محمد اسماعيل عبده يكتب : الدرة الحقيقية هى مصر
مصر هى أرض قديمة دخلها مصرايم بن حام بن نوح عليه السلام بعد الطوفان وعاش فيها ومن بعده أبناءه وأحفاده وكانت دائما مصرا مطمعا على مر التاريخ لكل البلاد التى حولها .
ذلك لموقعها وإمكانياتها الفريدة فمصر تطل على بحرين وفيها نهر النيل أحد أنهار الجنة الذى عاش على ضفافة المصريون فزرعوا قبل أن يزرع غيرهم ولقد حبى الله سبحانه وتعالى مصر بأشياء كثيرة جعلتها فريدة أمام كل بقاع الدنيا .
ولكننا لم ننتبه لها بل سرنا وراء المغالطات دون أن نفكر .. وجعلنا تلك المغالطات هى ما نفتخر به وفى إطار البحث وجدت أن نسبة كبيرة جدا من الأنبياء قد مرت أو عاشت فى مصر .
فها هو أبو الأنبياء ابراهيم الخليل ” عليه السلام ” جاء إلى مصر مع زوجته ساره .. وها هو سيدنا موسى كليم الله ” عليه السلام ” ولد فى مصر وعاش فيها وابتعد عنها عشر سنوات ثم عاد إليها ومات فى سيناء .. وكذلك أخوه نبى الله هارون ” عليه السلام ” .. وكذلك سيدنا عيسى بن مريم ” عليه السلام ” جاء مع رحلة العائلة المقدسة إلى مصر مع الصديقة مريم البتول وسيدنا زكريا ” عليه السلام ” هرب من بنى اسرائيل .. وكذلك نبى الله إدريس ” عليه السلام ” خطى على أرض مصر ونبينا محمد ” صلى الله عليه وسلم أوصى أصحابة بمصر وعلى المصريين حين قال : ” عن أبى ذر قال : قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم ” إنكم ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا ألى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً ” اخرجه مسلم فى صحيحة عن أبى ذر مرفوعاُ .
وهيا بنا نسرد المغالطات الموجودة فيما بيننا والتصقت فى مصر :
أولا : المصريون ليسوا فراعنة : من أكثر ما يزعجنى حينما يقول أحد أننا فراعنة .. لأننا بالفعل لسنا فراعنة .. ولا يشرفنا أن نكون فراعنة من نسل الفراعنة . ألم تسمعوا قول الله سبحانة وتعالى [وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴿10﴾ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ﴿11﴾ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴿12﴾ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴿13﴾ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴿14﴾] الفجر
ويقول رب العزة عن فرعون : [فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54)] الزخرف .
هذا جدك الذى تفتخر به كيف وقد مر على مصر أكثر من جنس على مر العصور .. فها هم الهكسوس الذين كانوا يقتتلون عند أرض فلسطين وكانت الأسرة المصرية الثامنة عشر بدأت تترنح وكان مع الهكسوس العربة كسلاح جديد فأستطاعوا أن يقهروا الفراعنة وتركوا لهم المساحة من المنيا وحتى أسوان وعاش الهكسوس وتزوجوا من المصريات وتزوجت المصريات من أبناء الهكسوس فيخرج جيل خليط من الهكسوس والفراعنة ثم جاء البطالمة وعاشوا سبعين عاما فتزوجوا وتناسلوا ثم بعدهم اليونانين .. ثم الروم .. ثم الفتوحات الإسلامية وتزوج العديد من قبائل الجزيرة العربية ثم ولاها بعض الدول الإسلامية لتنتهى عند تركيا .
إذن : نحن لسنا فراعنة ولو كان الفراعنة من أبناء حام فكيف نقول نحن إننا من أبناء سام .
فالمصريون الأوائل كانوا من نسل حام واختلط فيها الفراعنة بشكل أكبر فى الفترة الكبيرة التى حكم فيها المسلمون ما يزيد عن 1250 سنه .
فقمت فى البحث فى عائلتى أنا فوجدت أن جذور أبى من شبه الجزيرة العربية , وجدتى تصل اصولها إلى تركيا فأين هم الفراعنة الذين لعنهم الله ونفتخر باننا أحفادهم .. لا والله أنا لست حفيدهم .
ثانيا : الفراعنة لم تبن الأهرامات :
ليس شرفا أن يكون من تدعى أنه جدك قام بعمل عظيم وأنت لم تفعل شىء .. أين هو الشرف فى ذلك ؟؟
إننا نقول أن الاهرامات بناها الفراعنة منذ خمسة الآف سنه قبل الميلاد أى ما يقرب من سبعة الآف سنة وقال أساتذتى أنه قد تم البناء بالطين ثم تسخينه حتى تم بناؤه فى عشرين عاما .
ودعونا نجيب على بعض الأسئلة إذا كان الفراعنة لديهم القدرة على مثل هذا البناء الضخم فأين قصر فرعون أولم يكن من الأحرى أن يتم قصرا ضخما لفرعون يمكث فيه لالآف السنين كما مكثت الأهرامات .. وتعالوا بنا نقرأ قول الله سبحانه وتعالى :
[أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ] الفجر
لاحظوا هنا أن الله سبحانه وتعالى حينما وصف عاد وصفهم بالقوة وأنه لا توجد قوة على الأرض مثلهم ., وحينما جاء إلى وصف فرعون قال : ” وفرعون ذى الاوتاد ” والوتد يكون للخيمة ، وايضا قام الفراعنة ببناء خمسة قلاع من الطين ولم يقوموا ببنائها كما بنوا الأهرامات .
وقد نفى الدكتور نسيم السيسى أن تكون فكرة البناء بالطين ، ولكن أثبت أن هذه الحجارة جاءت ما بين أسوان والوادى الجديد بمسافة 650 كيلو مترا ويقول رب العباد ” وعاد وثمود ” وقد تبين لكم من ساكنهم بمعنى أن الله ترك تلك المساكن لتكون عبرة لنا وفى شعر البريشتا المنحوت على تمثال الإله القرد ” تحوتى حتب ” أن قوة ذراع الواحد من بناة الأهرام يألف رجل ، لقد كان طول قوم عاد ما يعادل 22 مترا وعرضه يعادل 4 مترا وكانوا يعبدون نجم الشعرى يقول المولى : [وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى ] النجم
وقد تعلموا الفلك والكواكب والنجوم عن سيدنا إدريس عليه السلام كان اول من علمه الله هذا العلم ثم جاء الفراعنة بعد ذلك بسنوات هى الفرق بين نبى الله هود عليه السلام ونبى الله نوح عليه السلام ألم يكن قبل نوح عليه السلام فراعنة وهذا يعنى أن قوم عاد كما قال الله عز وجل :[ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ ]
فكانوا فى بلاد كثيرة ونبى الله هود غليه السلام الذى عاش بينهم 856 سنه يعنى أن فترة هذه الأمة أكثر من ألف عام والأهرامات الثلاثة ليست هى الاهرامات الوحيدة فى العالم بل هناك أهرامات فى المكسيك . يمكننا أن نقول أن هذه الأهرامات على أرضنا ولكن قدر مصر أكبر من ذلك بكثير .
ثالثا : ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين :
دائما نتحدث مع بعضنا البعض ونحن خائفون على بلدنا فنقول لا تخف لقد قال الله سبحانه وتعالى : [ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ] الحجر
إن شاء الرحمن ستظل مصر آمنه ولكن هذه الآية لا تعنى أن مصر آمنه لقد كانت تلك الآية ضمن قصة ذكرها الله بأحسن القصص .. وقد جاء فيها أن نبى الله يوسف عليه السلام ارسل اخوته ليأتوا ببنى اسرائيل إلى مصر وهنا قال لاخوته الذين كادوا له كيدا عظيما : [قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ] يوسف (92).
وقال ادخلوا مصر : ” إن شاء الله آمنين ” وهنا يشير القرآن الى واقعة محددة بين نبى وقومه فقال لهم ” ادخلوا مصر لفترة يحددها الله ويشائها الله تكونوا فيها آمنين والدليل القاطع على ذلك أن بنى اسرائيل بعد يوسف عليه السلام وقيام سقنن اخر ملوك الفراعنة فى طيبة وابنه كوموس وابنه الاصغر احمس اخرجوا الهكسوس من مصر وكان بنى اسرائيل يتعاملون مع الهكسوس ضد المصريين فذاقوا العذاب :[ وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۖ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ] الاعراف (141) .
إن مصر آمنه بمشيئة الله ومصر بمشيئة الله سيكون لها شأن عظيم ولكن عندما يعود أهلها إلى الله فإن لم يعودوا فصب الله عليهم عذابا حتى يعودوا .
رابعا: السيدة هاجر ليست مصرية :
يتباهى المصريون بأن السيدة هاجر أم سيدنا اسماعيل عليه السلام أبة العرب مصرية حيث تزوج منها سيدنا ابراهيم ابو الأنبياء عليه السلام وانجب سيدنا اسماعيل عليه السلام .
ولكن السيدة هاجر ليست مصرية ففى الوقت الذى دارت الحرب بين الفراعنة والعماليق بأرض فلسطين انتصر فرعون مصر على العماليق وأسر منهم من أسر وكان ممن أسره هى ابنة ملك العماليق وتدعى هاجر .
وكان فرعون مصر مولع بالنساء فأخذ هاجر ممن أخذهم من النساء اللاتى أسرهن فى المعركة من العماليق وفى نفس الوقت علم أن نبى الله ابراهيم عليه السلام قد جاء الى مصر ومعه زوجتة الجميلة السيدة ساره فطلب من زبانيته أن يحضروها دون ابراهيم .
وعندما هم لمد يده اليها شل الله يده وشعر بألم شديد فقال لها ادع ربك أن يرفع عنى ما ألم بى ولن المسك فدعت الله ولكنه أراد مرة ثانية وثالثة فكان الألم يزداد ويشتد فى كل مرة وبعد المرة الثالثة قال لها انت وزوجك فى امان واهديك هاجر ابة ملك العماليق جارية لك , واتى بإبراهيم عليه السلام واعطاه الكثير والكثير من الاغنام والانعام والذى رحل بهم وزوجته ساره الى فلسطين وتزوج هاجر وانجب منها نبى الله اسماعيل عليه السلام .
فكيف تكون السيدة هاجر مصرية وجارية فى نفس الوقت .. فالمصريون لهم موطن قد يكون غنيا او فقيرا أما الجوارى فإنهم يأتو نتيجة سبى النساء والاطفال والرجال فهى غنائم الحروب مع غير المصريين .
ومن ثم فإن السيدة هاجر اذا كانت مصرية فهى ليست بجارية كما يدعى اليهود .
اما اذا كانت مصرية فهى لا تكون جارية ولكن قد تكون خادمة من خدام القصر .
ألا أن جميع المصادر التى بحثت فيها تؤكد انها ابنة ملك العماليق وانها اسرت فكانت جارية ولكن اصلها اميره .
وهذا ردا على اليهود الذين يمدحون فى نسل سيدنا اسماعيل عليه السلام باعتبار ان امه جارية .. وهكذا فإن السيدة هاجر ليست مصرية .
سولكن المقدر لمصر بمشيئة الله هو كل خير .. هذه مغالطات عشنا عليها سنوات طويلة دون أن نفكر فيها ..
حقيقة كنت اجلهلها عن ما حبى الله مصر من خير وجعلها يدا تعطى على مدار السنين وكان دائما وابدا اكبر خراج هو خراج مصر فى عهد سيدنا يوسف عليه السلام وضع نظام ليعطى كل شخص فى الدول المجاورة حصه فى القمح فكان اول وزير تموين وحتى سبعين عاما مضت كتنت مصر تعطى كل من حولها ولكن ستظل تعطى وستعلوا رايتها بإذن الله ..
فهيا الى الدرر …
الدرة الأولى : جبل طور سيناء :
هذه البقعة التى تختلف عن اى بقعة أخرى تراها على الارض السكينة الخشوع احساسك بالرغبة للتقرب من الله .. هل تعلمون لماذا ؟
إن جبل الطور هو البقعة الوحيدة على وجه الارض التى تكلم الله فيها سبحانة وتعالى مرتين فى المرة الاولى حينما نادى موسى عليه السلام وقال : [إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى] طه (12) .
وفى المرة الثانية : بعد أن شق له البحر مع بنى اسرائيل فى معجزة لم تحدث من قبل ولن تحدث بعد فوعد الله موسى ثلاثين يوما واتمها بعشر واخذ فيها موسى التوراة الكتاب الوحيد الذى خطه الله رب العباد .
وفى حديث الله سبحانه وتعالى مع موسى عليه السلام قال له : [فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ] النمل (8) .
ومع حول الله يشمل كل شىء بمركزها مصر .
ولجيل الطور ايضا قداسة عندما يقتل المسيح عيسى عليه السلام المسيخ الدجال ، ويخرج يأجوج ومأجوج فيأمر الله عيسى بأن هناك قوما لا طاقة لكم بهم ويأمره أن يأخذ المؤمنين ويصعد الى جبل الطور .
الدرة الثانية : صاحب مصر :
عن عمرو بن العاص قال : حدثنى عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” اذا فتح الله عليكم مصر بعدى ، فاتخذوا فيها حندا كثيفا ، فذلك الجند خير اجناد الارض ” قال ابوبكر ولم ذاك يارسول الله ؟
قال : “أنهم فى رباط الى يوم القيامة ” العجلونى فى كشف الخفاء
بماذا وصف الله جند مصر فى هذا الحديث وصفهم بخير أجناد الرض ستمر بنا شهور او بضع سنين سيظهر الرجل الذى حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال ” لا تقوم الساعة حتى تمتلىء الارض ظلما وعدوانا ، ثم يخرج من أهل بيتى – أو عترتى فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا ” وابن حيان (6949 ) .
هذا الرجل هو المهدى ولن يظهر المهدى الا والمسلمون يبحثون عن طوق نجاة وفى جفر على بن ابى طالب كرم الله وجهه ان اول من ينصر المهدى سيكونوا جند مصر بقيادة صاحب مصر واصحاب الرايات السود هنا اما أن يكون من المسلمين فى باكستان وافغانستان او من الشيعة انفسهم بعدما يروا علمات المهدى حقيقة .
فمصر بمشيئة الله ستكون عونا لقائد الارض من فضل الله ويسلمها للمسيح عليه السلام .
هل عرفتم لماذا لا تخافون على جند مصر ؟ وابشروا بهم خيرا
الدره الثالثة :
لما صعد النبى صلى الله عليه وسلم فى رحلة الاسراء والمعراج وجد اربعة أنهار فسأل جبريل عنها فقال هى نهران فى الارض ونهران فى السماء اما انهار الارض فهى نهر الفرات ونهر النيل وهى النعمة التى منحنا الله سبحانه وتعالى اياها .
وندعوه سبحانه وتعالى الا ينزع نعمته لذنوبنا ..
هذه هى الدرر الحقيقية ليست لمن بنو حجارة او نسبوا أنفسهم دون أن يشعروا .
اسأال الله العلى القدير أن يحفظ مصر وشعبها .. وأن يردهم إليه ردا جميلا يليق بلطفه .