محمد عبد المعز يكتب : ويسألونك عن الصحافة

أصبح حال الصحافة في العالم يرثى له بسبب التحول التكنولوجي الرهيب في الانتقال من نقل المعلومة إلى القارئ في العالم من الوسيلة الورقية إلى الوسيلة الإلكتورنية، ولمهنة الصحافة قواعد، وجلال، وهيبة لأنها مهنة القلم، وأقسم الله عز وجل بالقلم في القرآن الكريم بقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
“نٓۚ وَٱلۡقَلَمِ وَمَا يَسۡطُرُونَ مَآ أَنتَ بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ بِمَجۡنُونٖ وَإِنَّ لَكَ لَأَجۡرًا غَيۡرَ مَمۡنُونٖ
صدق الله العظيم
وكان القلم، والصحف الورقية هى الوسيلة التي يحصل بها القارئ على المعلومة لكن أصبح اليوم هناك العديد من الوسائل الأخرى لنقل المعلومة عبر المواقع الإلكترونية الصحفية سواء العربية أو الأجنبية على مستوى كوكب الأرض لكن جميع تلك المواقع تعمل وفقا لقواعد الموقع الشهير جوجل من أجل الحصول على المكاسب المادية، وأصبح هم المواقع الإلكترونية في العالم التي تعمل لدى جوجل حصد أكبر قدر من المشاهدات بأي وسيلة، وضاعت هيبة الصحافة هنا، وقدسية القلم بالبحث عن التريند سواء في الشرق أو الغرب بينما لا يزال كوكب اليابان محتفظ بجلال، وهيبة الصحافة فالتلاميذ بالمدارس يقرأون الصحف الورقية، وإذا كان هذا حال التلاميذ فما بالك بالأباء بالطبع يقرأون الصحف الورقية التي لها أهمية كبيرة، ولذلك لا يزال كوكب اليابان المتقدم تكنولوجيا بمئات السنين عن العديد من الدول يهتم بالصحف الورقية، ويدعمها.
أما باقي الدول في العالم أهملت الصحف، وأهملت الصحفيين، وأصبح الجميع يعمل لدى جوجل من أجل أن يقتات ليحصل على لقمة العيش، وهنا تحدث المهازل في تلك المواقع الإلكتورنية بالضغط على الصحفي الذي يُطالب برقم خيالي من المقالات قد تصل إلى 80 مقال في وقت عمله من أجل تحقيق رغبات جوجل، ويحصد الموقع الأرباح دون الإلتفات لجودة العمل، وقد يتعرض الصحفي للفصل التعسفي من تلك المواقع الإلكترونية التي ألصقت نفسها بمهنة الصحافة لإمتلاكهم المال بسبب عدم تحقيق ما يُسمى تارجت جوجل ليحقق الموقع الأرباح.
و الصحافة مهنة أمن قومي لجميع دول العالم فهي خط الدفاع الأول عن أي دولة لأنها من توجه بوصلة المجتمع الذي تتواجد فيه تلك الصحافة، ومن ذلك المنطلق يجب أن تدعم الدول الصحافة، والصحفيين، وتوفير الأمان المادي لهم لأنهم لديهم عائلات، واحتياجات كباقي العائلات، وهم من أخطر عوامل الحفاظ على المجتمع، والأمن القومي فالصحافة هي من ترصد كل شئ سواء كان جيد أو سئ، وتمنع الكوارث عبر الكشف عنها، وتنبه المجتمع لأي خطر محدق به، ونسيجه بينما جوجل ينظر للجميع كأرقام، وأرباح.



