيديو شهيرة، ثم فجأة يجد نفسه طرفا في قضية أكبر حين تحاول إحدى البطلات الولوج إلى اللعبة باعتبارها شخصية ما، لإثبات أنها صاحبة فكرة اللعبة الأصلية ومطورتها، وليس الرجل الذي سرقها بهدف الثراء، وأفرغها من معناها.
لكن، ما إن يكتشف حقيقة العالم الافتراضي الذي يعيش فيه حتى يقرر مساعدة الفتاة على الرغم من أن ذلك يهدد استمرار حياته بأكملها، فيتحول بين ليلة وضحاها من شخصية ثانوية إلى بطل يغير مصير أحداث اللعبة لتزداد شعبيته، وسط دهشة جميع اللاعبين وصناع اللعبة أنفسهم.
عالم افتراضي أم مستقبل محتمل؟
في عالم بديل حيث يعيش البشر و”الروبوتات” جنبا إلى جنب تدور أحداث فيلم “لابسيس” (Lapsis)، وخلاله يحاول البطل الاعتناء بشقيقه المريض في ظل كفاحه لتغطية نفقاتهما، مما يضطره للعمل بوظائف مؤقتة، وسط صعوبة الحصول على وظيفة جيدة أمام كل الإمكانات التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي الذي يفرض نفسه على الساحة، وهو ما يدور في إطار يجمع بين الدراما والكوميديا السوداء.
يذكر أن العمل ترشح لجائزة “الروح المستقلة” لعام 2021 لأفضل سيناريو أول، وقد لاقى الفيلم استحسان النقاد الذين أعربوا عن سعادتهم لانتشار أفلام الخيال العلمي ذات الميزانية المنخفضة التي لا تكتفي بالخيال والفانتازيا فحسب، وإنما تفتح مجالا لمناقشة أفكار حقيقية مؤرقة مثلما فعل “لابسيس” بتسليطه الضوء على أضرار الاقتصاد الحالي وما نتج عنه من وظائف وأعمال حرة بات أغلبها محبطا وغير قادر على الاستمرار.
الرهان على أفلام خيال علمي قديمة
بميزانية منخفضة ورهانات مرتفعة قررت أستوديوهات “يونيفرسال بيكتشرز” (Universal Pictures) إعادة بعض كلاسيكيات أفلام خيال علمي ورعب شهيرة للحياة، وفي 2019 وقع الاختيار على فيلم “الرجل الخفي” (The Invisible Man) الذي تخطت إيراداته 142 مليون دولار من إجمالي ميزانية 7 ملايين دولار، وعلى الأغلب ما كان ليحقق أكثر من ذلك كونه أحد ضحايا إغلاق دور العرض بسبب كورونا، إذ لم تتجاوز فترة عرضه الأسبوعين.
وقد حظي العمل بمعالجة معاصرة للحبكة القديمة، فدارت أحداث نسخته الجديدة حول زوجة تتعرض للعنف جسديا ونفسيا من قبل زوجها العالم والخبير بالتكنولوجيا.
ورغم شبه استحالة الفكرة فإنها تفر منه بأعجوبة، قبل أن تُفاجأ بخبر موته، وبدلا من أن تبتسم لها الحياة تبدأ بالتعرض لمواقف مخيفة تشعرها بأن هناك من يتتبعها، ومع أن الأمر يبدو جنونيا لكنها تصر على أن من يفعل ذلك هو زوجها، وأن موته محض خدعة، فهل ستنجح في إثبات ذلك؟
رحلة عائلية تغير مصير الكوكب
ستكونون مخطئين إذا ظننتم أن قائمة كهذه ستخلو من الرسوم المتحركة، فالخيال العلمي طالها أيضا، بل وتألق خلالها، خاصة بفئة أفلام خيال علمي في الفضاء، وأحد أفضل الأمثلة الحديثة في هذا الشأن فيلم “آل ميتشلز ضد الآلات” (The Mitchells vs. the Machines).
الفيلم يحكي عن شابة تحلم بأن تكون مخرجة ذات شأن، وفي الوقت نفسه هي ليست على وفاق مع والدها، لذا تسعد كثيرا حين تُقبل في أكاديمية السينما وتنتظر ساعة رحيلها بفارغ الصبر، غير أن والدها يقرر مرافقة أفراد الأسرة بأكملها للابنة لتوديعها، وكمحاولة أخيرة منه لنسج خيوط الترابط بينهما من خلال رحلة برية بالسيارة.
ما لم يتوقعوه هو أن يواجهوا في طريقهم هجوما من روبوتات تهدد مصير البشرية بأمر من صانعها، وهنا تجد العائلة نفسها مضطرة لإنقاذ العالم والتصدي إلى شر التكنولوجيا وإلا سيؤول حال الكوكب إلى ما لا يحمد عقباه.