روجينا فتح الله تكتب: المجلس القومي للمرأة في “قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي”
صحفية متخصصه في ملف المرأة

في زمن تتسارع فيه التغيرات، وتفرض علينا التكنولوجيا واقعًا جديدًا في الإعلام والتواصل، تأتي مشاركة المجلس القومي للمرأة في الدورة الثانية من “قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي” كخطوة تعكس وعياً عميقاً بأهمية تمكين المرأة ليس فقط في المجال السياسي أو الاجتماعي، بل أيضًا في مجال الإعلام الرقمي والإبداعي، الذي أصبح اليوم ساحة التأثير الأوسع.
إن وجود المجلس في مثل هذه القمة، التي تجمع الشباب العربي المبدع في مجال الإعلام، يمثل رسالة واضحة مفادها أن المرأة لم تعد على الهامش، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من صناعة المحتوى، ومن تشكيل الوعي العام، خاصة في عصر أصبحت فيه الكلمة والصورة والفكرة أسرع من أي وسيلة تقليدية للتأثير.
ما يلفت الانتباه حقًا هو أن مشاركة المجلس لم تكن رمزية أو بروتوكولية، بل جاءت مدعومة برؤية واضحة حول ضرورة دعم الفتيات والسيدات في الإعلام، وتوفير الفرص الحقيقية أمامهن لإبراز طاقاتهن الإبداعية، ومواجهة الصور النمطية التي طالما رافقت حضور المرأة في وسائل الإعلام.
لقد شهدنا خلال الجلسات النقاشية للقمة، التي جمعت بين مسؤولين وشباب ومبدعين من مختلف الدول العربية، أصوات نسائية قوية، قدمت نماذج نجاح واقعية، وأكدت أن دعم المرأة إعلامياً ليس ترفاً، بل هو ضرورة لتوازن المشهد الإعلامي العربي، ولخلق محتوى أكثر شمولاً وعدالة.
والمجلس القومي للمرأة، بمشاركته هذه، أثبت مجددًا أنه لا ينغلق في الملفات التقليدية، بل ينفتح على المساحات المستقبلية، مدركًا أن الإعلام الجديد هو مفتاح من مفاتيح التمكين، خصوصاً للشابات اللواتي يعانين أحيانًا من التهميش أو الإقصاء من المنصات التقليدية.
كمتخصصة في ملف المرأة، أرى أن هذا الحضور النوعي يجب أن يتطور إلى برامج ومبادرات فعلية، تُترجم إلى تدريبات، وورش عمل، ومشاريع مشتركة مع المؤسسات الإعلامية الكبرى، ليصبح للمرأة العربية دور فاعل، لا فقط كمُتلقي للمحتوى، بل كصانعة له، وموجهة للرأي العام.
ختامًا، مشاركة المجلس القومي للمرأة في قمة الإبداع الإعلامي ليست مجرد مشاركة في حدث، بل هي إعلان نية حقيقية بأن مستقبل الإعلام العربي يجب أن يكون أكثر عدلاً، وأن صوت المرأة فيه يجب أن يُسمع، لا مجاملة، بل إيماناً بأنها تملك من الأدوات والرؤية ما يجعلها شريكاً أساسياً في صياغة إعلام جديد… أكثر وعياً، وأكثر إنصافًا.