مشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع (السخنة/العلمين/مطروح)

شاهد أحدث تصوير جوي لأعمال تركيب القضبان وتشطيبات المحطات وتقدم أعمال تنفيذ المشروع

كتب / عاطف طلب

تواصل مصر مسيرتها التنموية بخطوات ثابتة، ويُعد مشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع (السخنة/العلمين/مطروح) أحد أبرز ملامح هذه المسيرة، حيث يشهد تقدمًا ملحوظًا في أعمال تركيب القضبان وتشطيبات المحطات. إن المشاهد التي تُظهرها الصور الجوية لهذا المشروع العملاق ليست مجرد لقطات لخط سكة حديد، بل هي تجسيد حقيقي للجهد الضخم والتفاني الذي يبذله المهندسون والعمال المصريون في سبيل إنجاز هذا الصرح التنموي.

لم يتوقف العمل لحظة في هذا المشروع الحيوي، فمنذ عدة أشهر، وصلت القطارات الإقليمية الأولى التي صُنعت في مصانع سيمنز الألمانية إلى مصر. وتم الانتهاء من تصنيع عدد 15 قطارًا إقليميًا (ديزيرو) أخرى من إجمالي 34 قطارًا، بالإضافة إلى 5 قطارات سريعة (فيلارو) من أصل 15 قطارًا. ومن المخطط أن يصل أول قطار سريع إلى مصر في أغسطس القادم، في حين تم الانتهاء بالكامل من تصنيع 14 جرار بضائع. هذه الأرقام تعكس حجم الإنجاز وسرعة التنفيذ التي يتميز بها المشروع.

إن أعمال تنفيذ شبكة القطار الكهربائي السريع تجسد ملحمة عظيمة تُنفذ على أرض مصر، فهي شبكة ستربط كافة أنحاء الجمهورية ببعضها البعض. ومع اكتمال الخط الأول من هذه الشبكة، سيتحقق الربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط بريًا، ليصبح بمثابة قناة سويس جديدة على قضبان، مما يفتح آفاقًا جديدة للتجارة واللوجستيات.

ستغطي هذه الشبكة العملاقة أنحاء الجمهورية، ولن تكون مجرد شرايين نقل، بل ستعمل كشرايين تنمية تخدم المناطق العمرانية والصناعية الجديدة والقائمة. فستساهم في خدمة المناطق الصناعية في حلوان، 15 مايو، برج العرب، السادس من أكتوبر، المنيا الجديدة، وأسيوط الجديدة، وغيرها. كما ستخدم المناطق السياحية المتنوعة في الجيزة، سوهاج، الأقصر، أسوان، أبو سمبل، والبحر الأحمر. بالإضافة إلى ذلك، ستدعم المناطق الزراعية الجديدة في الدلتا الجديدة، مستقبل مصر، جنة مصر، وغرب المنيا، وتوشكى، وشرق العوينات.

تساهم شبكة القطار الكهربائي السريع أيضًا في خلق محاور لوجستية حيوية تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط وشمال وجنوب البلاد. وهي تربط المناطق الصناعية (مناطق الإنتاج) بالموانئ البحرية (مراكز التصدير)، وكذلك تربط مناطق التنمية الزراعية الحديثة (الدلتا الجديدة، غرب المنيا، توشكى، مستقبل مصر، وغيرها) بمناطق الاستهلاك وموانئ التصدير. ليس هذا فحسب، بل توفر خطوط شبكة القطار الكهربائي السريع الثلاثة آلاف فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز التنمية الشاملة.

تتكون شبكة القطار السريع من 3 خطوط بإجمالي طول يبلغ 2000 كيلومتر و60 محطة، بالإضافة إلى ورشتين رئيسيتين و6 نقاط للصيانة. ويبلغ أسطول هذه الشبكة 41 قطارًا سريعًا، و94 قطارًا إقليميًا، و41 جرار بضائع. أما الخط الأول (السخنة – العلمين – مطروح) فيبلغ طوله 660 كيلومترًا، ويشتمل على 21 محطة (13 محطة قطار سريع، و8 محطات إقليمية). هذه الأرقام تعكس ضخامة المشروع وتخطيطه الشامل لخدمة احتياجات النقل والتنمية في مصر لعقود قادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى