مشغل الكتابة في أصيلة..نحو طفل محب للإبداع

الجالية العربية-مكتب الرباط

مشغل الكتابة الإبداعية تجربة أريد لها أن تنتمي إلى بيئتها تتلون بلونها تتموج وتنزل بردا وسلاما على صفحات الإبداع الأدبي، هم أطفال مقبلون على اكتشاف إمكانات أخرى للكتابة تختلف عما ألفوه في قاعات الدرس، كيف أمكن ذلك؟ سؤال استنزف وقتا غير يسير تظافرت فيه جهود فاعلين متعددين من ظهر منهم ومن توارى خلف الستار. في آنفة، بدأت التجربة من قاعات المشغل بمكتبة بندر بن سلطان، حيث استأنس الأطفال بكتابات تنمي الذوق وتشحذ الخيال؛ محمود درويش وزكريا ثامر وجبران خليل جبران وآخرون أثثوا فضاء المشغل خلال دورات تصادف العطل المدرسية، هل نودع قلم الإبداع إلى دورة جديدة؟ ما كان هذا موضوعا في الاعتبار، استمر العطاء واستثمار المنجز بأشكال مختلفة، من بينها محطات حدائق الإبداع، التي تعتني بالإبداع وهو ممزوج بالمكان ومنغمس فيه، حدائق محمد عابد الجابري وأحمد عبد السلام البقالي وبولند الحيدري… أين عبر أطفالنا عما فكروا فيه أمام جمهور من ضيوف الحدائق.

 

تأتي الجائحة بكامل حيرتها وألمها أيضا، توارى الأطفال خلف الجدران قصرا لثلاث أشهر طوال، حاولنا في بدايتها ترميم ما يمكن ترميمه ولو عن بعد، تحقق بعض ما طمحنا إليه لكن للحضور ألق لم نعرفه إلا ونحن منفيون لا نتواصل إلا عبر شاشات باردة لا تنقل إلا صدى الكلمات. جاءت الفسحة فعدونا نحوها نعاتب اللون على غيابه ونلتحم بنسيم صيف أصيلة، والمناسبة مهرجان أصيلة في الشق الفني 2020 التشكيلي، شكل الأستاذ مصطفى البعليش والأستاذ عبد الصمد مرون على عجل مسيرة تسافر بين جداريات أصيلة. فشاغب الأطفال بأسئلتهم، عن البداية عن سر اللوحة عن طُرف التعلم… نبتسم حينا وننبهر حينا آخر. والمجموع جداريات موازية توثق بالكلمة وبالمشاعر.

 

بالمدينة القديمة قف ساعة
وشاهد برك ما قد حوت،
ترى فرشاة رقصت بين الأنامل
ترى لوحة خط عليها مربعات
لوحة بها ري النهى، بها روعة الطباق
بين الفك وللسان،
بين الجمجمة والفكر
بين السواد والبياض
تهادنهما باقي الألوان،
ألوان تنبثق منها الحياة
حياة انبثقت من عظام
عظام جعلت الجميع سواء..

الطفل: طه الغربي
يعود الموسم إلى ثوبه، ويعود الأطفال إلى مشغلهم، حيث تولد الرؤى وتتشكل الشخصية المحبة للكتابة والإبداع، بدأ مهرجان أصيلة في موسمه الثاني والأربعين بباقة منتقاة من فنون مختلفة، نحت صباغة موسيقى… وحضر الأطفال بانشغالاتهم وأحلامهم، ستون طفلا وكل طفل فيهم له بصمته الخاصة، مجموعة تخطوا في محراب الخيال بقاعات مكتبة بندر بن سلطان يرشدهم ربان له دراية ببحار الإبداع الشاعر أحمد العمراوي ولفيف أخر يقتنص النص المستحيل يصاحبهم الأستاذ عبد الصمد مرون بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، تبحث عن طائر محمد خير وتطل كشرفة بيت على ما تريد مع محمود درويش:

أطل كشرفة بيت على ما أريد
أطل على الغروب
الشمس غارقة في المياه
الشمس تغرق وتترك ألوانها
الشمس تغرق دون دليل
الطفل: محمد شان البعليش
توج المسار بأكثر من سبعين فائزا بمساحة للكتابة والحلم، لكن لظروف تنظيمية محضة كان لزاما اختيار ثلاث أسماء تقدموا بخطوة أقل عن البقية، وبعد المداولة جرى الاستقرار على طه الغربي كمعبر عن الأسلوب العربي الرزين واللفظ المنتقى بعناية الصائغ، وبسمة أطاع الله التي تميزت بالقدرة على تجسيد الخيال في صورة شخصيات قريبة من أحلامها وانشغالاتها أما خولة طلحاوي فقد تشخص فيها حب الأدب والوفاء له فتراها في المشغل وفية لما تنجزه لا يهدأ لها بال قبل أن ترى علامات الرضى في وجه مؤطريها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى