الدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء: توجيهات الرئيس السيسي في تنفيذ المشروعات تشمل جميع الدراسات المسبقة وبشكل تكاملي

حوار/ محمد نبيل

أكد الدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء ان مصر تعيش مرحله الجمهورية الجديدة الناجحة بكل المقاييس والعوامل لافتا الي ان الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما يوجه لتنفيذ مشروع ما ، فانه يشمل جميع الدراسات المسبقة وبشكل تكاملي ، كاشفا عن التكامل والتناغم الذي اصبح السمة التي تعيشها الوازرات ومؤسسات الدوله عند تنفيذها للمشروعات القوميه العملاقه وباتوا في مناي عن الجزر المنعزلة التي اعتادوا عليها لسنوات طويله ، ولفت في حواره ” للجالية” إلي أبرز مساهمات المركز في مشاريع الدولة خلال الثماني سنوات السابقه لزيادة الرقعه الزراعية كمشروع الدلتا الجديده وغيرها من المشروعات التنمويه في الصحاري المصريه علاوه علي دور المركز في اعداد استيراتيجية التصحر خلال العشر السنوات القادمة ، وكذلك تنمية المراعي الطبيعية والوديان واستكشاف موارد المياه الجوفية والتجارب الرائده في مجال مكافحة الكثبان الرملية كحماية طرق الوادي المعرضه للطمر وترعة الشيخ زايد ، بما يعزز من دور المركز في تحقيق التنمية المستدامة .. وهذا نص الحوار الذي دار معه :

الدلتا الجديدة نقلة نوعية للنهوض بالزراعة المصرية وتوفر 2.2 مليون فدان للزراعة

بداية حدثنا عن الهدف الرئيسي لانشاء مركز بحوث الصحراء ؟
نشأة المركز كانت في عام 1950 لكن فكرة المركز وجدت عام 1930 وهو ما يدل علي أهمية الصحراء المصرية علي مدار التاريخ الحديث في مصر ، وكان الهدف من إنشائه هو الاستفادة من اكثر من 95 % من مساحة مصر التي تمثلها الصحراء ومن هنا كانت فكرة انشاء مركز بحثي معني بدراسة الموارد الطبيعية الموجودة في الصحراء ويشمل بحث الموارد الطبيعية من طبيعة التربة وطبيعة النباتات النامية طبيعيا في هذه المناطق وكذلك الحيوانات التي تعيش في هذه المناطق ، بحيث يجري العمل علي نطاق بحثي يساعد صاحب القرار من اتخاذ القرارات الخاصة بالتنمية المستدامة للمشروعات القومية الكبري في هذه المناطق .

بروتوكول تعاون مع البيئه لحفظ الاصول الوراثيه .. وانشاء بنك جينات قريبا بمطروح

وما هي أبرز انشطة المركز علي أرض الواقع ؟
توجد انشطه للمركز تخلو منها جميع المراكز البحثيه الاخري والجامعات المصريه ، فهناك علي سبيل المثال قسم يهتم بالمراعي الطبيعية خاصة في المناطق الساحلية ( الساحل الشمالي الشرقي والغربي ) بالاضافه الي جنوب مصر ، والتعامل من خلاله مع كل المناطق المطريه وتنميتها
كما نختلف ايضا في تعاملنا مع حصاد مياه الامطار ، والذي يعمل المركز عليه منذ اكثر من عشرين عاما ، من خلال تعظيم الاستفادة من مياه الامطار لخدمة المجتمع الصحراوي كعمل آبار او تطهير للآبار الرومانيه بهدف اعادة ملئها بالمياه في فترة الشتاء
كما تتميز انشطتنا في التعامل في تنمية الوديان من خلال انشاء سدود لحفظ مياه الامطار وترسيبها وحفظها في التربه واستغلالها في تنميه الزراعات البعلية وهو السائد فعليا في الساحل الشمالي الغربيكزراعات التين الشوكي والزيتون والبطيخ وبعض النباتات الطبيه والعطرية

 نعيش مرحلة الجمهورية الجديدة الناجحه بكل المقاييس .. والقيادة السياسيه هي الداعم الاساسي لها

هل توجد انشطة اخري ؟
يعد قسم استكشاف موارد المياه الجوفيه من اهم الانشطه المميزه للمركز لانه الاساس الذي تعتمد عليه المشاريع القائمه علي مياه المياه الجوفيه ويعد بديلا عن تكلفة عمل الابار وذلك من خلال استكشاف طبيعة الخزان الجوفي في المنطقه وتحديد عمق الخزان والملوحة وعليه ياتي قرار الحفر علي اسس علمية سليمة تساهم في التنمية الاقتصاديه الشاملة في هذا الاطار
كما نحاول الان من خلال مركز التميز المصري لتحليه المياه بالمركز علي تصنيع ” النوهاو ” لمحطات التحلية في مصر ؛ وبالتالي توفير العملة الصعبة للبلاد ومواجهة الاحتكار للمساهمة في مشكلة نقص المياه التي تواجهها الدوله المصرية
كما نجحنا من خلال مركز التميز للملوحه في اقلمة النباتات وزراعتها في منطقة سهل الطينه في سيناء من خلال تدريب المزراعين واختيار الاصناف الملائمه والمعاملات الزراعية المثلي
كما انتجنا الصنف فول بلدي 2 والذي تجود زراعته في المناطق الصحراويه ويتميز بالانتاجيه العاليه مما يساهم في سد الفجوه الغذائيه كاحد المحاصيل البقولية .

افتتاح محطة بحثية جديدة بالوادي الجديد يناير القادم علي مساحة 20 فدان.. ونرفع كفاءة جميع المحطات

وماذا عن انشطة قسم الكثبان الرملية ؟
تبدو اهميه هذا القسم في دراسة حركة الكثبان الرمليه وكيفية تلافي اخطارها ، لان بدون هذه الدراسات تتعرض المشاريع القوميه الكبري لمخاطر جسيمه
واشير هنا بان اول تجربه رائده لنا في مجال الكثبان الرمليه كانت في منطقه عرابي في عام 1980 وقومنا بعمل دراسات وتوصيات ثم التنفيذ وحققنا افضل النتائج وتحولت المنطقه من كثبان رمليه الي ان اصبح الفدان فيها حاليا يصل الي ملايين بعد نجاح هذا النموذج واصبحت منطقه شامله من زراعه وطرق وتعليم وخلافه
وفي الوقت الراهن نعالج طرق الوادي الجديد المعرضه للطمر ، كما ساهمنا في حمايه ترعة الشيخ زايد .

حدثنا عن ابرز مساهمات المركز في مشاريع الدولة في الوقت الراهن لزيادة الرقعه الزراعية ؟
أود الاشاره الي ان خلال الثماني سنوات السابقه يساهم المركز في المشاريع القومية الكبري التي تقوم عليها الدولة من خلال الدراسات التي نقدمها في التوسع الافقي والرأسي ، فمنذ تولي الرئيس السيسي القيادة أعلن عن رؤية طموحة لاضافة اكثر من 4 ملايين فدان جديدة للرقعة الزراعية حيث يستهدف مشروع الدلتا الجديدة اضافة مساحة 2,2 مليون فدان يتم خلالها زراعة مليون فدان وقد بدأ بالفعل العمل في اضافة 1.5 مليون فدان من خلال مشروع الريف المصري الجديد والجاري تنفيذه علي قدم وساق في مناطق مختلفة كما نقدم خبراتنا لهذا النموذج العلمي والزراعي الذي يساهم في التنمية المستدامة .
وكذلك نساهم في مشاريع تنمية سيناء – محطة بحر البقر ، والتي افتتحها فخامة رئيس الجمهورية ، فالمحطة تستهدف زراعة 400 الف فدان داخل سيناء ، حيث ظهر دور المركز بارزا في عمل الدراسات اللازمة لها وتحديد أفضل الاراضي الصالحه للزراعه وحاليا المشروع في حيز التنفيذ

كما نعمل الان في 60 الف فدان في سيوه ؛ أحد المشروعات الرائدة في مجال التنمية المستدامة بالتوسع الافقي ، وخصوصا علي حدودنا الغربية في واحة سيوه بالاضافة للمساهمة في مشروع المليون ونصف الفدان ، كما نقدم خبراتنا في التعامل مع الريف المصري كاحد النماذج العلميه والزراعية التي تساهم في التنمية المستدامة في هذه المناطق .

وماذا عن مشروع الدلتا الجديدة ؟

يمثل مشروع الدلتا الجديده نقلة نوعية للنهوض بالزراعة المصرية
، وهناك دور كبير للمركز في تنفيذ دراسات مكثفة للاراضي في المناطق المستهدفة وهي مساحة كبيره تمتد من مشروع مستقبل مصر شرقا الي العلمين غربا والبحيرة والنوبارية شمالا والمهرة جنوبا وبالتعاون مع مركز البحوث الزراعيه والجامعات المصريه وغيرهما من الجهات والمؤسسات الاخري

هل توجد مؤشرات اظهرتها الدراسات تؤكد علي نجاح المشروع ؟
الدراسات التي تم اجرائها خرجت بنتائج جيده وتوكد جميعها علي نجاح المشروع ، فهناك علي سبيل المثال تحييد للاراضي المتدهورة في التصحر بمعني ايجاد بدائل للاراضي التي اصبحت غير صالحة ، كما ان المشروع قريب من الدلتا والمناخ متميز وطبيعة الاراضي جيده وفقا للدراسات ، كما أن هناك قيمه مضافه للمشروع باضافه شبكة طرق في هذه المرحله ، وكذا قرب الاراضي من الموانئ والمطارات ، كل هذه العوامل تعطي مؤشرات نجاح أكيدة للمشروع وحسب توجيهات الرئيس فان المشروع ينتهي بعد ثلاثة سنوات

وهل هذه المده كافية لاتمام المشروع ؟
أقول هنا أن هذه المده لن تصبح غريبه علي ما اصبحنا نلمسه علي ارض الواقع من عزيمة وتخطيط واصرار علي النجاح وإحداث التغيير الحقيقي وذلك كما رايناه باعيننا في العديد من المشاريع التي سابقت الزمن في تنفيذها وهذا ما يوكد انجازه في المده المشار اليها

واوضح هنا ان السرعه في تنفيذ المشروع تستهدف خروج المردود الاقتصادي له الي النور والذي سيغير حتما وجه مصر واقتصادها ، فعزيمة وإرادة القيادة السياسية هي التي تدفعنا وتدفع الي ضمان الانجاز في الوقت المناسب والمحدد وبالجودة المطلوبة والراقية

وانوه هنا الي السرعه التي دفعتنا اليها القياده السياسيه الراشده عند اجراء البحوث الميدانية علي ارض المشروع ، حيث تم انجازها بعد شهر واحد فقط وبكفاءة عاليه ، علي الرغم أن الوقت المعتاد لها يستغرق ثلاثه اشهر لاخذ عينات واجراء تحاليل ودراسه النتائج وخلافه وغيرها ، حيث تم توفير كافة الامكانيات اللازمه وازالة كافة العقبات من امامنا ، لذلك فانا أشير هنا الي أن ضمان تنفيذ مشروع الدلتا في الوقت المناسب والمحدد يكمن في ما تم تحقيقه من انجازات سريعه ومتلاحقة للعديد من المشروعات العملاقة ، وهذا هو الجديد في الجمهوية الجديده التي نعيشها حاليا والناجحة بكل المقاييس ؛ بشكل لن نشهده من قبل .

كما اشدد هنا بان من اهم اسباب نجاح المشاريع القوميه ايضا هو التواصل الدائم والتكامل والرؤيه المشتركه بين الوزارات ، فاصبحت لا تعمل في جزر منعزله كما عهدنا من قبل .

وفي الاخير فصاحب القرار درس كل الامور علي اساس علمي سليم وهذا هو سر النجاح ؛ وهذا هو الجديد لان الرئيس السيسي عندما يوجه لتنفيذ مشروع فانه يشمل جميع الدراسات المسبقة وبشكل تكاملي لذلك فان جميع المشروعات التي يجري تنفيذها حاليا في المناطق الصحراوية تم الانتهاء من دراستها من جميع الجوانب بما فيها حركة الكثبان الرملية .

وما هي مظاهر المردود الاقتصادي للمشروع ؟
اشير هنا بان المشروع يستهدف التوسع وزيادة الرقعه الزراعيه من خلال اتاحة الفرصه لاختيار المحاصيل الاستيرتيجية الهامه ، بهدف سد الفجوه من احتياجاتنا وتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج كمحاصيل القمح والذرة ؛ فمصر تعد حاليا اكبر مستوردي القمح علي مستوي العالم ، فعند زراعة القمح بالكميه المراد الوصول اليها في هذه المساحات سيكون له مردود اقتصادي كبير من ناحيه وسد الفجوه الغذائيه من ناحيه اخري ، وهذا ما تستهدفه المشاريع الحاليه الكبري ؛ وذلك من خلال التوسع الافقي والرأسي بشكل متوازي لمضاعفة الانتاجيه وتحقيق التنميه المستدامة .

كيف يساهم المركز في الحفاظ علي السلالات النباتيه النادرة ؟

اوضح هنا بأن لدي المركز بنك الصحاري المصرية بنك الجينات وهو أحد اهم كيانات مركز بحوث الصحراء ويعد اكبر واقدم بنك للجينات الزراعية البرية النادرة في الوطن العربي وعمل منذ تأسيسه عام 1977م علي جمع وتخزين النباتات البرية الصحراوية النادرة وهي ثروه نباتيه طبيعية تقدر بأكثر من 2500 نبات طبي نادر ، وكان ومازال للبنك دور مهم في الحفاظ علي هذه الثروه ضد مخاطر التصحر وقلة الامطار والتدهور البيئي علي مدي عقود واكثر من ذلك هو استثمار هذه الثروه النادره والعمل علي اعادة زراعتها من خلال انتاج اصناف جديدة قادرة علي التاقلم في البيئه الصحراويه حاليا ، كما ن البنك ملحق بمعمل للبيوتكنولوجي

وما أهم الشراكات والبرتوكولات مع المركز في هذا الصدد ؟
عقد مركز بحوث الصحراء شراكه بين بنك الصحاري المصري وبنك الجينات الانجليزي يتم بموجبه حفظ عينه مماثله في البنك الانجليزي وفي حاله توصل احد الباحثين الانجليز الي مركب حيوي لاي بذور لا يحق استخدامها تجاريا الا بموافقه مصرية
كما يوجد برتوكول تعاون مع جهاز شئون البيئه لجمع وحفظ النباتات في المناطق الصحراوية
تم اختيار بنك الصحاري المصريه عام 2003 ليكون مركز الخبره بمنطقه الشرق الاوسط ويقوم قسم متخصص في النباتات العطرية والدوائيه المتوفره في الصحاري المصرية برصد العديد من النباتات المهمه التي يمكن ان تسهم في سد احتياجات مصر
من الموارد التي تحتاجها في انتاج الادويه ومستحضرات التجميل والعطور
كما نجحنا في تنفيذ عدد من المشاريع الاسترشاديه لعدد من النباتات لتهيئتها لان تصبح مشاريع اقتصادية استثماريه مميزه وعلي سبيل المثال قمنا بعمل دراسات وبحوث علي نباتات مثل المريمية ) وهو نبات يتوفر طبيعيا في شمال سيناء ونفذنا مشروعا ناجحا للاستفاده منه ، كما نجحنا في اقلمة بعض النباتات للتوافق مع البيئات الصحراويه وهو ما اسهم تنمية المجتمعات الصحراوية

وهل توجد فروع لبنك الجينات في المحافظات ؟
بخلاف بنك الجينات بالقاهرة ، لدينا فرع آخر في حلايب وشلاتين ، وحاليا ننشئ فرع جديد بمحافظة مطروح .

كيف يساهم المركز في تنمية الموارد البشريه في البيئه الصحراويه ؟
المركز يعمل علي تنميه موارد المجتمعات الصحراويه ، وتعريف وتدريب الاهالي عليها للاستفادة منها وتحقيق المردود الاقتصادي
وعلي سبيل المثال ولاول مرة انشاءنا وحدة لاقلمة الشتلات بجنوب سيناء بمنطقه طور سيناء ، حيث توفر الوحدة 50 % من شتلات الخضر والفاكهة سنويا وبالتالي يجنب المزارع السيناوي
معاناه شراء الشتلات من المحافظات الاخري
وكذلك في واحة سيوه كانت تعتمد في احتياجاتها الزراعيه علي المنتجات في المحافظات الاخري وخاصة في محافظة البحيرة ومع نتائج بحوث المركز وجدنا امكانيات زراعية في الواحة ولذا بدانا منذ سنوات العمل مع اهالي المنطقه علي زراعة الطماطم والبطاطس وتعريفهم بالفوائد الاقتصادية من بعض النباتات التي تنمو لديهم مثل الكركديه وخلال فترة قليله اصبح المزارعون هناك يستفيدون اقتصاديا من هذه النباتات وهو ما يسهم في التنمية الاقتصاديه الذاتيه لسكان المناطق الصحراويه ، علاوه علي الزيارات واللقاءات المباشره والدورية مع السكان خاصة من خلال الباحثات في المركز نظرا لتقاليد المجتمعات المحلية وتمكنا من تنفيذ مشروع يعد من المشاريع الرائده في برنامج المرأه المعيلة العام الماضي وهو تدريب الريفيات في سيوه وشلاتين ومطروح علي الحرف اليدويه وفقا للبيئه المتواجده فيها
ومن المشاريع المميزه ايضا مشروع قريه الجارة في منطقه بين مطروح وسيوه والمستهدف نشر ثقافة تربيه الدواجن وبالفعل قدمنا نماذج مجانيه لبطاريات دواجن للريفيات في هذه المنطقة وتدريبهم .

ما دور المركز في تنميه الثروه الحيوانيه الصحراوية ؟
اشير بداية أن البيئه الصحراويه تعتمد علي الابل والاغنام والماعز ، حيث نعمل فيها علي تنميه المراعي لان الابل تعيش في المراعي ، خاصه وأن تكلفة العليقه الجافة ونقلها لهذه المناطق عاليه جدا ، كما نوفر القوافل البيطريه لهذه المناطق ورصد وكشف عن الامراض التي قد تكون موجوده وتقديم العلاج بالمجان ، وكذا تدريب الاهالي علي كيفية العنايه بالابل وتغذيتها وتنميتها ونحاول مساعدتهم في هذا المجال لتعظيم دخله وبما يعود علي اسرته وعلي المجتمع كله ، واشير هنا ايضا الي دور أهميه الابل باعتباره يمثل حيوان الأمن الغذائي الأول في مصر الذي يتحقق معه أهدف التنميه المستدامة خاصة في ظل المشاكل التي تعاني منها مصر بسبب التغيرات المناخيه ، وندرة المياه العذبه ، كما ان الإبل حيوان له مردود أقتصادي كبير بالمقارنه بتغذية الجاموس والأبقار .

كيف تنظر الي الابحاث العلميه في الوقت الحالي من وجهة نظرك ؟ وهل تمتلك دورا بارزا علي الخريطه الاستثماريه علي ارض الواقع ؟

أشدد هنا باننا لا نلتفت الي الابحاث التقليديه ، واصبحت ابحاثنا ترتبط مع الخطط الاستثماريه لتعظيم الفائده منها ؛ ونقوم حاليا من خلال الموقع الالكتروني للمركز للعمل علي تسويق ما نقوم به من نتائج دراستنا وابحاثنا التطبيقيه المتميزه ذات المردود الاقتصادي ومع وجود لجان متخصصه لعرض نتائج البحوث والبرامج التطبيقيه لهذه البحوث بطريقه توضح اهميتها الاستثمارية ؛ وهذا ما دفعتنا اليه القياده السياسيه الحاليه للاستفادة من الابحاث التطبيقيه في المشاريع القوميه المختلفه ، كما وجدنا ايضا استجابه من رجال الاعمال والقطاع الخاص لتحقيق الاستفادة وهناك العديد من المستثمرين يطلب الاستفادة من خدمات المركز
وفي سبيل الارتقاء بابحاثنا نسعي دائما لتطوير البنيه الاساسية داخل المركز من اجل توفير المناخ الملائم للباحثين والذي يصل عددهم الي 800 باحث .
وفي اطار تشجيع الابتكار والابداع للباحث قدمنا العام الحالي مسابقه للباحثين في المركز لتوفير تمويل 10 ابحاث لتنفيذ فكره ابتكارية علي ارض الواقع بقيمة 100 الف جنيه لكل فكره يجري تطبيقها وبالفعل تقدم 50 مشروعا لتنفيذ افكار مبتكره وحاليا شكلت لجنه لاختيار البحوث الاكثر ابتكار تمهيدا لتنفيذها

ما ابرز طرق التعاون والتمويل وتبادل الخبرات في الابحاث التطبيقه ؟
نحن بطبيعه الحال كاحد المراكز العلمية نتعاون مع المؤسسات العلمية والجامعات التي تعمل في نفس تخصصاتنا فلدينا تعاون كبير مع جامعة الدول العربية ممثلة في المركز العربي لدراسات المناطق الجافة أجساد ، وكذلك مع إيكاردا ، والفاو ، والجيف وغيرها من المنظمات والجهات الدولية المعنية بالتنمية المستدامة في المناطق الصحراوية ويجري خلال هذا التعاون تبادل الخبرات العلمية بيننا
كما يتم تمويل لبعض المشاريع التي يمكن تنفيذها في الصحراء المصريه ، وكذلك يتم نقل الخبرات العلميه الناجحه في مصر الي الدول الاخري ومن امثله ثمار التعاون صدور موسوعه متكامله للكثبان الرمليه بين مصر وسوريا وتونس ، والتي تمكن بدورها لكل من يرغب في التعرف علي اماكن الكثبان وحركتها في اي منطقه بهذه الدوله .

ما دور المحطات البحثية ؟ وهل توجد خطط لتطويرها في الوقت الراهن ؟
أقول هنا : بإننا نمتلك 11 محطة بحثية في الصحاري المصرية من الشيخ زويد شرقا ، وسيوه غربا ، ومريوط شمالا ، وحلايب وشلاتين واسوان جنوبا ، فالمحطة البحثيه لها اهميه كبيره بالنسبه للمكان الذي تتواجد فيه ؛ فهي تمثل مركز بحوث صحراء مصغر في المنطقة ليحاكي ظروفها ، لذلك نحن مستمرون حاليا علي رفع كفاءة المحطات من خلال تطوير البنيه التحتيه وتوفير المعامل والمناخ الجيد للباحثين فيها من اجل تنفيذ البرامج علي احدث مستوي ليعود مردودها علي تنمية المجتمعات البدويه من خلال تقديم الجانب الارشادي والفني للمزارعيين .

هل توجد محطات جديده سوف يتم انشاءها ؟
بالفعل نقوم الان بانشاء البنية التحتية لمحطة بحثية جديدة في الخارجه بمحافظه الوادي الجديده وسوف يتم افتتاحها في يناير من العام القادم
كما تضم المحطة كافة النظم الحديثة لتقديم نموذج جديد ورائد للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة بالمحافظة ، كما تبلغ مساحتها 20 فدان .

وماذا عن دور المركز في مواجهة التصحر ؟
مركز بحوث الصحراء هو نقطة الاتصال الرئيسيه لمصر في اتفاقيه التصحر وهي الاتفاقيه التي تضم 122 دولة ، كما ان مصر من اوائل الدول التي انضمت اليها
ونشير هنا بان مشاكل التصحر كثيره ، لذلك يظهر دورنا في كيفية عمل رؤيه صغيره ومتوسطة وطويلة الآجل لتكيف مع هذه الظروف لايجاد وسائل المكافحة ، كما نقوم بعمل لجان علمية علي اعلي مستوي من كل الجهات والمؤسسات العلمية المصريه ، كما نعمل مع المؤسسات العربية المنوطه بهذا التخصص ونعرض لرؤيه مصر في حل هذه المشكله
وقد بين وزير الزراعه في المؤتمر الاخير للتصحر ان ندرة المياه في الوقت الراهن تمثل احد اهم تحديات ظاهرة التصحر ، كما وضح كيفية التعامل معها من خلال مشروع ضخم والمتمثل في تبطين الترع والمراوي ونظم الري بالغمر والرش باعتبارها مشروعات تساهم في الحد من التصحر
وفي الوقت الحالي نضع استيراتيجية للمرحلة القادمة العشر سنوات قادمة رؤيه الدولة المصرية في مكافحة التصحر 2030 فلدينا لجان تقوم بالتجهيز والاعداد لها من خلال برامج تطبيقية وسوف تخرج الي النور خلال شهرين .

ما هو التغيير الذي تلمسه حاليا باعتبارك احد قيادات وزارة الزراعه ؟
بدون اي تحيز او مجامله ، ولكن حقيقه المسها علي ارض الواقع ، فمنذ تولي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم ونحن في مرحلة تغيير شامل فقبل ذلك كانت مؤسسات الدولة تعمل في جزر منعزلة كلا في مجاله بدون تواصل وترابط وتنسيق في المشاريع القوميه ؛ اما الان فكل مشروع قومي يجري بالتنسيق مع كل التخصصات ؛فعلي سبيل المثال اذا ما تحدثنا عن مشروع الدلتا الجديده نجد انه يشمل لنشاء الطرق والاسكان والكهرباء والزارعه والري والتعليم والصحة وغيرها لبناء مجتمع زراعي صناعي اقتصادي متكامل ، فالمشاريع الان تجري بتناغم وتنسيق بين كافه الجهات المعنيه وبخطط واضحه وبرنامج زمني محدد علاوة علي الطاقه الايجابيه والاصرار والامل التي تمنحها القياده السياسيه
وعليه فان ما نشهده حاليا هو محو اكبر تحدي كنا نواجهه قبل ذلك في تنفيذ المشاريع العملاقه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى