بعد حادثة ياسين.. د. فرويز: المغتصب يخشى الاقتراب من الطفل ومعه أحد ويمكن تعديل السلوك.. والازهر يشيد بشجاعة عائلة الطفل

كتب/ شريف حسن
نكتشف بين ليلة وضحاها جرائم عديدة منها حادثة الاعتداء الجنسى على الطفل “ياسين” ذا الستة أعوام بمحافظة البحيرة تحت التهديد والوعيد والترهيب بعدم إفشاء ما يتعرض له, وملاحظة الأم علامات غير مفهومة وطبيعية على ابنها خلال فترة الإجازة، وجريمة الاعتداء على الطفل “ياسين” ليست هى الأولى، بل سبقها جريمة اغتصاب الطفلة “زينة” من ذئب بشرى و”هدى” ذات الخمس سنوات على يد اثنان “جار وحارس عقار”.
وتبين بالكشف الطبى علي الطفل ارتكاب جريمة بشعة تشيب لها الرؤوس، حيث وجود آثار عنف واعتداء وتم تحرير محضر بتلك الأحداث بقسم الشرطة الذى أحضر المتهم وواجهه بالاتهامات وأنكرها وأخطرت النيابة العامة ببلاغ الأم والاستماع للأقوال والتى أثبتت تعرض الطفل للاعتداء أكثر من مرة داخل المدرسة.
اشادة الازهر بمرافعة الأم
يوضح د. عباس شومان، وكيل الأزهر السابق قائلا: “لم أسمع من قبل عن محامٍ كسب قضية كهذه من أول جلسة، ولم يكن المحامون يتوقعون صدور الحكم بهذا الشكل المبكر، لكن مرافعة الأم كانت كافية”، موجهًا لها تحية خاصة على شجاعتها وإصرارها على حق ابنها، وقد أشاد د. شومان بالحكم القضائي الصادر في قضية الطفل ياسين الذي تعرض لاعتداء من قِبل مراقب مالي في المدرسة الخاصة التي كان يدرس بها.
شجاعة عائلة الطفل
كما اشاد د. شومان بشجاعة عائلة الطفل قائلا: “لقد فعلت عائلة الطفل ما سكت عنه غيرهم، ولا يعيبهم شيء، إلا أنه لا يجوز نشر صورهم دون إذنهم، حرصًا على خصوصيتهم وسلامتهم النفسية والاجتماعية”.
العدالة الناجزة
وأكد د. شومان أن القضاء المصري كان عند حسن ظن المصريين، حيث أصدر حكمًا سريعًا ورادعًا بحبس المتهم بالمؤبد من أول جلسة، معتبرًا أن هذا الحكم أعاد الطمأنينة للشارع المصري، ومثّل رسالة حاسمة بأن العدالة لا تتأخر حين يكون الأمر متعلقًا بكرامة وأمان الأطفال، ودعا إلى إغلاق ملف القضية بعد صدور الحكم، حمايةً للطفل البريء وأسرته، وتقديرًا لما قام به القضاء المصري من دور فعّال في تحقيق العدالة دون إبطاء.
الاضطرابات الجنسية ليس لها سن
يوضح لنا د. جمال فرويز استشارى الطب النفسى بمستشفيات جامعة عين شمس أن الاضطرابات الجنسية أو اضطراب الديبوفيليا سواء كان شاب صغير أو كبير السن ولا فارق بين الاثنان، فهو اضطراب جنسى بنسبة 90% بيكتمل قبل سن الـ14 عاما.
تأثير السوشيال ميديا
أما السوشيال ميديا فيرى د. جمال أنها ليست هى التى تزود الجريمة بقدر ما تزود الوعى بالجريمة وبتزود النظر حولها، فمنذ الصغر كنا نسمع عن شخص فى منطقة أو نادى أو مدرس فى مدرسة أو فراش فى مدرسة كان بيقال خدوا بالكم من هذا ومتلعبوش معاه، فعندما يرى مرتكب الجريمة “المتحرش أو المغتصب” أحد أفراد الأسرة كبير فى السن مع الطفل يخشى الاقتراب، فالمغتصب بيدور على طفل ليس معه أحد، فهذه الأحداث موجودة من زمان، والسوشيال زودت الكلام حول هذا الحدث ومرتكبيه وأصبح له صدى، مثلما رأينا عن موضوع “ياسين” الذى أضحى حديث الشارع المصرى رغم أن هذا الحدث مضى عليه سنة وأكثر، ولكن السوشيال ميديا أثارت الموضوع بطريقة فجة وجعل الناس يتنبهون لمتابعة أطفالهم.
انواع الاعتداء الجنسي
أما عن الطفل المعتدى عليه طبقا للمرحلة السنية يختلف، فالطفل الذى عمره أقل من ثلاث سنوات غير الطفل أكبر من الثلاث سنوات – والكلام للدكتور جمال فرويز – فالذى عمره ثلاث سنوات مش هيفتكر حاجة، أما الأكبر من ذلك فسيتذكر خصوصا إذا كان الاعتداء، فالبيدوفيليا نوعان، “احتضان أو تقبيل أو لمس بالأيدى من الخلف على الملابس على العضو الذكرى” أو “اعتداء كممارسة كاملة مع الطفل/الطفلة فيتسبب فى تهتكات أو اصابات شديدة، إلى جانب بعدما يتم التعامل معه – معها – أكثر من خمس متتالية فبيتعود على ذلك، لأنه يوجد غدة تُسمى “البروستاتا” تعودت أن تتلوث من الخلف وأصبح الطفل من طبيعى إلى طفل له ميول جنسية سلبية.
العلاج النفسي والسلوكي
أما عن تعديل سلوك مرتكب الجريمة بعد الجريمة فيمكن تعديل سلوكه وانخراطه بالمجتمع، فمن يريد تعديل السلوك يوضح د. فرويز أن جمعية الطب النفسى بالولايات المتحدة أصدرت تقريرا فى 2020 أن المقبلين على تعديل سلوكهم بعد ارتكاب الجريمة “الاعتداء أو الإيذاء الجنسى” لا يتعدى نصف فى المائة – أى خمسة لكل مائة ألف – وهذا عدد ضئيل جدًا ولا يتجهون إلى العلاج، لكن لو طلب العلاج كنا عالجناه، فكل المترددين على العيادات النفسية عالجناها وكانت أعمارهم تتراوح ما بين 15 إلى 18 سنة، والأسرة هى التى شاهدت الموقف وهى التى أسرعت بالتواصل وبدأنا العلاج ونسوا ما مضى وعادوا كأنهم أسوياء.
وعي الابناء
يرى د. فرويز أن أفضل طريقة للأبناء فهى الوعى والفهم بألا يخاف، فبعض الأهالى للأسف عندما يتعرض أحد الأبناء للإيذاء أو التعدى عليهم فيلوموا الضحية ويقولون انت اللى ضعيف انت اللى سهلت، انت اللى ساعدت، وللأسف يقفون ضد الضحية وليس على الجانى وطبعا يتم مداراة الموضوع وتجنب إحداث أى بلبلة فى المجتمع فذلك من العار، فلابد من الوعى والفهم وإصلاح المضطربين ويتم حسابهم ونوعى الأبناء بعدم التقبيل وعدم لمس الجسم ودخول دورات المياه مع أحد وعدم الذهاب إلى مكان بعيد فى المدرسة أو فى النادى وهذه أشياء ضرورية يجب معرفتها جيدًا، وإذا أى شخص هددك بأى حاجة تعالى وقول، فبعض الجناة أو المعتدين يهددون الأطفال بقتل الأب أو الأم أو الذبح وهي تلك التهديدات العنيفة التى يلجأ إليها.
الرأى القانونى
تنص المادة 268 من قانون العقوبات أن كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد أو شرع فى ذلك يُعاقب بالسجن المشدد, وإذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة المذكورة لم يبلغ 18 سنة ميلادية أو كان مرتكبها أو أحد مرتكبيها ممن نص عليهم فى الفقرة الثانية من المادة 267 تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن 7 سنوات, وإذا اجتمع هذان الظرفان معا يُحكم بالسجن المؤبد وقررت المحكمة الحكم بالسجن المؤبد على المتهم.