ما الذي يفعله فيسبوك مع النشطاء والصحافيين في تونس؟
تعرضت أكثر من عشرين صفحة فيسبوك لنشطاء سياسيين وصحافيين وغيرهم لما سمي بالعطل بعدما توقفت عن العمل لعدة ساعات، خلال عطلة نهاية الأسبوع، قبل أن تعود للاشتغال من جديد، دون أي توضيح من شركة مارك زوكربيرج العملاقة.
وقد طرح ما حصل الكثير من الأسئلة داخل الرأي العام التونسي، خاصة وأن الصفحات التي تعرضت لما سمي بالعطل تعود لأشخاص سياسيين وصحافيين ونشطاء في المجتمع المدني. فهل يتعلق الأمر بمجرد عطل عابر؟ أم أنه محاولة من قبل جهة ما، للحد من حرية التعبير في البلاد وربما توجيه رسالة في هذا الاتجاه؟
ومن بين الأشخاص الذين تعرضت صفحتهم على فيسبوك للتلف، ولاء القاسمي رئيسة جمعية “الشباب يقرر”، التي تلقت كجل المعنيين بهذه القضية، رسالة مفادها أن حسابها قد أغلق لأنها لم تحترم قواعد فيسبوك.
وقد كتبت المدونة النشيطة سارة بن حمادي على حسابها على تويتر أن صفحتها توقفت عن العمل، وأنها تلقت رسالة ورد فيها أن حسابها قد أغلق بشكل نهائي. أما الكاتب هيثم مكي فقد أكد على حسابه في تويتر أن الكثير من حسابات الفيسبوك تم إغلاقها في تلك الليلة، وليس فقط تلك الخاصة بالناشطين السياسيين والمؤثرين، وشرح أن حالات التعليق تأتي عادة، نتيجة لبرنامج الإخطار الذي يتوفر عليه فيسبوك، والذي يمكن للمستعملين أن يقوموا به، لكن شريطة أن يتعلق الأمر برسائل إخطار كثيرة جدا، ما يؤدي إلى إغلاق الحساب، لكن، يضيف مكي أن الأمر هذه المرة لم يتم بهذه الشاكلة.
ويؤكد مختصون أن عمليات الإغلاق هاته، لم تمس فقط صفحات فيسبوك لتونسيين، بل استهدفت أيضا العديد من الأشخاص عبر بقاع العالم. وهم يرجحون أن الأمر ربما يتعلق بما سبق لشبكة مارك زوكربيرج أن ذكرته في بيان صدر في العشرين من الشهر المنصرم، وأكدت فيه أنها تنشد التأكد من أن المحتوى الذي يبثه فيسبوك، يأتي من أشخاص حقيقيين وليس من روبوتات الكمبيوتر أو أشخاص يختفون وراء هويات مختلفة. كما كان فيسبوك، بدأ منذ عام 2018، في التحقق من هوية الأشخاص الذين يديرون صفحات ذات جمهور كبير. وقد تم توسيعها لتشمل الأشخاص الذين لديهم عدد كبير من الأصدقاء والمحتوى.
كما يربط مختصون بين ما يشهده فيسبوك من تدقيق في هويات الأشخاص وما يبثونه عبر صفحاتهم، وبين حملة الشركة العملاقة لمحاربة الأخبار الزائفة، خاصة وأن الانتخابات الأمريكية ستتم في غضون الأشهر الخمسة المقبلة، والتي تعيد إلى الأذهان فضيحة استغلال شبكات التواصل الاجتماعي للتأثير على الناخبين.
يذكر أن تونس التي تتوفر على كثافة سكانية تناهز 12 مليون نسمة، تتوفر على أكثر من 7.3 مليون حساب فيسبوك، بالإضافة إلى 4.1 مليون مستخدم لـ Messenger لـ 11.9 مليون نسمة.