سمر نديم… امرأة أنقذت «المنسيات» من الشارع فوجدت نفسها في مرمى الاتهامات

كتب/ حسين صالح

في وقت تتزايد فيه حملات التشويه ضد شخصيات تعمل في المجال الخيري، برز اسم سمر نديم كقصة استثنائية لامرأة اختارت مواجهة قسوة الشارع بدلاً من الضوء والشهرة، فدفعت ثمناً لم يكن يوماً في حساباتها.

سمر نديم، التي لم تُعرف يومًا ناشطة تبحث عن الظهور، بدأت رحلتها الإنسانية من غرفة صغيرة في عين شمس، حيث كرّست وقتها لخدمة المطلقات والأرامل والأسر المتعففة، رغم إمكانياتها المحدودة.

وبمرور الوقت، توسعت مبادرتها لتشمل رعاية ذوي الهمم وكبار السن، وتحوّل العمل الفردي إلى مؤسسة تحمل بصمة واضحة في خدمة الفئات الأكثر احتياجًا.

ويعد أبرز خطواتها الإنسانية كانت إنشاء دار لرعاية السيدات المشردات وكبيرات السن، ممن قضين سنوات على الأرصفة بلا مأوى ولا سند.

فلم يكن المكان مجرد دار رعاية تقليدية، بل بيتًا للكرامة والأمان لسيدات فقدن كل شيء، فوجدن لدى سمر ما افتقدنه طويلًا: الاحترام والطمأنينة.

وثّقت سمر الحالات التي أنقذتها من الشارع، ليس بحثًا عن المتابعة أو التقدير، وإنما لتسليط الضوء على معاناة أمهات مصريات مرّ عليهن العمر بين الإهمال والخوف.

ورغم ما قدمته من جهود، أصبحت سمر نديم مؤخرًا هدفًا لهجوم غير مبرر، بينما يتجاهل الكثيرون السؤال الأهم: لماذا تُحارب امرأة كرّست حياتها لإنقاذ من لا يملك أحدًا؟ ولماذا تُنتقد بينما يغضّ البعض الطرف عن ممارسات أخرى أقل شفافية وأكثر استغلالًا للناس؟

في زمن يعلو فيه ضجيج المحتوى الترفيهي، تبدو الأصوات الإنسانية كهمسات ضعيفة، لكن قصة سمر نديم تذكّر بأن الخير لا يزال موجودًا، حتى وإن وجد من يحاول إسكات صوته.

فإن سمر نديم ليست مجرد اسم يتصدر الأخبار، بل نموذج لامرأة حملت وجع الآخرين بإخلاص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى