دعوة السيسي لترامب: ضغط أمريكي لتحقيق السلام الدائم في غزة

كتب / سالم الشمري
في قمة بغداد الرابعة والثلاثين، التي انعقدت وسط ظروف إقليمية ودولية معقدة، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعوة صريحة إلى الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، للضغط على إسرائيل بهدف تحقيق السلام الدائم في المنطقة. تأتي هذه الدعوة في سياق تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وخاصةً القضية الفلسطينية التي تشهد جمودًا في عملية السلام وتصعيدًا في العنف.
أكد السيسي خلال كلمته الافتتاحية على أن “قمة بغداد تنعقد وسط ظروف معقدة وغير مسبوقة تتطلب وقفة موحدة حفاظًا على أمن أوطاننا”. وأضاف أن “إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو السبيل الوحيد للخروج من دوامة العنف”. هذا التأكيد يعكس الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والذي يعتبرها جوهر الصراع في المنطقة، وأن حلها العادل والشامل هو المفتاح لتحقيق الاستقرار والسلام.
دعوة السيسي لترامب للضغط على إسرائيل تعكس إدراكًا مصريًا لأهمية الدور الأمريكي في عملية السلام. الولايات المتحدة، بصفتها حليفًا استراتيجيًا لإسرائيل، تمتلك نفوذًا كبيرًا يمكن استخدامه لدفع الأطراف نحو طاولة المفاوضات. تاريخيًا، لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريًا في الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ورغم التحديات، تظل واشنطن طرفًا أساسيًا في أي جهد سلام جاد.
الرئيس المصري شدد أيضًا على أن “إسرائيل تريد تحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة”، مؤكدًا أن “آلة الحرب الإسرائيلية تتخذ من التجويع والحرب والتدمير سلاحًا، في تحد صارخ للقوانين الدولية”. هذه التصريحات تعكس قلقًا عميقًا إزاء الوضع الإنساني المتدهور في غزة، وتؤكد على ضرورة تدخل دولي عاجل لوقف هذا التدهور.
كما أشار السيسي إلى أن بلاده “تواصل التنسيق مع قطر والولايات المتحدة لضمان تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة”. هذا التنسيق يعكس الدور المصري الفعال في الوساطة بين حماس وإسرائيل، وجهود مصر المستمرة لتهدئة الأوضاع ومنع تصعيد العنف.
إن دعوة السيسي لترامب تضع الولايات المتحدة أمام مسؤولية تاريخية. فالمنطقة تعاني من صراعات مزمنة، وتصاعد التوترات يهدد بزعزعة الاستقرار الإقليمي. الضغط الأمريكي على إسرائيل يمكن أن يكون له تأثير كبير في دفع عملية السلام إلى الأمام، وتحقيق حل الدولتين الذي يعتبره المجتمع الدولي الحل الأمثل للقضية الفلسطينية.
في الختام، تعكس دعوة الرئيس السيسي للرئيس ترامب إدراكًا عميقًا للتحديات التي تواجه المنطقة، وتأكيدًا على الدور المصري المحوري في جهود السلام. إنها دعوة للعمل الجاد والمسؤول من قبل الولايات المتحدة، والمجتمع الدولي بأسره، لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.