بعد شكوى علي ربيع.. أين الكوميديا بالمهرجانات؟

كتبت/ ليا مروان

وسط فعاليات حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ43 على مسرح دار الأوبرا المصرية، فوجئ الحضور بمشهد غير تقليدي جمع بين الفنانين خالد الصاوي وعلي ربيع، يمس مكانة الأفلام الكوميدية.

في بداية المشهد تحدث خالد الصاوي عن أهمية التنوع والاختلاف وحكمة الخالق في التنوع، وقال: “تخيلوا معي إذا كانت الحياة كلها بلون واحد.. مائدة الطعام كلها صنف واحد.. الطيور طير واحد.. أيام الأسبوع واحد”.

 بعدها دخل المسرح الفنان الكوميدي علي ربيع إلى جانب الصاوي، ليشكو تجاهل المهرجانات له وللأفلام الكوميدية؛ فرد عليه الصاوي موضحا مواصفات الأفلام المناسبة للمهرجانات، وطريقة توزيع الجوائز على صناع العمل.

ينتهي المشهد لكنه يترك مساحات واسعة من التأويل، وتساؤلات بشأن ما يقصده صناع المهرجان في حديثهم عن التنوع؟.

وطُرح بقوة سؤال جوهري: لماذا لا تجد الأفلام الكوميدية مكانا على خريطة المهرجان منذ انطلاقه عام 1976، رغم شعبيتها، إلا قليلا؟.

نوعية القضايا

ويقول المخرج فخر الدين نجيدة، لموقع “الجالية”، إنه “لا يذكر وجود عمل كوميدي في المسابقة الرسمية للمهرجان، حتى لو كان ضمن الأفلام المعروضة في المهرجان”.

ويفسر ذلك بأنه “يبدو أن المهرجانات لا ترى في الكوميديا فنا يستحق التأمل والنقاش حول القيمة ومدى استحقاقها لنيل جائزة، وتعتقد أن الاختيار يكون بين أفلام التراجيديا والتي ربما تثير الجدل، ولها رد فعل جماهيري، كقضية سياسية أو حدث حقيقي”.

ويضرب مثلا بأن الممثل الكوميدي شارلي تشابلن حصل على جوائز مرة واحدة في تاريخه، وكانت من النقاد، وجاءت نظرا لقيمته الاستثنائية.

ويبدو الناقد الفني محمد يوسف متفهما لعدم الاهتمام بإشراك الأفلام الكوميدية في المهرجانات، بقوله إن “أفلام الكوميديا ليس مكانها المهرجانات السينمائية؛ لأنها تعتمد على استهداف جمهور يسعى لقتل الوقت، بينما النوعيات الأخرى، ومنها الأفلام الاستعراضية، تستهدف التفاعل الذهني”.

واعتبر أن سببا آخر يكمن في أن “السينما الكوميدية هي في الأساس شعبية؛ فما يضحك في الوطن العربي ليس بالضرورة أن يكون مضحكا للجمهور الأوروبي. هناك شروط عديدة لصناعة فيلم كوميدي يتجاوز الحدود واللغات”.

ومع ذلك، أشار يوسف إلى أن شعبية نجوم الكوميديا أكبر بكثير من زملائهم في الأعمال السينمائية الأخرى، مضيفا: “لذلك نجد عادل إمام أكثر شعبية في الوطن العربي من أحمد زكي مثلا!”.

وبحسب يوسف، فإن “صناعة الكوميديا في مصر تمر بأزمة حقيقة؛ فمنذ فترة ليست قصيرة لا نجد أعمالا كوميدية مميزة، مما يستدعي التكاتف لاستعادة هذا النوع من الأفلام”.

“الكوميديا المرهقة”

يأتي هذا النقاش الذي أثاره مشهد “الصاوي– ربيع” حول علاقة الكوميديا بالمهرجانات السينمائية، مع اختيار فيلم “المسابقة الرسمية” كفيلم الافتتاح، وهو فيلم روائي طويل من إخراج ماريانو كوهن، وجاستون دوبرات، وتمثيل بينيلوبي كروز، أنتونيو بانديراس، وأوسكار مارتينيز.

إلا أن هذا العمل يُصنف باعتباره “كوميديا”. وقد وصفه المخرج، قائلا: “بالنسبة لي طبيعة هذا الفيلم مختلفة؛ فقد قررنا أن نقدم نوعا من الكوميديا غير المريحة.. الكوميديا المرهقة”.

يذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي هو الأقدم في المنطقة، إذ انطلق عام 1976، ويعد واحدا من 15 مهرجانا فقط تم تصنيفهم ضمن فئة “أ” من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى