خبير الزراعات المحميه: التكنولوجيا العامل الاهم في مواجهة ظهور الآفات والامراض بالبيوت المحمية

الأشعة فوق البنفسجية تتسبب في إصابة النباتات بلفحة الشمس داخل الصوب

كتب/ محمد نبيل

تختلف الصوب في أشكالها وأنواعها حسب الغرض المراد من إنشائها فمنها ما يستخدم لإنتاج الشتلات، ومنها مايستخدم لإنتاج بعض محاصيل الخضر مثل الخيار والطماطم والفاصوليا والفراولة والكنتالوب والفلفل بنوعية الأخضر والألوان وغيرها من المحاصيل الهامة في التصدير، كما تستخدم الصوب في إنتاج فطر عيش الغراب (المشروم) كمحصول هام من الناحية الإقتصادية والغذائية ، كما تستخدم الصوب في أغراض البحث العلمي وتطوير تكنولوجيات الإنتاج مثل الزراعات المائية (الهيدروبونيك) وغيرها من أساليب الإنتاج.

الدكتور نظير محمد حسنين

قال الدكتور نظير محمد حسنين – قسم بحوث الزراعات المحمية – مركز البحوث الزراعية إن هناك تعدد لأشكال هياكل البيوت المحمية ؛ فمنها هياكل بيوت محمية مفردة أو متصلة مثل الشكل الدائري ونصف الدائري والقوطي والجمالوني المتناظر والجمالوني غير المتناظر والمستند على حائط و كل تصميم له ما يناسبه من مناخ معين سائد في المنطقة التي يُنشىء بها البيت المحمي من أجله ، كما تختلف الهياكل حسب المادة التي تصنّع منها مثل الخشب أو الحديد أو الألومنيوم أو أي مادة يمكن أن تتوفر في البيئة المحيطة ويكون لها درجة صلابة عالية لإقامة هيكل البيت المحمي.

وتابع بوجود تقسيم آخر للهياكل حسب نوع التكنولوجيا المستخدمة ؛ فهناك بيوت محمية منخفضة التكنولوجيا وبيوت محمية متوسطة التكنولوجيا وبيوت محمية عالية التكنولوجيا ، حيث نجد أن البيوت المحمية منخفضة التكنولوجيا لايزيد ارتفاعها غالبا عن 3.5 متر ومساحتها صغيرة ، كما لايستخدم بها أي نوع من أنواع التكنولوجيا في إدارتها وأبعادها غالباً تكون 9 أمتار عرض و 30- 40 متر طول وهذه تناسب صغارالمزارعين وتحتاج الى عمالة كثيفة مدربة.

أما البيوت المحمية متوسطة التكنولوجيا اوضح نظير بانها ذات مساحة أكبر قليلاً (أقل من فدان) وغالباً ماتكون مزدوجة ولا يقل إرتفاعها عن 4.5 متر يستخدم بها بعض مستشعرات الحرارة والرطوبة والضوء لتعطي دلالة على المناخ الدقيق Micro climate للبيت المحمي ويتم تعديل المناخ الدقيق يدوياً بفتح المراوح والشفطاط أو فتح النوافذ أو تشغيل الرشاشات لتلطيف الجو أو فتح و غلق ستائر التظليل وغيرها من الأساليب التي يمكن بها تعديل المناخ الداخلي للبيت المحمي وهذا النوع من البيوت المحمية تناسب أصحاب المشاريع المتوسطة والذي يهدف الى ربحية أعلى من وحدة مساحة الأرض ووحدة الماء المستخدمة في الإنتاج ، كما يحتاج هذا النوع من البيوت الي عمالة كثيفة مدربة على أعمال الزراعات المحمية.

أما البيوت المحمية عالية التكنولوجيا فهي تكون ذات مساحة كبيرة جداً لاتقل عن فدان بل تزيد لتصل مساحتها في بعض الأحيان الى مايقرب من 10 فدان وإرتفاعها لا يقل عن 6 أمتار، ويُستخدم فيها جميع أدوات التكنولوجيا لإدارتها لإحتوائها على حساسات ومستشعرات لقياس العوامل المناخية كالحرارة والرطوبة النسبية والإضاءة وغاز ثاني أكسيد الكربون، كما يستخدم بها مصابيح إضاءة ليد ومدافىء متقدمة ، وغالباً ماتكون الزراعة بها بنظام الوسائد لتوفير المياه والمحاليل المغذية وليس بنظام الزراعة الأرضية، هذه النوعية من البيوت المحمية تناسب كبار المستثمرين والمصدرين ولاتحتاج الى عمالة كثيفة ولكن تحتاج لعمالة مدربة تدريب عالي ، كما تعتمد هذه البيوت المحمية في إدارتها على إتصال هذه المستشعرات بلوحة تحكم إلكترونية مبرمجة بالإحتياجات المناخية لكل محصول، فتعطي هذه اللوحة الأوامر الى النوافذ والمراوح والشفطاط وستائر التظليل وإسطوانات غاز CO2 والرشاشات وغيرها من الأدوات التي من شأنها تعديل المناخ الدقيق للبيت المحمي أتوماتيكياً ، فضلا عن إستخدام الروبوتات في عملية رش المبيدات أو جمع الثمار والأكثر من هذا أن هذه البيوت المحمية عالية التكنولوجيا يمكن أن تدار عن بُعد بإستخدام بعض تطبيقات الأجهزة اللوحية الذكية المتصلة بلوحة التحكم عن طريق ال Wi-Fi.

وتوثر مستوى التكنولوجيا المستخدمة في البيوت المحمية على مدى ظهور الآفات الحشرية والأمراض فنجد أن في البيوت المحمية منخفضة التكنولوجيا عديمة التحكم في الظروف المناخية بها عامل المخاطرة كبير بالنسبة للآفات الحشرية والأمراض حيث يمكن أن ترتفع بها درجة الحرارة و الرطوبة النسبية لمستوى يشجع نمو الآفة أو إنبات جرثومة الفطر الممرض، وهذا يستلزم معه الرش بالمبيدات بكثرة للسيطرة على الآفات والأمراض ، ويمثل هذا عبئأً إقتصادياً على تكلفة المنَتج النهائي (المحصول) فضلاً عن جودته التسويقية المنخفضة.
أما البيوت متوسطة التكنولوجيا فنجد أن المخاطرة تقل نوعاً ما حيث يمكن التنبؤ بحدوث المرض أو إنتشار آفة من بيانات المناخ التي تؤخذ أول بأول فيمكن معها السيطرة على الوضع في مرحلة مبكرة و تقليل تكاليف الرش فنضمن محصول وفير وذات وجودة عالية الى حد ما. على الجانب الآخر نجد أن البيوت المحمية عالية التكنولوجيا ليس هناك أي نوع من المخاطرة للتحكم في عوامل المناخ بدقة عالية معها تختفي الآفات الحشرية والأمراض.
وعن تقسيم البيوت المحمية حسب نوع الغطاء المستخدم في تغطية هيكل البيت المحمي يقول نظير أن هناك بيوت بلاستيكية ، وزجاجية ، وشبكية ، و فيبرجلاس (ألياف زجاجية) وبيوت بولي فنيل كربونيت كل نوع من الأنوع السابقة يناسب أيضاً نوعاً من أنواع التكنولوجيا المستخدمة في البيوت المحمية.

واشار الي ضرورة اتباع عدد من التوصيات عند إختيار غطاء البيت المحمي ، والتي ياتي في مقدمتها
نفاذية الغشاء للضوء المرئي : حيث أن أشعة الشمس تتكون من ثلاث أنواع من الأشعة هم أشعة الضوء المرئي والأشعة تحت احمراء والأشعة فوق البنفسجية وكلاً منهم له طول موجي معين ففي المناطق الملبدة بالغيوم حيث الإضاءة فيها ضعيفة معظم أيام السنة يفضل أن يستعمل فيها الأغطية التي تسمح بنفاذ أكبر نسبة من الضوء الساقط عليها ، وبالعكس فإنه يفضل إستعمال الأغطية التي تسمح بمرور نسبة أقل من أشعة الشمس في المناطق الحارة التي تكون فيها شدة الإضاءة عالية معظم أيام السنة ، كما أن الغطاء يمتص جزءاً من الأشعة الشمسية الساقطة عليه في صورة حرارة، إلا أنه يشعها ثانية، سواء بالفضاء الخارجي أو داخل البيت .

اما بالنسبه لاهميه نفاذية الغطاء للأشعة تحت الحمراء ليلاً ، وعندما تبعث التربة والأجسام الصلبة بالبيت الحرارة التي إكتسبتها أثاء النهار في صورة أشعة تحت حمراء طويلة الموجة ، فإذا كان الغطاء منفذ لهذه الأشعة، فإنها تفقد في الفضاء الخارجي ويبرد البيت بسرعة، اما اذا احتفظ بها البيت ؛ فتعمل على رفع درجة الحرارة داخله .

أما بالنسبة لنفاذية الغطاء للأشعة فوق البنفسجية ؛ يلاحظ أن الاماكن التي تزيد فيها الأشعة فوق البنفسجية يستلزم إستخدام أغطية غير منفذة لها لتقليل إصابة النباتات بأضرار لفحة الشمس.
وفي الحديث عن أهم أنواع الأغطية قال نظير بوجود البيوت البلاستيكية (أغشية البولي إثيلين) ، وهذا النوع ؛ حيث نجد أن البيوت المحمية منخفضة التكنولوجيا يكون غطائها غالباً من البلاستيك ويكون سُمكه من 120-200 ميكرون ومنه نوعان نوع غير معالج ضد الأشعة فوق البنفسجية ولونه أبيض شفاف وعمره الإفتراضي موسم زراعي واحد ونوع معالج ضد الأشعة فوق البنفسجية ولونه أصفر وعمره الإفتراضي سنتين ويكونغالباً عرض 5.5 متر.
وعن مشاكل إستعمال الأغطية البلاستيكية قال خبير الزراعات المحميه إنه بالرغم من رخص ثمن الأغشية البلاستيكية مقارنةً بالأغطية الأخرى لكن يعاب عليها تعرضها للتلف عند أماكن إتصالها بالهيكل بسبب إرتفاع درجة الحرارة عند هذه النقط ، وهو الأمر الذي يزيد من معدل أكسدة البلاستيك في وجود الأشعة فوق البنفسجية ، كما يمكن معالجه هذه الحالة بصبغ البلاستيك في هذه المواقع بمادة بيضاء عاكسة لأشعة الشمس ، كما يتعرض البلاستيك للتمزق عند هبوب رياح قوية إذا لم يكن مُثبت بطريقة جيدة مما يشكل معه زيادة تكاليف الإنتاج والخسائر ، وكذلك إرتفاع الرطوبة النسبية داخل البيت بسبب تكاثف قطرات الماء أثناء برودة الجو خارج البيت عن داخله ويؤدي هذا التكثف الى تقليل نفاذية البلاستيك للأشعة تحت الحمراء ليلاً مما يؤدي الى تدفئة البيت ليلاً، ولكن قد يُحدث هذا التكثف أضرار للنباتات حيث سقوط قطرات منه على النبات يؤدي الى إنبات جراثيم الفطر الممرض مما يزيد من فرصة حدوث الإصابة بالأمراض ، وتعالج مشكلة التكثف هذه بأن يكون إنحدر سقف البيت بنحو 30-40 درجة حتى تنزلق الماء بسهولة الى أن تصل الى الأرض و توفير التهوية الجيدة أو رش البلاستيك بمادة مضادة للتكثف .

بينما تستخدم البيوت الزجاجية في تغطية البيوت المحمية أنواع من الزجاج الشفاف بسمك 3-4 مم ، كما يتوقف السمك المستخدم على مساحة الألواح المستعملة، فيزيد السمك بزيادة المساحة، وعلى ما إذا كانت مستخدمة في الجدران أم في الأسقف ، وينفذ الزجاج الضوء بنسبة 90% تقريباً داخل البيت، ولايسمح الزجاج بنفاذ الأشعة تحت الحمراء ليلاً، وبذلك فهو يعمل على الإحتفاظ بالحرارة المنبعثة من التربة ليلاً داخل البيت، مما يقلل الحاجة الى التدفئة الصناعية ، كما يعتبرالزجاج الأطول عمراً إلا أنه يحتاج لمراقبة مستمرة عند الكسر بفعل البرد.
أما أغطية الليف الزجاجي (الفيبرجلاس) يكون في صورة ألواح أو شرائح مسطحة ناعمة أو معرجة، وكلاهما مرن بالقدر الكافي للتشكيل على هيكل البيت، بحيث يمكن تثبيتها على أي هيكل.
كما يعمل الفيبرجلاس يعمل على تشتيت أشعة الشمس الساقطة عليه، الأمر الذي يزيد من تجانس الإضاءة داخل البيت بدرجة أكبر عن حالة الغطاء الزجاجي ، كما أنه أكثر مقاومة للتكسر بفعل البرد عن الزجاج، وأكثر تحملاً للإنخفاض الشديد في الحرارة عن الأغشية البلاستيكية ، ولكن يعاب علية أنه يتعرض للخدش بفعل الأتربة والرياح الشديدة ، وينفذ من 92 – 95 % من الضوء داخل البيت المحمي، ويفقد 63- 68 % من الحرارة المتراكمة صيفاً مما يقلل الإحتياج للتبريد صيفاً.
في بعض البلدان التي تتميز بجوها المعتدل على مدار العام نجد أنه يُكتفي بأن يكون البيت المحمي مغطي بشبك مانع للحشرات نسبة التظليل به تتراوح بين 63 –80% ، ولكن تُغطى هذه البيوت المحمية ببلاستيك شفاف سمك 60-70 ميكرون في فصل الشتاء ، وبعد ذلك يزال الغطاء البلاستيك ويخزن لحين الإحتياج إليه مرة أخرى ؛ ومع هذه الطريقة تقل تكاليف الإنتاج خاصة وأن العمر الإفتراضي للشبك المانع للحشرات يتراوح بين 6-8 سنوات.
أما أغطية البيوت المحمية الأكثر إنتشاراً والأعلى تقدماً على مستوى العالم هي الأغطية المصنوعة من ألواح البولي فنيل كربونيت (P.V.C)حيث العمر الإفتراضي الأعلى يصل ل 10 سنوات ذو نفاذية عالية من الضوء منه ذات الطبقتين أو ذات طبقة واحدة

وتختلف نفاذية الأغطية المختلفة للضوء المرئي داخل البيت المحمي حسب نوعها فالأغطية البلاستيكية سمك 200 ميكرون تنفذ حوالي 81% ضوء ويخرج منها للجو الخارجي ليلاً حوالي 40-60% أشعة تحت حمراء، اما الزجاج العادي سمك 4 مم ينفذ داخلياً 90 % ولايخرج منه أشعة تحت حمراء ليلاً، وغطاء البولي كربونيت ينفذ داخلياً حوالي 76-80 % ولاينفذ أشعة تحت حمراء ليلاً مما يوضح لنا أن هناك أغطية يمكنها الحفاظ على حرارة البيت المحمي ليلاً وأخرى لاتحافظ، كما أن الغطاء له دور في نشاط الحشرات فنجد أنه عندما يكون الغطاء حاجباً للأشعة فوق البنفسجية فإن هذا يقلل من نشاط الحشرات ويزيد من نشاط الفطريات لما للأشعة فوق البنفسجية أثر في رؤية الحشرات وقلتها تعمل على زيادة الفطريات الممرضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى