بارزاني: الكرد تعرضوا للتهميش والإقصاء في سوريا.. وهذا السبيل لبناء بلد ديمقراطي

استقبل، اليوم السبت، في صلاح الدين قرب أربيل، رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي والوفد المرافق له.
وأعلن مقر البارزاني، أن اللقاء تبادل وجهات النظر حول الأوضاع وآخر المستجدات في المنطقة، وخاصة في سوريا، وأكد الجانبان على العلاقات التاريخية والصداقة بين المملكة الأردنية وإقليم كردستان وسبل تطور هذه العلاقات.
وخلال كلمة للزعيم بارزاني ضمن مؤتمر وحدة الصف والموقف الكردي بكردستان سوريا، ألقاها عنه ممثله حميد دربندي، أكد على وجود مسؤولية تاريخية جسيمة للتغلب على التحديات الراهنة، وإعداد مشروع موسع ومناسب يعبّر عن تطلعات الكرد، ضمن إطار سوريا موحدة، وحرة وديمقراطية.
ووصف بارزاني المؤتمر بأنه خطوة مهمة وتاريخية ضمن جهود بناء وحدة الكرد وتحديد رؤية موحدة ومشتركة لإيجاد حل عادل للقضية الكردية بما يضمن المشاركة الحقيقية للشعب الكردي في وطنه، كما يساهم في مشاركتكم ببناء مستقبل أفضل للسوريين كافة، موجها الشكر إلى السيد مظلوم عبدي على جهوده، آملا في بذل كل ما يمكن لرفع مستوى التفاهم والتعاون المشترك بين صفوف الكرد.
وقال بارزاني: إن الشعب الكردي في سوريا تعرض وطوال عقود للتهميش وكل أنواع الإقصاء والإنكار والقمع، واليوم، في ظل التغييرات المتسارعة التي تحدث في سوريا والمنطقة وستستمر مستقبلاً أيضاً، ثمّة فرصة كبرى سانحة له، وهناك مسؤولية تاريخية جسيمة للتغلب على التحديات الراهنة، وإعداد مشروع موسع ومناسب يعبّر عن تطلعات الكرد ضمن إطار سوريا موحدة، وحرة وديمقراطية.
وتابع بارزاني : إزاء التهديدات الأخيرة في المنطقة، تبدو جليةً أهمية النضال الديمقراطي والسلمي كأداة استراتيجية لضمان حقوق شعبنا وتلبية تطلعاته، وأكد أن الحل السلمي والدبلوماسي هو الأهم دائماً والطريقة المثلى لتحقيق نتائج أفضل في تسوية القضايا المعقدة.
وأشار إلى الدراية التامة بالتداعيات السلبية المباشرة للحروب والعنف على الشعب السوري، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية للبلاد، وتهجير الملايين، وتقويض النسيج الاجتماعي وتعطيل مفاصل الحياة وتفاقم مخاطر العنف والطائفية والإرهاب، مؤكدا “ندعم بناء سوريا جديدة، ديمقراطية، تعددية، تحقق المساواة وتضمن حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، وإزالة مخلفات الظلم والدكتاتورية، كما نؤكد دعمنا لصياغة دستور جديد يكفل هذه المبادئ ويضمن ويعزز الأمن والاستقرار والتوازن والتعايش والتسامح في البلاد، وهذا يشكل خطوة أساسية لبناء مستقبل زاهر لكل السوريين وضمان الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لجميع المواطنين”.
واختتم بارزاني بأن توحيد الصف الكردي وبناء أساس مشترك هو المفتاح الأساسي للوصول إلى حل عادل ومستدام للقضية الكردية في سوريا، وعلى هذا الأساس، فإن تشكيل وفد كردي مشترك للحوار مع الإدارة الجديدة في دمشق خطوة ضرورية باتجاه مشاركة حقيقية في بناء مستقبل البلاد وضمان حقوق شعبنا الكردي، والمساهمة الفاعلة في عملية صنع القرار السياسي، مع أهمية تعزيز أواصر التآخي بين الكرد وجميع المكونات الأخرى للشعب في الجارة سوريا، إلى جانب المضي قدماً في ترسيخ السلم المدني ودعم ثقافة التسامح والمصالحة الوطنية، وضمان أن يكون مستقبل سوريا مبنياً على أسس الشراكة والاحترام المتبادل والمواطنة المتساوية، كأساس متين لبناء دولة مسالمة وعادلة للجميع.
“مظلوم عبدي مشيدا بدور بارزاني: نخوض حربا لحماية شعوب المنطقة”
فيما أشاد قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، بدور الزعيم الكردي مسعود بارزاني، في تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية الكردية في كردستان سوريا والذي أفضى إلى انعقاد مؤتمر وحدة الصف والموقف الكردي.
جاء ذلك في كلمة له ألقاها خلال مؤتمر وحدة الصف والموقف الكردي في سوريا، الذي يعقد الآن في مدينة قامشلو، أكد فيه على ضرورة ضمان حقوق الكرد في سوريا الجديدة.
وقال مظلوم عبدي في كلمته: منذ 14 عاماً ونحن نخوض حرباً من أجل حماية شعوب هذه المنطقة، ودفعنا في هذه المعركة، قرابة 13 ألف شهيد من أبنائنا وبناتنا، وأصيب نحو 3 آلاف آخرين”، مضيفاً: نهدي هذا المؤتمر إلى ذكراهم الخالدة.
وأعرب مظلوم عبدي عن شكره لجهود مسعود بارزاني على دعمه لعقد المؤتمر، مؤكداً أنه من أجل وحدة سوريا التي هي من وحدة الكرد.
مسرور بارزاني وأحمد الصفدي يناقشان تعزيز التعاون المشترك
وفي سياق متصل استقبل رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، اليوم السبت، رئيس مجلس النواب في المملكة الأردنية الهاشمية أحمد الصفدي.
وأعرب رئيس مجلس النواب الأردني عن بالغ سعادته بزيارة إقليم كردستان، مشيداً بما يشهده الإقليم من تطور وعمران، و أكد على متانة العلاقات الودية التي تجمع بين الأردن وإقليم كردستان، مبدياً استعداد بلاده لتعزيز أواصر التعاون الثنائي في شتى المجالات.
و شدد رئيس حكومة إقليم كردستان على أهمية تطوير العلاقات التاريخية والودية بين الجانبين، وعبّر عن تقدير وامتنان كوردستان للدعم المستمر المقدم من المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة الملك عبد الله الثاني.
تناول اللقاء الإصلاحات التي تنفذها حكومة الإقليم، ولا سيّما في قطاعات الطاقة والمالية وأتمتة الخدمات العامة، وبحث الجانبان كذلك مجمل الأوضاع في المنطقة، وأكدا ضرورة الحفاظ على أمنها واستقرارها.
علاقات تاريخية وفرص تعاون واعدة
وتجمع أربيل وعمان علاقات تاريخية واحترام متبادل بين الزعيم الكردي مسعود بارزاني والملك عبدالله، وفي منتصف فبراير الماضي التقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين، الأردني أيمن الصفدي، مع رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزانى، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن المنعقد في ألمانيا، وبحثا عددا من فرص التعاون المشترك بين أربيل والمملكة الأردنية الهاشمية.
وهناك فرص عديدة لتطوير العلاقات بين الأردن وإقليم كردستان في المجالات التجارية والاستثمارية والصحية والتعليمية، حيث شهدت الفترة الأخيرة نشاطات هامة تساهم في تعزيز العلاقات، وأقيم ولأول مرة ملتقى وأسبوع صحي أردني كردستاني مشترك في شهر حزيران 2023، كما زار الأردن وفد اقتصادي حكومي ومن القطاع الخاص من إقليم كردستان في الشهر العاشر من عام 2022.
وتم تأسيس مجلس أعمال أردني كردستاني مشترك. وهناك رغبة لشركات أردنية رائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات للاستثمار في كردستان وقد شاركت الشركات ولأول مرة لعامين متتالين في معرض أربيل لتكنولوجيا المعلومات.
وهناك سعى لتطوير التعاون بين الجامعات الأردنية والكردستانية، كما شهد العام 2023 اعتماد عدد من مستشفيات الإقليم لغايات التدريب المعتمد من قبل البورد الأردني، وتعمل المؤسسات الأردنية في تطوير قطاعات حيوية مثل قطاع التعليم، والقطاع الطبي، وقطاع تكنولوجيا المعلومات، والقطاع السياحي، ويمكن الاستفادة بخبراتها في كردستان.