باريس سان جيرمان يقسو على رفاق ميسي ويتقدم لدور الثمانية في دوري أبطال أوروبا

كتب/ سيف نصر
في ليلة أوروبية سادتها الإثارة والندية، تمكن نادي باريس سان جيرمان من حسم تأهله إلى دور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا، وذلك بعد فوزه الكبير والمستحق على فريق يضم كوكبة من النجوم، من بينهم الأسطورة ليونيل ميسي. المباراة التي أقيمت على أرضية ملعب “حديقة الأمراء” شهدت أداءً استثنائيًا من لاعبي العاصمة الفرنسية، الذين قدموا عرضًا كرويًا يثلج الصدور، ليثبتوا علو كعبهم ويثأروا من أي شكوك حول قدرتهم على المضي قدمًا في البطولة الأغلى قاريًا.
منذ صافرة البداية، فرض باريس سان جيرمان سيطرته المطلقة على مجريات اللعب. بدا واضحًا أن المدرب قد أعد خطة محكمة لاستغلال نقاط ضعف الخصم، مع التركيز على سرعة الأجنحة والضغط العالي على حامل الكرة. الهجمات المتتالية لم تتوقف، وشكلت خطورة بالغة على مرمى الفريق المنافس. لاعبون مثل كيليان مبابي ونيمار جونيور كانوا في قمة تألقهم، بتمريراتهم الساحرة وتحركاتهم الذكية التي مزقت دفاعات الخصم مرارًا وتكرارًا.
في المقابل، بدا فريق رفاق ميسي يعاني من ضغط باريس سان جيرمان المتواصل. على الرغم من وجود لاعبين عالميين في صفوفهم، إلا أنهم واجهوا صعوبة بالغة في بناء الهجمات وتنظيم صفوفهم. ليونيل ميسي، الذي اعتاد على أن يكون صانع الفارق، وجد نفسه محاطًا برقابة لصيقة من لاعبي خط وسط ودفاع باريس، مما قلل من فاعليته بشكل كبير. محاولاته الفردية كانت تفتقر إلى الدعم الكافي من زملائه، الذين بدا عليهم الارتباك وعدم القدرة على مجاراة إيقاع المباراة السريع.
الشوط الأول انتهى بتقدم باريس سان جيرمان، معززًا من ثقة لاعبيه وداعمًا لجماهيره المتحمسة. ومع بداية الشوط الثاني، لم تتغير الأمور كثيرًا. استمرت هجمات باريس في التدفق، مستغلين أي مساحة تظهر في دفاع الخصم. هذا الأداء القوي لم يكن مجرد عرض هجومي، بل كان مصحوبًا بصلابة دفاعية وهجومية، حيث كان لاعبو خط الوسط والدفاع يقطعون الكرات ببراعة ويحولونها إلى هجمات مرتدة سريعة.
مع مرور الوقت، بدا الإرهاق يتسلل إلى لاعبي الفريق المنافس، وتزايدت الأخطاء الفردية. استغل باريس سان جيرمان هذه الأخطاء بذكاء، وتمكن من إضافة المزيد من الأهداف، ليؤكد تفوقه المطلق. التغييرات التي أجراها المدرب كانت في محلها، حيث ساهمت في الحفاظ على الحيوية والضغط، ومنحت الفريق دفعة إضافية.
وبهذا الفوز الساحق، لم يؤمن باريس سان جيرمان مكانه في دور الثمانية فحسب، بل أرسل رسالة قوية إلى جميع منافسيه في البطولة. لقد أظهر الفريق نضجًا تكتيكيًا وقوة جماعية، مما يجعله مرشحًا قويًا للمنافسة على اللقب هذا الموسم. أما بالنسبة لرفاق ميسي، فإن هذه الخسارة تعد خيبة أمل كبيرة، وستدفعهم لإعادة تقييم أدائهم والبحث عن حلول لمعالجة نقاط الضعف التي ظهرت بوضوح في هذه المباراة الحاسمة. جماهير باريس سان جيرمان تحتفل الآن بهذا الإنجاز، وتتطلع بحماس إلى القرعة القادمة، آملين في مواصلة مسيرتهم نحو المجد الأوروبي.