علاء الزهيري: راندفو الحدث الذي أصبح رمزًا للتعاون والتطور والحوار البنّاء في صناعة التأمين

رحب علاء الزهيري، رئيس اتحاد شركات التأمين في كلمته خلال فعاليات النسخة السابعة من ملتقى شرم الشيخ السنوي للتأمين وإعادة التأمين بالسيد د. محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية و د. محمد معيط، المدير التنفيذي وعضو مجلس المديرين التنفيذين، وممثل المجموعة العربية والمالديف بصندوق النقد الدولى، ووزير المالية الأسبق د. أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية والأستاذ عبد الرحيم الشافعي، رئيس هيئة الرقابة على التأمين والضمان الاجتماعي بالمغرب و د. طارق النور هدى، الأمين العام لهيئة الرقابة على التأمين بالسودان واللواء نادر علام، رئيس مدينة شرم الشيخ، ممثلًا عن معالي اللواء خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء

وفي كلمته الافتتاحية، رحّب الزهيري بالحضور، مؤكدًا أن ملتقى شرم الشيخ أصبح رمزًا للتكامل التأميني في المنطقة، ومنصة استراتيجية لبحث مستقبل الصناعة في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية.
هذا العام يحمل أهمية خاصة لاتحاد شركات التأمين المصرية، ليس فقط بما حققناه من إنجازات، ولكن أيضًا بالطريقة التي تم بها تحقيق هذه الإنجازات.
فمنذ لقائنا الأخير، شهد الاقتصاد المصري تطورات إيجابية ملحوظة كما تابعنا في الفيلم الوثائقي، وانعكست هذه النهضة على قطاع التأمين الذي حقق نموًا واضحًا خلال العام الماضي، بفضل الجهود المشتركة لجميع أطراف السوق والدعم المتواصل من الهيئة العامة للرقابة المالية.
لقد أسفرت هذه الجهود عن نتائج ملموسة، منها:
ارتفاع إجمالي الأقساط التأمينية إلى 82.3 مليار جنيه في نهاية العام المالي 2023/2024 مقابل 61 مليار جنيه في العام السابق بنسبة نمو بلغت 34%.
وزيادة إجمالي التعويضات المسددة إلى 37 مليار جنيه مقابل 27 مليار جنيه في العام السابق بنسبة نمو مماثلة 34%.
كما ارتفعت استثمارات شركات التأمين إلى 298 مليار جنيه بمعدل نمو 43% مقارنة بالعام الماضي.
نحن نحتفل اليوم بمرور أكثر من سبعين عامًا من العمل والريادة، حيث يقف الاتحاد على أعتاب مرحلة جديدة من التطوير المؤسسي، والرؤية الواضحة للمستقبل.

لقد كان صدور قانون التأمين الموحد لعام 2024 بمثابة تحول جذري، ليس فقط في الهيكل التنظيمي، بل في الفكر والرؤية.
وقد نظم الاتحاد احتفالًا مميزًا بهذه المناسبة التاريخية — اليوبيل البلاتيني — بمشاركة بارزة من قيادات التأمين على المستويين المحلي والدولي.
كما نجح الاتحاد خلال هذا العام في تنظيم مجموعة من الفعاليات المهمة بالشراكة مع مؤسسات تأمينية دولية، من أبرزها:
المؤتمر الرابع للتأمين متناهي الصغر والمؤتمر الإقليمي العاشر للتأمين الشامل في أفريقيا بالتعاون مع Munich Re Foundation وFinProbity Solutions وMicroinsurance Network.
منتدى الاتحاد الدولي للتأمين البحري (IUMI MENA) الذي أُقيم لأول مرة في تاريخ الاتحاد الدولي في مصر.
الشراكة الاستراتيجية مع جمعية الاكتواريين الدولية في الندوة الإقليمية للجمعية.
وكذلك تنظيم النسخة السادسة من الماراثون السنوي للتأمين تحت شعار «نجري معًا… نسبق الخطر بالتأمين»، برعاية الهيئة العامة للرقابة المالية.
واهتم الاتحاد كذلك بتطوير الكوادر المهنية من خلال لجانه الفنية المتخصصة، التي نظمت ورش عمل نصف شهرية حول أحدث الاتجاهات والممارسات العالمية في مختلف فروع التأمين.
كما أولى الاتحاد أهمية خاصة لتأهيل الكوادر الاكتوارية، فقام بتوقيع بروتوكول تعاون مع كلية التجارة بجامعة القاهرة لتقديم منح دراسية كاملة لما يصل إلى 40 طالبًا في برنامج العلوم الاكتوارية.
كما نظم بالتعاون مع الكلية ملتقى التوظيف السنوي لتوظيف خريجي كلية التجارة، وبدأ تنفيذ المرحلة الثانية من بروتوكول التعاون مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة لإنشاء أول دبلوم مهني متخصص في العلوم الاكتوارية تحت رعاية الهيئة العامة للرقابة المالية.
وفي هذه المناسبة، نتقدم بخالص الشكر والتقدير لمجلس الإدارة السابق على ما قدموه من جهد وإخلاص خلال فترة توليهم المسؤولية، فقد وضعوا الأسس التي يبني عليها المجلس الحالي رؤيته المستقبلية.
أما مجلس الإدارة الجديد، فقد وضع استراتيجية طموحة للاتحاد للفترة 2025–2029، ترتكز على الاستمرارية والتطوير، وتتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للشمول المالي والابتكار والاستدامة.
وتعتمد هذه الاستراتيجية على أربعة محاور رئيسية:
توسيع نطاق الحماية التأمينية لتشمل شرائح جديدة من المجتمع.
دعم الابتكار والتكنولوجيا التأمينية (InsurTech).
دمج مبادئ الاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية.
تعزيز الشفافية في السوق التأميني.
وقد بدأ الاتحاد بالفعل في تنفيذ هذه المحاور من خلال خطوات عملية، منها توقيع بروتوكول تعاون مع هيئة الرعاية الصحية لدمج خدمات التأمين والرعاية الصحية وتعزيز التأمين الطبي في مصر.
كما يستعد الاتحاد لتنظيم المؤتمر السنوي الـ52 والجمعية العامة للمنظمة الأفريقية للتأمين (AIO) في مايو 2026 بالقاهرة، ونتطلع لمشاركة جميع شركائنا في هذا الحدث القاري الهام.
أيها السيدات والسادة،
إن شعار هذا العام «التأمين في ظل المتغيرات العالمية » يعبر بدقة عن واقعنا الحالي.
فالعالم اليوم يشهد تحولات كبرى — سواء من حيث الاضطرابات الجيوسياسية، أو التطور التكنولوجي بقيادة الذكاء الاصطناعي، أو التغيرات الديموغرافية والاجتماعية — وكلها تؤثر في كيفية تقييمنا وإدارتنا للمخاطر.
وفي مواجهة هذه التحديات، يظل التأمين ليس مجرد أداة حماية، بل ركيزة للاستقرار والتخطيط للمستقبل.
وأثناء انعقادنا هنا في شرم الشيخ، المدينة التي احتضنت حوار العالم حول المناخ، يسعدنا أن نعلن عن إطلاق مبادرة Go Green بالتعاون بين الهيئة العامة للرقابة المالية ومحافظة جنوب سيناء والاتحاد، لترسيخ مفهوم الاستدامة والمسؤولية البيئية في صميم صناعة التأمين.
كما أطلق الاتحاد، بدعم من الهيئة العامة للرقابة المالية وصندوق حماية حملة الوثائق، حملة توعية إعلامية لمدة عامين عبر مختلف وسائل الإعلام لتعزيز الثقافة التأمينية وتسليط الضوء على الدور الحيوي للتأمين في حماية الأفراد والمؤسسات والمجتمع.
وقد حققت الحملة انتشارًا واسعًا ونتائج قوية كما سنشاهد في العرض التالي، وهنا أود أن أتوجه بالشكر للسيد أحمد أبو هندية، رئيس مجلس إدارة صندوق حماية حملة الوثائق، على دعمه الكبير لهذه المبادرة.
زملائي وأصدقائي،
إن رحلتنا معًا ليست فقط رحلة مهنية، بل هي رحلة إيمان ورسالة.
فنحن لا نمثل شركات أو مؤسسات فقط، بل نحمل مسؤولية الثقة، ونقف خلف كل خطوة تعيد بناء المجتمعات وتدعم استقرارها.
وأغتنم هذه الفرصة لأتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى:
دولة رئيس مجلس الوزراء المصري على رعايته الكريمة لهذا الحدث، وثقته في قطاع التأمين كأحد ركائز التنمية المستدامة.
الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، على قيادته الحكيمة ورؤيته الاستشرافية في تطوير القطاع المالي غير المصرفي.
الدكتور محمد معيط، وزير المالية الأسبق، على دعمه المتواصل لقطاع التأمين، وأهنئه على حصوله على وسام الشمس المشرقة الياباني تقديرًا لإسهاماته المتميزة.
اللواء خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، على دعمه اللامحدود وتسهيل كافة الترتيبات لإنجاح هذا الملتقى.
الشركة الأفريقية لإعادة التأمين، راعي الحدث الرئيسي، وعلى رأسها الدكتور كورنيلي كاريكيزي، لما تقدمه من دعم مستمر وتعزيز لقدرات السوق الأفريقي.
كما أشكر جميع الرعاة والشركاء والمتحدثين والإعلاميين والضيوف الدوليين، فبمشاركتكم وإسهاماتكم يتعزز نجاح هذا الحدث عامًا بعد عام.
وفي الختام، أتوجه بجزيل الشكر لزملائي في اتحاد شركات التأمين المصرية على جهودهم الكبيرة في تنفيذ رؤية المجلس، وتعزيز دور الاتحاد في دعم صناعة التأمين في مصر.
شكرًا لكم جميعًا،
و نتمنى أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه المنشودة، وأن يكون منصة فاعلة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين جميع الجهات المشاركة.



